الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 22nd May,2006 العدد : 154

الأثنين 24 ,ربيع الثاني 1427

بحضور جميع أعضائها
اختتام اجتماعات اللجنة التحضيرية لجمعية الفنانين التشكيليين

إعداد: محمد المنيف
ما زلنا نحتفي بصدور قرار وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في وكالة الشؤون الثقافية بتأسيس جمعية الفنانين التشكيليين السعوديين، واليوم نحاول أن نستعرض ما يمكن الحديث عنه، وما يأمل التشكيليون تحقيقه في جمعيتهم التي اجتمع لها أعضاء اللجنة التحضيرية الأربعاء الماضي، وعلى مدى ثلاثة أيام للتباحث والتشاور في إعداد مسودة تأسيس الجمعية، مشيرين إلى أن إجراءات إعداد صفحات هذا العدد من المجلة الثقافية تقدم يوم الجمعة التي تسبق انعقاد اللقاء الأول للجنة بأكثر من خمسة أيام مع وعدنا - بإذن الله - أن نقدم الكثير حول اللجنة وما تم خلال اجتماعاتها في حدود ما تسمح به أمانة اللجنة من معلومات لا تؤثر في سير الاجتماعات أو القرارات التي تلي الخطوة الأولى، كما يسعدنا أن نكون كما كنا عبر جريدة (الجزيرة) من السباقين والمبادرين في المطالبة بكل ما يخدم الساحة التشكيلية، ومنها هذه الجمعية التي أعادت إلى الساحة التشكيلية الكثير من الأمل والترقب والاستعداد للعطاء الجديد المسبوق بالتفاؤل.
مهام اللجنة التحضيرية
من المهام المناطة باللجنة التحضيرية التي شُكلت بدعوة من وكيل الشؤون الثقافية في الوزارة الدكتور عبد العزيز السبيل اقتراح اسم الجمعية والتعريف بأهدافها ومعايير العضوية وكيفية وضع معايير تشكيل الجمعية العمومية التي سيتبعها بعد خطوات اختيار مجلس الإدارة والهيكل الإداري للجمعية إلى آخر منظومة الآلية التي سيتم بها الإعلان عن الجمعية والبدء في تنفيذ خطوات تأسيسها.
لهذا انطلقت الأربعاء الماضي في فندق قصر الرياض أول الاجتماعات بحضور من شملتهم الدعوة ورشحوا من قبل الوكالة من الفنانين والفنانات التشكيليين الذين يمثلون مختلف مناطق المملكة على النحو التالي: من الرياض: مها السنان، محمد المنيف، الدكتور صالح الزاير، وناصر الموسى، ومن مكة المكرمة: حمزة باجودة، ومن جدة: عبد الله نواوي، اعتدال عطيوي، ومن المدينة المنورة: فؤاد مغربل، ومن المنطقة الشرقية: عبد الرحمن السليمان، زهرة بو علي، عبد الله الشيخ، ومن أبها: عبد الله شاهر. ويقوم على أمانة اللجنة الفنان سمير الدهام مستشار الفنون التشكيلية بالوكالة.
تساؤلات من الفنانين
ومحبي الفنون
في الوقت الذي نعدّ فيه مادة هذا العدد تلقت المجلة الثقافية في (الجزيرة التشكيلية) الكثير من الاتصالات والرسائل عبر البريد الإلكتروني من مختلف مناطق المملكة بعد نشر خبر تأسيس الجمعية، والجميل في الأمر تنوع الاتصالات من أسماء لم يكن لدينا عنها أي معلومات أو معرفة سابقة شملت بعض المعلمين والمعلمات وطلبة وطالبات كليات التربية الفنية - أقسام التربية الفنية، إضافة إلى اتصالات من قراء كشفوا عن رغبتهم في معرفة أهداف ومهام الجمعية، مع ما تلقيناه من التشكيليين من تساؤلات عن كيفية العضوية وما يستجد من أخبار عن الجمعية، أما البقية فكانت من متابعين للفن التشكيلي في قطاعات ذات علاقة، ومن مثقفين يشاركون الفنانين التشكيليين أفراحهم، فكانت اتصالاتهم للتهنئة والتبريك، هذا الواقع والتواصل الذي فوجئنا به كشف لنا جانبين: الأول حجم الرغبة في أن يكون لهذا الفن جمعية مستقلة تعنى بالفنانين وتهتم بشئونهم أسوة ببقية الجمعيات العربية والخليجية. والأمر الثاني يخص الصفحة والمجلة الثقافية وما تتمتع به من شعبية على مختلف أطياف الثقافة، إضافة إلى المعنيين بالفنون التشكيلية، ومنهم فئة المعلمين التي تشكل السواد الأعظم في الساحة، والتي تمتلك نسبة كبيرة من فنانين لم يجدوا سبل التواصل والتواجد، ويرون في وجود الجمعية التشكيلية بارقة أمل لتقريب المسافة بينهم وبين الساحة التشكيلية. وتنصب الأسئلة والاستفسارات حول العضوية ومن يحق له الانضمام إلى الجمعية وما المعايير التي يتم بها قبول العضو ونوعية العضوية.. إلى آخره.
ريادة التأسيس بين الجمعيات
لا يفوتنا هنا جانب لا يقل أهمية عن كل ما يتم القيام به حالياً من إعداد للإعلان عن جمعية الفنون التشكيلية السعودية يتمثل في أن جمعية التشكيليين تعتبر أولى خطوات تأسيس الجمعيات الأخرى في مجال المسرح والفنون الفوتوغرافية والفنون الشعبية؛ ولهذا فلنا قصب السبق، وعلينا أن نكون بحجم المسئولية وريادة التأسيس والتكاتف والدعم من قبل عامة التشكيليين والمؤازرة، بعد أن أصبحنا جميعاً أمام الأمر الواقع؛ فالمنافسة بين الجمعيات القادمة لن تكون بمنأى عن أعين وأسماع الجمهور عامة والمسئولين، ولن يغض الطرف عن أي تراجع أو تهاون؛ فالأمر سيصبح بين أيدي الفنانين وهم الأولى بإبداعهم بعيداً عن كل ضغوط أو جهل في كيفية الإدارة أو تسيير الدفة والسفينة.
الفنانون الداعم الأول للجمعية
الحقيقة أن ما نشعر به وما نسمعه ونراه من ردود فعل الساحة التشكيلية يدفعنا إلى الغوص في أعمق الآمال والطموحات المرجوة من الجمعية، مع ما نأمله من تحرك من قبل الفنانين تجاه أحد الإنجازات المهمة لوزارة الثقافة والإعلام ممثلة في وكالة الشؤون الثقافية تسجله في تاريخ الفن التشكيلي السعودي؛ فهذه الخطوة من المسئولين في الوزارة لم تكن مجرد إجراء أو قرار عابر بقدر ما تعني قناعة تامة بأن الساحة في حاجة إلى كيان يوثق مسيرة إبداع تعدى حدود المكان وسبق الزمان، فحق له أن يصبح له خصوصيته وشخصيته ومكانته بين الفنون الأخرى، وإذا كنا اليوم أمام الأمر الواقع وأمام مطلب طال انتظاره فعلى الفنانين أيضا دعمه والوقوف معه والمشاركة في تأسيسه بالرأي والمقترح؛ فالأمر لا يتوقف على أسماء كلفت بمهمة محددة ومحدودة الزمن بقدر ما يعني أن الجمعية ستكون بين أيدي الفنانين عامة عبر جمعيتهم العمومية التي لها كامل الحق في وضع القاعدة الصلبة لبناء هذا الكيان الإبداعي الثقافي.
ماذا يأمل التشكيليون
في جمعيتهم؟
السؤال الكبير الذي يتردد في أذهان جميع الفنانين بعد أن تحقق لهم تشكيل جمعيتهم يتمحور في أهدافها والحقوق التي تسعى لتحقيقها للفنانين، إضافة إلى ما يمكن أن يقدمه التشكيليون من واجبات لهذه الجمعية، ومع أننا نعلم أن ما ستقوم عليه الجمعية يأتي تلبية لرغبات ومطالب الفنانين لإبداعهم بشكل مباشر قبل البحث عن مصالحهم الشخصية فإن من أهم ما يمكن أن يتوقعه الجميع من الجمعية، وكما قرأنا وسمعنا ونقل إلى المسئولين في أول ملتقى للمثقفين السعوديين من خلال ندوة الفن التشكيلي التي شارك فيها نخبة من الفنانين الدكتور محمد الرصيص والفنان ضياء عزيز والفنان عبد الرحمن السليمان والفنان محمد المنيف وأدارها الفنان عبد العزيز عاشور، إضافة إلى ما بعث به إلى وكالة الشؤون الثقافية من قبل الكثير من الفنانين على مستوى المملكة، يحمل كل منها الهموم والآمال ذاتها، نذكر بعضاً منها: تنشيط الحركة التشكيلية المحلية ودعمها بكل السبل وإيصالها إلى مساحات وميادين المنافسة العالمية، إنشاء صندوق خاص للتفرغ، الانفتاح على الفنون الإنسانية في الوطن العربي والعالم، توفير الظروف الملائمة لتنمية ورعاية الطاقات التشكيلية الإبداعية وتطويرها، الاهتمام بالانتماء والخصوصية التشكيلية المحلية بمعايير عالمية لتسهم في مسيرة الفن العالمي، تنظيم ندوات ومحاضرات ومعارض تنسجم مع أهداف الجمعية، الاهتمام بالدراسات التشكيلية والفنية وتقديم العون الممكن للباحثين والمؤلفين في المجالات الفنية بما يتفق مع أهداف الجمعية، رعاية المواهب التشكيلية وإبرازها والعمل بكل الوسائل على رعايتها وإتاحة الفرص لها؛ لتأخذ مكانها المناسب في الحركة التشكيلية المحلية، العمل على تأمين مستوى لائق من الاستقرارين المادي والمعنوي للفنان التشكيلي؛ ليتمكن من الإبداع، جمع وتوثيق الأعمال الفنية التشكيلية وعرض أو طباعة ما لم يعرض منها، وضع آلية لتنظيم إقامة المعارض ودعمها إعلامياً... إلى آخر منظومة الخطوات والأهداف التي تسعى إلى تحقيقها الجمعية.
تفاعل وإشادة
في حديث للصفحة مع الفنان سمير الدهام أمين اللجنة والمستشار التشكيلي في الجمعية عن توقعاته وعن ما يمكن تنفيذه قال: إن الوقت ما زال مبكراً للحديث عن اللجنة وما سيتم من نتائج؛ فالأمر يحتاج إلى فترة يمكن لنا من خلالها وضع الأطر المتكاملة لإعلانها والبدء في التنفيذ الحقيقي للجمعية؛ ولهذا يمكن القول إننا سعداء كتشكيليين بأن يتحقق لنا هذا المطلب الحضاري الذي تستحقه الساحة التشكيلية منذ فترة طويلة عوداً إلى ما تتمتع به مسيرة الفنون التشكيلية السعودية من تميز وقدرة على التواصل مع الآخر، والمنافسة ظهرت نتائجها وبرزت في كثير من المحافل مع ما تتمتع به الساحة من وجود فنانين متمكنين من إبداعهم ولهم باع طويل وريادة على المستويين العربي والعالمي؛ من هنا فأنا متفائل جداً وأستشرف المستقبل - بإذن الله - بأنه مشرق.
الجدير بالذكر أن الفنان الدهام قد كلف رسمياً بالقيام بجولة خليجية وعربية جمع خلالها الكثير من المعلومات عن الجمعيات التشكيلية للاستفادة منها في وضع ركائز تأسيس الجمعية السعودية للفنون التشكيلية، إضافة إلى أن الوكالة وأمانة اللجنة قد استقبلت الكثير من المقترحات من مختلف الفنانين الذين تفاعلوا مع القرار بعد إعلانه رسمياً.
الشباب والتفاؤل
بمستقبل إبداعهم
أما الجانب الأهم والذي سعدنا بالتواصل معه وتلقي تهنئته والاستماع إلى آماله وتفاؤله فهم شباب الساحة التشكيلية من الغالبية اليوم؛ حيث أشاروا وتحدثوا عن أملهم في أن يجدوا الدعم وإيصالهم إلى المستوى الذي يسعون إلى تحقيقه من خلال تهيئة السبل وتنظيم المعارض الخاصة بهم وبتجاربهم.


monif@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved