الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 22nd March,2004 العدد : 51

الأثنين 1 ,صفر 1425

(الكتاب الأدبي) وظواهر الألفية الثالثة
القرشي: قدرات الكتاب قوية رغم التحول الهائل
الحميدان: العرب أقل الفئات احتفالاً بالكتاب الأدبي الحديث
إعداد: عبد الحفيظ الشمري
الكتاب بشكل عام لا يزال يعاني من تبعات وسمه بالنخبوية .. تلك السمة التي جعلته ينتج من أجل فئة ويقدم من أجل ثلة معينة.. فهذا كتاب خاص بالمعرفة وذاك بالعلوم وآخر خاص بالشعر ومثله موجه نحو أهل الفلك أو الجغرافيا أو التاريخ لتسير الحالة بشكل عام نحو خطاب يتسم بالفئوية أو (الأقلوية) حتى أصبحت ندرة الكتاب واضحة لا سيما الكتاب الأدبي الذي انقطعت صلاته مع القارئ ولم يعد مؤثرا إلا في نطاق ضيق ومتواجداً لدى فئة معينة.
أما وضعه الجديد وحالته الراهنة في ظل هذه الهجمة المعلوماتية وبزوغ ظواهر الألفية الثالثة فقد أصبح الكتاب أمام إشكالية جديدة تتمثل في وجوده وقدرته على الصمود في وجه هذه التحولات العصرية المذهلة.
نحن في (المجلة الثقافية) طرحنا هذا المحور الذي يدور حول وجود الكتاب الأدبي تحديداً في ظل تنامي ظواهر الألفية الثالثة ولا سيما الهجمة المعلوماتية الحديثة حيث استطلعنا بعض الآراء لبعض الباحثين والمبدعين والمؤلفين.؟
قدرات الكتاب قوية رغم التحول
البداية في هذا المحور للناقد الدكتور عالي القرشي الذي أشار إلى أهمية أن يكتسب الكتاب الأدبي قوته من قدرات المؤلف الجاد والمبدع الحقيقي ليكون صامداً في ظل هذه الطفرات المعلوماتية المتواثبة، فالكتاب الأدبي كما يراه الناقد القرشي يملك مقومات البقاء كلما ظل جاداً ومؤثراً ومتفاعلاً مع ما يستجد في المشهد المعرفي، بل انه يشير وبوضوح إلى ضرورة ان تكون الطروحات من خلال الكتاب مواكبة لحجم هذه الأحداث والظواهر القوية في مطلع هذه الألفية التي تخبئ الكثير من التحولات المذهلة.
أقل الفئات احتفالاً بالكتاب..
الأديب الروائي إبراهيم الحميدان يرى أن الكتاب الأدبي لا ينفصل دائماً عن هم الكتاب بشكل عام.. حيث يؤكد الحميدان على القضية والإشكالية على هذا النحو:
(تدفق المعلومات ظاهرة متوقعة لدينا كما هو حاصل في أنحاء الدنيا وهي تصطخب ما بين النافع والمضيعة للوقت من هياج بعض الشباب من الجنسين لتوصيل فكرة غير ناضجة، وفي تصوري انها ستبقى نزوة لا أقول بأنها سوف تتلاشى إنما سيخف تدافعها والاهتمام بما تفرزه، بينما أرى بأن الكتاب باق وسوف يصمد لأن وسائل النشر مثل السينما والمسرح تحديداً تحتاج إليه، والإبداع لا يمكن الاستغناء عنه في جميع أنحاء العالم بما فيها المؤسسات التعليمية والثقافية في مختلف أغراضها وتوجهاتها في هذه المرحلة، والعرب أقل احتفالاً بالكتاب لأن الفئات المتحكمة لا ترتاح إلى الانفتاح الثقافي عن طريق انتشار المعرفة التي تكشف تلاعبهم وفسادهم خاصة الفئات العسكرية الجاهلة بجدوى الثقافة أو المتخوفة منها على وجه أصح لأن النخب المثقفة لا تدين لهم أو لا تستطيع أن تكون صدى لأفعالهم الظالمة).
ثقافة الكتاب ستبقى..
ويؤكد الأديب الدكتور عبدالله ثقفان على أن ثقافة الكتاب تختلف عن ثقافة التقنيات الحديثة فهو يستمد رأيه من منطلق فهم الثقافة المكتوبة.. تلك التي تحتاج إلى متابعة وهو يقصد ان الكتاب يمثل ثقافة من يشتغل بالتأليف النافع وثقافة من يبحث عن العلم النافع أما ثقافة التقانية فهي ما يتسلى به المفلسفون من العلم.
ويرى الناقد الدكتور ثقفان ان هذه الجهود للعلماء الذين يقتفون أثر المعلومة إلا أن خطورة الأمر تكمن في (العجلة) أو التعجل في أخذ هذه المعلومات التي تطرح وكأنها من قبيل العلم حيث يشير إلى هذه القضية على هذا النحو:
إن العلماء قد حذّروا من هذه العجلة في أخذ المعلومة والاكتفاء بنقاطها دون حروفها، فقد قيل : العلم ثلاثة أشبار، من دخل في الشبر الأول (تكبّر)، ومن دخل في الشبر الثاني (تواضع)، ومن دخل في الشبر الثالث علم انه ما يعلم ..).
إن علماء الإنترنت في نظري هم أصحاب الشبر الأول الذين يدعون العلم وهم لا يدركونه، ولذلك لا بد من إعادة النظر، ولا بد من مراجعة اهتمامنا بالتصنيف وألا يتحيز له إلا من يدركه، هذا والله المعين في كل حال.
الكتاب الإلكتروني ..
رهان الألفية..
يرى الأديب القاص الأستاذ محمد علي قدس أن إشكالية الكتاب العربي هي محصلة صراع جديد يحيط في قضية تقنيات المعلوماتية الجديدة أو ما يسميها هو بالنقلة الحضارية للكلمة حيث يرى انها أهم ظواهر الألفية الثالثة.
ويؤكد (قدس) على أهمية فهم رسالة التقنيات الحديثة حيث يرى أنها ستستخدم في أغراض ثقافية وعلمية مثلما ستسخدم في أغراض حربية تفتك بالبشرية.
ويشير القاص قدس إلى حقيقة قوية تكمن في آخر ما أفرزته هذه الثورة المعلوماتية هو الكتاب الإلكتروني والذي سينافس حسب رأيه الكتاب الحالي إلا أن هذه المنافسات ستكون في مصلحة الطرف الأقوى.
ويختتم الأستاذ قدس مؤكداً على أن الكتاب الأدبي سيظل قريباً من الإنسان يقتنيه ويتأبطه في حله وترحاله، كما انه سيظل الأكثر قرباً من حياتنا بل هو الأكثر حضوراً حتى في مجتمعات تقدمت من خلال هذه الثورة المعلوماتية حتى أنها باتت أسيرة لهذه المعلومات التي ينتجها هذا الكتاب أو ذاك.. بل يشير إلى حقيقة علاقتنا كعرب بهذا النوع أي أن الكتاب الأدبي هو مصدر تميزها وهو الذي يقدمنا للآخرين بكل ثقة واقتدار لذلك يؤكد القدس على ان هناك مستقبلاً للكتاب الحالي رغم هذه الهجمة المعلوماتية للألفية الثالثة.
ويرى الأديب القاص الأستاذ محمد الشقحاء ان الكتاب هو نبض قلب الكاتب ومشاعره خصوصاً .كما أكد على أهمية بقاء الكتاب قائلاً: من قال إنا سوف نفقد الكتاب. إن هذه الجزئية من النشاط الإنساني لها جماعتها المكونة من المنتج والمتلقي كمعرفة، والمعرفة تتجدد مع الزمن وتتراكم ولا بد من وجود سياق عام. دعنا نسميه خيط المعرفة هذا الخيط مرتبط بوجود الإنسان الذي كرمه الله بالعقل وأمره بالعمل والكتابة عمل، إذا الكتاب سوف يبقى راصدا معرفيا وفكريا وشاهدا علينا وهذه خصوصية لا يمكن لوسائل التدفق المعلوماتي الإلكتروني أن تلحق به مهما تطورت التقنية وللعلم جزء من هذا التطور يخدم الكتاب والكتابة ونجده في حرصنا على نقل ما نشاهد على الورق إما كتابة أو نسخا.
الشاعر الدكتور عبدالله سليم الرشيد معاناة الكتاب الأدبي في العالم العربي على هذا النحو:
الكتاب سوف يبقى، ولكنه لن يكون كسابق عهده الوعاء شبه الأوحد للمعرفة،. إذ سوف يصبح التدفق المعلوماتي صنواً له، ولن يطرده من ساحة المعرفة وأهم سبب لهذا: أن قارئ الكتاب الجاد والباحث المتمكن سوف يظل الكتاب لديهما أيسر من المعلومة التي تبث تقنياً وحاسوبياً ونحو ذلك.
نعم، نحن الآن نشهد اهتماماً واسعاً بالتدفق المعلوماتي، ولكنه سوف ينحسر قليلاً، ليظل بعد ذلك مصدراً من مصادر المعرفة، وليس المصدر الوحيد.
* ما أهم الطروحات التي تجعل الكتاب فاعلاً.. وما الذي ستكون عليه الحال بعد فقده؟
أولاً: لا أظن أننا سنفقد الكتاب لأسباب ذكرت بعضها سلفاً، وسوف يظل وعاء مهماً من أوعية المعرفة بل سوف يظل وعاء أوحد عند شرائح غير هيّنة من الناس.
ثانياً: لكي يستمر الكتاب فاعلاً، لا بد من تنظيم حملة تثقيفية تبين أهميته وقيمته وعدم القدرة على الاستغناء عنه، أذكر ان أحد الزملاء طرح فكرة جديرة بالتأمل، وهي إنشاء جمعية باسم (أصدقاء الكتاب)، وهي مهمة جداً في هذه المرحلة، وبخاصة في أوساط الطلاب والطالبات.
كما أن من المهم ان يخفف تجار الكتب وناشروها من أسعارها العالية، لأن تكلفة الشراء المرتفعة قد تكون من عوائق استمرار فعالية الكتاب.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
منابر
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved