الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 22nd May,2006 العدد : 154

الأثنين 24 ,ربيع الثاني 1427

حاطب الليل..!
مع تقديرنا لجهود الدكتور محمد العيد الخطراوي وحبنا له وافتخارنا دائما بتوجيهاته نحن أصحابه وأصدقاءه وزملاءه في النادي وقبل النادي في محيط الثقافة ومحيط التربية والتعليم.
أقول: مع إيماننا بعلمه ورسوخ قدمه في تخصصه وفي دنيا الثقافة والأدب إلا أن هذا يبقى في مكانه نحتفظ به وله في نفوسنا الشيء الكثير.
لقد استبشرنا يوم أن رأينا عمله الجديد الذي قدمه للساحة الثقافية مع علمنا بأن جهوده في هذا المجال كثيرة ومتنوعة وهو على أي حال محل إعجاب وتقدير الجميع وكانت جهوده في السابق قبل السنوات الأخيرة في رأيي أكثر رصانة وعمقا وفائدة لجميع المثقفين والأدباء.. كانت مؤلفاته في الأدب والثقافة والشعر لها مكانتها في دهاليز المعرفة ولها بريقها عندما تأخذ مكانها في المكتبة العربية كشعراء من أرض عبقر وسلسلة تاريخ المدينة المنورة وبعض دواوينه الشعرية ودراساته النقدية ولكنه في السنوات الأخيرة تحول بين عشية وضحاها إلى (حاطب ليل) وأظهر لنا أعمالا تقل كثيرا عن مكانته العلمية المعروفة عنه.
أقول هذا مع اعترافي بأنني لست في قامته وأقصر كثيرا عنه ولكنها ملاحظات وشواهد كثيرة لو أراد لسقناها تباعاً مع مناقشتها وإعادتها إلى أصولها.. إن الأوساط الثقافية والمعرفية تنكر هذا عليه وتستغرب منه ذلك لأنه ليس في حاجة إلى أن يحتطب في الليل ويجمع كل ما تقع عليه يده وعينه من غث وسمين ومن زهور وأشواك وحيات وعقارب وهوام.
لقد استبشرنا بكتابه الأخير الذي ظهر بعنوان (أسرة الوادي المبارك في الميزان) ولكن استبشارنا ضمر كثيراً عندما لمسنا ووجدنا أن ضخامة هذا الكتاب ليست شحماً بل ورماً مليئاً بالأسقام والعلل.
وليسمح لي أستاذي الخطراوي مع تقديري مرة أخرى وإعجابي بجهوده خاصة في هذا السن أن أورد الملاحظات التالية؛ لأنني وكثيرين غيري من الشباب المخضرم قد عايشنا هذه الأسرة وكنت أحد المدعوين لها مراراً بل وكنت قارئاً في يوم الأيام لما يختاره أولئك الأعضاء من موضوعات في بعض اجتماعاتها سواء في منزل الأستاذ عبدالعزيز الربيع أو في بيت الأستاذ محمد سعيد دفتردار يرحمهما الله أو في أماكن أخرى.
الملاحظة الأولى: لقد سار أستاذنا في هذا الكتاب كما هو الحال في كتبه الأخيرة كحاطب الليل جمع فيه كل ما وقعت عينه ويده عليه مما لا يمت إلى أصل الموضوع بشيء لا من قريب ولا من بعيد وكان الوسط الثقافي يعتقد من خلال (الميزان) استعراض منجزات الأسرة ومقارنتها بأعمال محافل أدبية أخرى عايشتها في نفس الفترة داخل المدينة وخارجها.
ثانياً: حمل الأسرة بأعباء لا قبل لها بها من إضافة أسماء لم تكن تعرفها فأقحم تلك الأسماء إقحاماً بطريق أو بآخر دون وجه حق مع أن الأسرة منها براء.
وكذلك حمل الكتاب بثقل نصوص طويلة ليس هناك من ضرورة لوجودها إطلاقا إلا رغبة في الإطالة، التي لا لزوم لها وهو - يحفظه الله - يعرف هذا ولو تجرد لنقد الكتاب لما فعل ذلك ولأنكر كل الإنكار هذا الأسلوب خاصة وهو من هو في هذا الباب.
ثالثاً: أسرة الوادي المبارك في واقعها كما أعرفها ويعرفها الكثير من شداة الثقافة بالمدينة وكما يعرفها هو أيضاً كانت في بداياتها عبارة عن صحبة جمعتهم نجاحاتهم وميولهم وهم الأساتذة: محمد العامر الرميح وعبدالعزيز الربيع ومحمد هاشم رشيد وعبدالحق النقشبندي يرحمهم الله وحسن صيرفي أطال الله عمره.
ثم انضم إليهم بعد سنوات الأساتذة: عبدالرحمن الشبل وعبدالسلام هاشم حافظ وعبدالرحيم أبوبكر - رحمهم الله - والأستاذ عبدالرحمن الشبل ود. محمد العيد الخطراوي يحفظهم الله، ولم يعرف الدكتور الخطراوي الأسرة إلا بعد مجيئه من الرياض منقولاً إلى المدينة في بدايات الثمانينات الهجرية تقريباً ولعل ما نقله الدكتور الخطراوي في كتابه (أسرة الوادي المبارك في الميزان) عن الأستاذ على حسون رئيس تحرير جريدة البلاد يؤيد هذا القول وهناك العديد من الشهواد والأدلة تؤكد أن الأسرة لا تتعدى هؤلاء. ولم تعرف هذه الصحبة اسم (أسرة الوادي المبارك) إلا في منتصف الثمانينيات الهجرية باقتراح الأستاذ محمد هاشم رشيد ومباركة الجميع.
رابعاً: جميع من حضر اجتماعات الأسرة بعد الثمانينيات الهجرية بعضهم كان الواحد منهم قد يحضر الجلسة أو الجلستين طوال عمر الأسرة وقد يأتي بدعوة للحضور من الأستاذ عبدالعزيز الربيع - رحمه الله - باعتباره كان مديراً للتعليم في ذلك الوقت. وقد اعتبر الدكتور الخطراوي - يحفظه الله - كل من حضر ولو جلسة واحدة عضوا في الأسرة وأغفل بقصد أو من دون قصد الكثير من زملائه وأسهب أيما إسهاب في استعراض منجزات نوع معين لا صلة لهم بالأسرة وهضم حقوق الأعضاء المؤسسين.
خامساً: بل وأكثر من ذلك أقحم أستاذنا الخطراوي من دعا أعضاء الأسرة لاستضافتها في داره وأسهب في ترجماتهم صفحات وصفحات وترك آخرين استضافوا الأسرة مرات عديدة في مزارعهم كالرفاعي وحليت مسلم وعبدالعزيز مسلم ونغميش وحامد الأحمدي وابن بادي والعبيري وآخرين والسؤال للدكتور: لماذا كل هذا؟ وإذا كان.. فلماذا الميل؟
سادساً: بعض من أقحم الدكتور الخطراوي أسماءهم في سجل الأسرة يقصر سنهم عن معايشتها في زمنها ولم يكن للعنصر النسائي وجود في نشاطات الأسرة في ذلك الوقت ولا أدري كيف ضمن جوانب الكتاب كل هذا؟ مع إيمان الدكتور بالتخصص ومناداته بمدلول الكلمات وتحديد معالمها.
سابعاً: يعلم الدكتور الخطراوي وهو خير من يعلم ويُعلم أن رصد تاريخ حقبة معينة أو التاريخ عموما بمنجزاته ومداخلاته لأي شيء يتطلب الأمانة العلمية والمصداقية والبعد كل البعد عن إضافة الأشياء لغير تسمياتها أو وصفها في غير مكانها الصحيح ومن هنا نقول: إن إلباس أسرة الوادي المبارك كل هذه الألبسة (الملفقة) يتنافى وما ذكر، وليته سمى الكتاب (الساحة الثقافية بالمدينة المنورة قبل إنشاء النادي الأدبي) لو فعل هذا أو قريباً منه لكان أحرى إلى المصداقية والموضوعية والأمانة ولوجب علينا التصفيق له على هذا الإنجاز.
ثامناً: وهذه ملاحظة لمكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض وهي التي قامت بطباعة هذا الكتاب وصرفت عليه طباعة وإخراجا الشيء الكثير وتتمثل الملاحظة في السؤال التالي: كيف تم التأكد مما حواه الكتاب من معلومات؟ ثم أليس من الأجدى والأحوط أن يرسل الكتاب قبل طباعته إلى جهة ثقافية لتكوين لجنة وإعداد تقرير بما يضمه محتواه ومناسبة عنوانه لما في داخله؟!


محمد صالح البليهشي

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved