الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 22nd May,2006 العدد : 154

الأثنين 24 ,ربيع الثاني 1427

محمد الحمادي يصف (فلسفة الحب) شعراً:
الشعر لدى الحمادي بيان يستشرف حقيقة الحب
*مطالعات -عبدالحفيظ الشمري:
الديوان الثالث للشاعر محمد الحمادي جاء محملاً بوهج الحب، والعاطفة التي تبحث لها عن وطن تسكنه، وتستقر به، وتكبر من خلاله فوق الألم، وأقوى من الجراح التي تخلفها الذكريات غير المبهجة غالباً.
(فلسفة الحب) ديوان شعري يحمل بين دفتيه عدداً من القصائد المتجلية باسم الحب، والعاطفة، والشعور الرقيق بالآخر الذي يحمل بذور الألفة، والجمال، وذاك ما يبحث عنه الشاعر الحمادي، مؤكداً أهمية أن يكون الشعر بياناً إنسانياً راقياً لمن أراد أن يستشرف حقيقة الحب في الذات.
سبق الديوان بثلاث مقدمات وإهداء وجميعها نثرية، فيما جاءت فاتحة الشعر قصيدة (حروف الحب) تلك التي بث فيها الشاعر آلامه، وحرقته على الحلم الذي قد يُقرَّب الحبيب أكثر من واقع لا يبدو فيه الوصل ممكنا:
وما عدت أقوى الهجر حتى دقائقاً
وأعلم أني لست أقوى الثوانيا
فقولي حروف الحب لا تترددي
وأربعة قولي، فقد ضاق كونيا
(الديوان: ص 12)
فالشاعر محمد الحمادي ينسج من فاتحة قصائده لوناً شفيفاً قد يكون لتوقيع القصيدة في آخر القصيدة (الرياض 21-12-1425هـ) ارتباط وثيق بالنص؛ لأن الشاعر يعيش نأياً واضحاً عن ضفاف الخليج، وبعداً عن مدينته القطيف؛ فالتوقيع المكاني للقصيدة قد يكون إشارة إلى دفء العلاقة بين الحمادي ومدينته الوادعة؛ فمن شوق إلى آخر ومن وجدان أكثر نضارة إلى رغبة عارمة في الحب الذي يعيد إلى الروح بريقها الفاتن؛ إذ إن هناك من الصور الشعرية ما تشي بهذه العاطفة الجياشة لرجل يجد في الحب ضالته، لينادي بأرق صوت ذلك الحبيب الذي تأخذه تباريح الحياة ومعانداتها اليومية؛ حتى أنه لا يجد بداً من التطلع بأمل إلى أن يأتي طيف الحبيب ليقيم في الأعماق، وليرتب حياة هذا الشاعر المتعب من دوام الحب ونزواته.
كلمات القصائد دافئة، ومعبرة، وبها من الوجدان ما يكفي لأن يصوغ الشاعر علاقات إنسانية أكبر؛ فها هو في قصيدة (التونسية) يبرع في تدوين بوحه الشعري حينما يعود من رحلته التي يبحث فيها عن ذات الحب حينما يصور أشواقه وحنينه إلى تلك الأرض التي تنبت الحب والجمال.
يقيم الشاعر محمد الحمادي علاقة قوية مع شخوص متوقعين في القصيدة لنراه وقد ألمح إلى تفاصيل بعضهم، لكن هذا الإلماح لا يخرج عن كونه بناء نموذج يتمناه الشاعر ويخلص له؛ من أجل أن تكون فكرة النص موجهة بشكل واضح نحو هدف معين؛ فصاحبة العين النجلاء يخصها الشاعر الحمادي بثناء مدهش، وذات القوام يبثها روعة الرؤيا، وذات الشفاه الرقيقة والباسمة يسكنها أعلى الحجرات في قلبه المورق حباً، والمخضل مودة لكل ما له علاقة بالجمال والبهاء الذي يتطلَّبه الشاعر ويتعشَّقه.
(فلسفة الحب) قصيدة حملت عنوان الديوان، ووشت بتفاصيل العلاقة الشفيفة بين الشاعر وقضيته المتمثلة في الحب الذي يرى أنه الخلاص من كل منغصات أهل الأرض؛ فالقصيدة - كما أسلفنا - بيان شعري يحاول الحمادي من خلاله أن يؤكد حقيقة الحب بالنسبة إليه:
لو تدركين إذن ما الحب يا لغتي؟
الحب في دمنا يجري يغذينا
.. .. .. ..
الحب أحرفه شوقاً تداعبنا
والحب قافية حرَّى تغنينا
(الديوان: ص 30، 31)
فالقصيدة تحمل شعورنا جميعاً.. ذلك الذي نضمره؛ لأننا لسنا شعراء نقوى على البوح مثلما يفعل الشاعر الحمادي وصحبه الشعراء، بل إن العاطفة هي المحرك لهذا البوح ودافع قوي لأن يفصح الشاعر عما بداخله من هموم ولواعج تجعل الحياة مشهداً قابلاً للترجمة الوجدانية المواتية لأن تكون فضاءً شعرياً يصل إلى القارئ بشكل مناسب.
فلسفة الحب في ديوان الشاعر محمد الحمادي تنبع من رؤية يكتبها القدر، ويصوغها نبضاً جميلاً في الوجدان، بل يراها صاحب الديوان بلسماً شافياً لكل أسقام البشر؛ لأن هذه الرؤية تتجسد في الشعر على هيئة أغنية تطرب لها الذائقة.
تراوح قصائد ديوان (فلسفة الحب) بين التوسط والقصر؛ حيث يحاول الشاعر الحمادي أن يوصل فكرته إلى القارئ بأقصر السبل، لتتمتع هذه الفكرة بصياغة شعرية متميزة تستحق التأمل والمتابعة من قبل متذوقي الشعر وعشاقه.
إشارة:
- فلسفة الحب (ديوان شعر).
- محمد مهدي الحمادي.
- دار الكفاح - الدمام - 1427هـ.
- يقع الديوان في نحو 186 صفحة من القطع المتوسط.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved