الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 22nd May,2006 العدد : 154

الأثنين 24 ,ربيع الثاني 1427

بعد توجه الحوار الوطني لمناقشة تأثير الصالونات الثقافية
ألا تحتاج (مدينة نصف المليون) إلى صالون ثقافي؟!
الصالونات الثقافية عملة نادرة مميّزة في فضائنا الفكري وتتسم بتعدد نشاطاتها العلمية والأدبية والاجتماعية ولها صلة قوية بالواقع الذي يعيشه المجتمع، ومما لا شك فيه هو إقبال المثقفين والأكاديميين والإعلاميين ومختلف طبقات المجتمع النخبوية للميل نحوها والتزوّد من بضاعتها الفكرية، وهي فكرة جديدة قديمة، بدأت تنشط في مجتمعنا بمبادرات شخصية فردية، أو توجه من قبل بعض المفكرين والمسؤولين، فالأمر لا ينحصر بالصالونات الثقافية بمجرد اللقاءات العابرة، بل هي لقاءات علمية ثقافية فكرية تتسم بصفة الاستمرارية، ثرية بالنقاشات والآراء المتعددة، فيها ترابط اجتماعي كبير وتبادل ثقافي ومناقشة العديد من الإصدارات الأدبية والعلمية التي تظهر على الساحة.
واللافت للنظر ومع كل المزايا والصفات الحميدة لتلك الصالونات ألا أننا نجد العزوف عند البعض عن ريادة الصالونات الثقافية، فضلاً عن التفكير الجاد في تأسيس صالونات جديدة - رغم أهميتها -، والأسباب من وجهة نظري كثيرة ومن أهمها ما يلي:
1 - التكاليف العالية لتلك الصالونات.
2 - إنشاء المواقع الإلكترونية التي تهتم بقضايا المجتمع الفكرية والاجتماعية، حيث بدأت تلك المواقع تقدِّم بعض البدائل والمعلومات والدراسات.
3 - وجود بعض المواقع الشخصية لبعض المفكرين والأدباء في الإنترنت مما جعل البعض يرتاد تلك المواقع وينهل منها ويشارك فيها بشكل مباشر.
4 - ضمور الحركة الثقافية والاجتماعية في المجتمع.
5 - ضعف تأثير المثقفين في المجتمع السعودي في المرحلة الأخيرة.
ومع كل ذلك العزوف ومسبباته، فهناك أسباب عامة تدعو وبقوة إلى بعث الصالونات الثقافية بالمدن من جديد، ومن أهمها:
1 - الروتين الممل والكلام المتكرر في التجمعات والنقاشات المختلفة، في الأماكن العامة والخاصة.
2 - فرصة كبيرة للكاتب الإعلامي أن يلتمس كثيراً من الموضوعات القابلة للنشر عبر ما يثار في الصالونات الثقافية.
3 - التحفيز صوب الإبداع واكتشافات طاقات فكرية واعدة جديدة لأن البعض منهم قد تلاشى لديه ملكة الإبداع بسبب ضعف حركة الحوار وقلة مصادر المعرفة.
4 - مناقشة مشاكل المجتمع بصورة علمية وموضوعية.
5 - البعد عن بعض الأمراض الاجتماعية ذات الطابع (النميمي) وغيره.
6 - جسر للتواصل بين الموهوبين من الشباب والمبدعين وبين المثقفين والأدباء في الساحة الثقافية.
فتلك الأسباب العامة تقودنا إلى السؤال التالي: ألا يحق لمدينة كبيرة بمملكتنا الحبيبة مثل بريدة أن يكون فيها صالون، بل صالونات ثقافية تصبح نواة فكرية واجتماعية وثقافية لمدن القصيم؟
صالون بريدة الثقافي
سبق أن ذكرنا أسباباً عامة لإنشاء صالون ثقافي في جميع مدن المملكة، وسأورد أسباباً خاصة تدعو لسرعة البدء بتأسيس صالون ثقافي في مدينة بريده وهي - في رأي الكاتب - ما يلي:
1- حرص صاحب السمو الملكي أمير منطقة القصيم ونائبه على دعم الأنشطة والفعاليات الثقافية والاجتماعية.
2 - كثرة عدد المثقفين والأكاديميين والكتَّاب في مدينة بريدة، والدليل مشاركاتهم وبكثرة في الصحافة المحلية، والمؤتمرات داخل المملكة وخارجها.
3 - عدم التعارف بين كثير من المثقفين والأكاديميين من أبناء المنطقة.
4 - وجود صروح علمية كبيرة كجامعة القصيم وكليات التربية والتقنية والصحية.
5 - موقع مدينة بريدة الإستراتيجي وعدد السكان - نصف مليون نسمة - يدعو للبدء دون تأخير بتأسيس الصالون الثقافي.
6 - كثرة عدد الراغبين في احتضان ورعاية الصالون الثقافي.
ولكي يتسم مشروع الحوار الوطني عبر الصالونات الثقافية بالنجاح، فهناك معايير وأهداف يجب مراعاتها ومن أهمها ما يلي:
1 - الانفتاح الثقافي بين شرائح المجتمع في بوتقة الحوار الوطني وفق ثوابت المجتمع الإسلامية والعربية.
2 - الاستمرارية وضمان دورية اللقاءات.
3 - التوازن من جهة المشاركين وتخصصاتهم وفئاتهم في المجتمع.
4 - الشمولية في تغطية الموضوعات.
5 - اضطلاع أصحاب الوجاهات الفكرية والاجتماعية بتأسيس وإدارة الصالونات الثقافية، فذلك أدعى إلى نجاحها وقبولها.
6 - تبني الحوار كأسلوب علمي.
7 - التأكيد على الهوية الثقافية والوطنية.
8 - تكريم الرواد الذين لهم بصمة واضحة لبناء الوعي الاجتماعي والثقافي والاقتصادي لمنطقة القصيم.
ومما يؤكِّد على أهمية تبني تأسيس صالونات ثقافية جديدة المبادرة التي سيقوم بها مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني في تنظيم ندوة ثقافية موسعة بعنوان: (الصالونات الثقافية بالمملكة وأثرها في نشر ثقافة الحوار) وستُقام الندوة بمكة المكرمة وتستمر لمدة يومين خلال الفترة ما بين 22 - 23-4- 1427هـ الموافق 20 - 21-5- 2006م، علماً بأن هناك أكثر من أربعين صالوناً أدبياً وثقافياً تُقام بشكل دوري في أنحاء المملكة (جريدة الرياض، العدد 13823) منها على سبيل المثال: خميسية حمد الجاسر الثقافية، واثينية عثمان الصالح الثقافية، وأحدية راشد المبارك، وثلوثية محمد سعيد طيب، وملتقى الأربعائيات بالمنطقة الشرقية وغيرها، إذن الحاجة ماسة وملحة لتأسيس صالون ثقافي في فضاء مدينة نصف المليون ليكون كالواحة الفريدة في صحراء الحياة، والربيع في سنة العمر، والبسمة الوامضة على ثغر الزمان القاطب، وسؤالنا الأخير في هذه المقالة من يعلِّق الجرس ويبدأ في تأسيس أول صالون ثقافي في مدينة بريدة عاصمة القصيم!
لا أدري.... لكنني متأكّد أنه سيكون له الريادة في هذا المجال، فمن ينال شرف الريادة ويمنحنا فضاء للحوار الوطني.........


د.زيد المحيميد
الكلية التقنية ببريدة
zeidlolo@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved