الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 22nd March,2004 العدد : 51

الأثنين 1 ,صفر 1425

مزيد من التصفيق.. مزيد من الأسئلة..!!
غادة عبدالله الخضير
(شب حريق في مسرح ولم يستطع المشاهدون أن يروه لأنه كان في أجنحة خشبة المسرح. ظهر المهرج فوق خشبة المسرح ليخبر المشاهدين عنه وظن كل شخص أنها كانت نكتة وبدأ يصفق، كرر الإعلان، وأصبح التصفيق أعلى، وأظن أن العالم سوف يهلك بسبب التصفيق العام العالي).
أن تستدعي عبارة كالسابقة بشكل متكرر معناه أن كثرة التفكير مشكلة تماماً كقلته..!!
التصفيق قد يعني: حواس (مشاهدة) ومن ثم إدراك يعقبه فهم ومن ثم إحساس ينتج عن المعنى الكلي للأمر الذي تم التصفيق له.. هكذا أعتقده..
لكن..
هل الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يصفق؟
هل هو الوحيد الذي يمتلك مهارة التصفيق والتحكم بدرجة الصوت/ القوة؟
هل هو الوحيد الذي يعطي المعنى الكلي للموضوع المطروح فيصفق فهماً، (تبعية)، خضوعاً، مصلحة؟
وان افترضنا أنه ليس الوحيد الذي يمتلك مهارة التصفيق، فهل يكون الوحيد الذي يمتلك دافعاً وراء التصفيق وبالتالي يتحكم في صوته/ قوته؟
وان افترضنا أيضاً أنه ليس الوحيد الذي يصفق فهل سيأتي عليه يوم يصبح فيه مساوياً لغيره من الكائنات فيصفق دون إدراك أو وعي وبالتالي يفقد المعنى الكلي الدافع وراء التصفيق فيصبح فاقداً لهويته الإنسانية؟
لكن أيضاً..
لماذا يصفق الإنسان؟
ماذا يريد من وراء هذا السلوك/ الصوت؟
وما الرسالة التي يريد إيصالها؟
وهل تختلف الرسائل الداخلية لنا، في اللحظة التي يتشابه فيها سلوك التصفيق عند الجميع؟
هل التصفيق له علاقة بالنوايا وما تخفيه الصدور؟
كرة الأسئلة تدور دون انتهاء ولهذا من النادر أن تحقق أهدافاً قوية.. هي فقط تلامس اليقظة المفرطة وتزيدها هذياناً..!!
لكن ماذا عن التصفيق الجماعي الذي يفقدنا سماع الحقائق كما حدث مع واقع المهرج.؟
هذا التصفيق العالي والمتلاحق لكل ما يعيدنا للوراء.. ويجعلنا نرى الحقائق بصور مختلفة وغريبة وبعيدة عن أدوارنا الحقيقية..؟ والذي لا يصفق يصبح خارج السرب.. وتغريده نشاز حتى وإن كانت إمكاناته الصوتية جيدة وواقعية.. وتنافس الكل.. قبل أن يصل بي فكري إلى.. لماذا في الأصل نصفق؟
أتساءل..
ما الحل الذي يمكننا من أن نصفق هوية وليس تبعية؟
الحل؟
الاقتراب من الحق..؟
البعد عن غفلة كل ما يترف العقل ويطيل سباته اليقظ..؟
أم هي أخلاقنا طوق نجاتنا كلما ارتفع صوت التصفيق..؟
المعنى وراء المعنى:
التصفيق: المعنى الرمزي لكل ما يجعلنا دون هوية.
المهرج: إنسان يضحك كثيراً وعندما يبكي لا يصدقه أحد.
الجمهور: أغلبية قد لا ترى لا تسمع لا تتكلم فقد تصفق بتبعية مذهلة.
الإحسان: مفهوم لم يرد هنا لكنه يعني (أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك).


ghadakhodair@hotmail.com
الرياض 11447 ص.ب: 28688

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
منابر
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved