الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 22nd May,2006 العدد : 154

الأثنين 24 ,ربيع الثاني 1427

يا حيا الله الجمعية
تزامنا مع الحراك الثقافي الحاصل في الوقت الراهن في مجتمعنا، كان لابد معه وأن نتوقع حدوث نمو تطبيقي يقابل النمو الفكري ويحقق مطالبه، ومن الأمور التي أضحت حيوية لتحقيق هذا التوازن في المجال التشكيلي على وجه الخصوص وجود جمعية خاصة بالفنانين والفنانات التشكيليات، وذلك ضمن إطار واضح ونظامي.
أقول هذا، وقد غمرتني مشاعر متنوعة مابين الفخر والاعتزاز والفرح ولذة الإحساس بتحقيق حلم طال انتظاره، وذلك حين تلقيت خطابا من وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور عبد العزيز بن محمد السبيل قبل فترة وجيزة، الذي كرمني فيه بترشيحي كأحد أعضاء اللجنة التحضيرية لتأسيس جمعية للفنانين التشكيليين السعوديين.
فحينها تداعت أمامي صورة معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور إياد مدني وهو يعدنا بتحقيق كل ما نصبو إليه من أجل تفعيل الحركة الثقافية في وطننا الغالي وكأحد الأماني التي شغلت ثلاث أجيال من التشكيليين والتشكيليات كان وجود جمعية لهم وعدا متجددا طال انتظاره، حتى تحول فيها إلى سراب نسعى إليه ولانجده! ولكنه اليوم لم يعد سرابا، لقد وعد الوزير فأوفى..
ولأكثر من عشر سنوات مضت، كان يحدوني الأمل دوما بوجود مثل هذه الجمعية، وربما زاد إلحاح هذا الأمل خلال تجربتين مررت بهما؛ الأولى كانت مع مجموعة فنانات منطقة الرياض، - والتي اكتسبت من خلال العمل معها الكثير من الخبرة وحصيلة واسعة من المعارف والصديقات في المجتمع التشكيلي- ومن خلال الأنشطة التي شهدتها المجموعة لامسنا الرغبة القوية لدى عدد كبير من التشكيليات في إيجاد تلك المنظمة أو الرابطة التي تساهم في احتواء هؤلاء ونشر نشاطهن التشكيلي إضافة إلى تغذية رغبتهن في المعرفة والإطلاع في هذا المجال.
ومنذ آخر لقاء لهذه المجموعة قبل أكثر من 3 سنوات وحتى الآن ما زلنا نتلقى أنا وزميلاتي اتصالات عديدة وتساؤلات أكثر حول مستقبل مثل هذه الجماعة التي ربما كان عدم وجود صفة رسمية لها عائقا أدى إلى عدم ثبات نشاطها وعطائها.
أما التجربة الأخرى فقد عايشتها مع براعم صغيرة من خلال مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين، وذلك في البرنامج الإثرائي الصيفي في الفنون التشكيلية بالرياض، والذي احتضن ورعى المواهب الواعدة من فتيات المرحلتين المتوسطة والثانوية، وفي هذه التجربة ربما لم تكن المشكلة في حاضرها لهذه الفئة نظرا للدعم السخي المقدم من المؤسسة إضافة إلى الجو العلمي والفني المحيط الذي وفرته جامعة الأمير سلطان الأهلية للبرنامج، ولكن كانت المشكلة في التوتر الذي ينتابني حيال مستقبلها! فكنت أخشى بعد أن وجدت هذه الفئة من الموهوبات الرعاية غير المحدودة، خشيت أن تصدم بالواقع التشكيلي المحلي ليس في عدم وجود من يعرض أو من يدعم بقدر عدم وجود الصلة والرابط الذي يجعل الفنان يعمل ضمن منظومة أشبه بالعائلة مما يوفر البيئة المحفزة لممارسة إبداعه الفني.
هاتين التجربتين وضعتا أمامي الخطوط العريضة لتساؤلاتي؛ ماذا نريد؟ هل نريد مقرا؟ هل نريد المزيد من المعارض؟ هل نريد استقطاب وعي المتلقي؟ ربما ولكن الأهم من ذاك كله أعتقد أن الأساس أو الهدف الرئيس من الطلب المتكرر لوجود مثل هذه الجمعية هو في إيجاد الرابط الذي منه تنطلق الأمور الأخرى الغير موجودة وتنتظم من خلالها تلك الموجودة.!
وأخيرا لا أزيد على قول: (يا حيا الله الجمعية)


مها بنت عبد الله السنان
باحثة في مجال النقد الفني وتاريخ الفن
msenan@yahoo.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved