الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 22nd May,2006 العدد : 154

الأثنين 24 ,ربيع الثاني 1427

وميض
هاشم سلطان الحضور والغياب
عبد الرحمن السليمان

فقدت الساحة التشكيلية السعودية مؤخراً الفنان التشكيلي هاشم سلطان الذي انتقل إلى رحمة الله، إذ عرفته مثابراً وجاداً، كان يحمل همه وألمه، يبدد ذلك بضحكته القوية وصوته الرخيم، عرفته مهموماً بالفن ككثيرين يتحدث عن آخر تجاربه ومحاولاته، ويسعى أن يكون له شيء من التغيير أو التحديث الذي نتحدث عنه أو نحث عليه على مستوى الفن التشكيلي المحلي، كانت معظم لقاءاتي به سريعة سواء عندما كان في مدينة جدة التي ظهر منها كفنان تشكيلي مارس الفن وعرضه في بعض قاعاتها، أو عندما انتقل إلى الرياض للعمل والاستقرار.
كانت الأحاديث تنصب غالباً على مجهوده ومحاولاته التي يحرص أن يوضحها ويشرحها، وكذا نشاطه الذي أوصله إلى بينالي بنغلاديش ليحصل في دورته الأخيرة على جائزته الكبرى، وكان أحد هذه الأحاديث عن التقدير الذي كان يأمله بعد تحقيق هذا الفوز الكبير الذي أشرت إليه ذات مرة في هذا الركن (الزاوية)، على عكس ما يمكن أن يتلقاه لاعب كرة قدم.
بدأ هاشم سلطان - رحمه الله - من الصفر، فقد توجه للعرض في المعارض الجماعية المحلية متأخراً، واعتقد أنه - آنذاك - قد قارب الأربعين إن لم يكن تجاوزها عندما أقام معرضه الأول واستطاع بمثابرة وجدية أن يحقق لاسمه الكثير في عمر ممارسته، أو حضوره القصير، فاجأ الساحة في العام 1416هـ الموافق 1996م بمعرض شخصي ارتسمت صورته من دليل المعرض بهذا الفنان الذي نعرفه - لأول مرة - في ساحة مكتظة بالأسماء والتوجهات، ومنذ البداية كان يتجه حديثاً، ساعياً إلى الاستفادة من المعطيات الجديدة على المستوى المحلي على الأقل.
المعرض رعاه بيت التشكيليين في جدة، وأقيم في صالة البيت بمركز الجمجوم، وجاء في دليله كلمة للفنان هشام بنجابي رئيس البيت حينها، فقال: (هاشم سلطان دخل إلينا، ومعه كم هائل من التجارب، وجعلنا نقف أمام أعماله التجريدية بصفة خاصة، وكأننا نعيد قراءتنا داخل أعمال الفنان كاندينسكي). ومضيفاً: (كم هو جميل أن تكون العفوية والتلقائية في ملتقى الخط واللون، وهذا ما تميز به هاشم سلطان). المعلومات التي تضمنها الدليل لم تتعد ميلاده في مدينة جدة عام 1374هـ، وأنه صقل موهبته الفنية في بريطانيا عام 1976م وشارك في عدة معارض جماعية في بيت التشكيليين ورعاية الشباب من عام 1993م والجمعية، وأنه عضو بيت التشكيليين.
التوقيت قارب مشاركة له في معرض ألوان لها إيقاع في العام 1416هـ الموافق 1995م ونظمه بيت التشكيليين أيضاً.
كانت هناك جدارية شارك فيها مع الفنانين طه صبان وعبدالله إدريس في إحدى واجهات جدة البحرية، وحملت هذه الأعمال توجهاً واحداً يتجه إلى عوالم التجريد، إلا أن تجربته شهدت فيما بعد تحولات واضحة أهمها نحو الخزف والاشتغال ببرادة الحديد، واتخذ موتيفة آلة موسيقية هي الكمان للتنويع عليها، وعرض بعض أعمال هذه التجربة في بينالي الشارقة الدولي الخامس عام 2001م. كان الفنان شديد الحرص على البحث عن جديد يختلف به عن أقرانه في الساحة المحلية على الأقل، وكان حينها انتقل إلى العاصمة الرياض، فوجئت في قاعة شذا بمجموعة من الأعمال التي قدمها لعرض مشترك بخامة جديدة حقق بها نتيجة لافتة، فقد حصل من خلالها على جائزة كبيرة في بينالي بنغلاديش، خامته هي (الربر) أو لاستيك إطارات السيارات، في المعرض المشترك شدّها على مساحة مضلعة كلوحة استفاد من طبيعة الخامة والتحزيزات والكتابات التي قد تصادف وجودها في المساحة المشدودة، وكانت ذات مقاسات صغيرة، أما العرض في بينالي بنغلاديش، فكان أقرب إلى أعمال الإنشاء، وكان هذا خلال الأعوام الأخيرة، وكان طموحه التواصل مع الخامة الجديدة التي أشار إلى أنه تم تسجيلها في البينالي لصالحه.
هاشم سلطان كان يتجه بفنه إلى نوع من التمرد الفني الذي انعكس على اختياراته وممارسته، إلا أن العمر لم يمهله، لكنه بأعماله القليلة ترك أثراً تحديثياً في التجربة التشكيلية في المملكة.
رحمه الله وغفر له...


solimanart@gmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved