الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 22nd May,2006 العدد : 154

الأثنين 24 ,ربيع الثاني 1427

فكرةُ النفس عند العرب
خزعل الماجدي
بيروت: المؤسسة العربية للدراسات 2005م
تأليف: مجموعة من الباحثين، بيروت: دار الفارابي، 2005م
يضم الكتاب مجموعة دراسات حول (فكرة النفس عند العرب وموقعها في التحليل النفسي)، وأبرز المشكلات والعراقيل التي يرتبها العمل الميداني التي تخص منهجية التحليل النفسي كفكر لا بدَّ من أن يجد مكانه في الثقافة العربية.
وقد كانت موضوعاً تمحورت حوله أعمال (المؤتمر الأول للمحلِّلين النفسيين العرب) والذي عقد في قصر اليونسكو ببيروت.
أبرزت تلك الدراسات أن لخطاب التحليل النفسي أهمية في ثلاثة مجالات:
1- المجال العلاجي، حيث يختصر العلاجَ بالعقاقير الحديثة؛ إذ تبيّن التجربةُ قصور تلك الظاهرة عن استئصال أسباب المرض النفسي أو كشف جوانبه الذهنية - الذاتية.
المجال اللغوي: وفيه أن اللغة العربية الغنية قابلة للتكيف مع جميع متطلبات المنهجية التحليلية؛ والمجال الاجتماعي، حيث لا يقتصر التحليلُ النفسي على العلاج النفسي، إنما يفتح بفضل منهجيته آفاق الفكر المغلقة على العديد من القضايا العالقة في مجتمعنا، التي كانت سبباً في تخلُّفه، وبخاصة حرية التعبير وارتباطها بالديموقراطية.
وخلص القيِّمون على المؤتمر إلى أن تلك الأمور المذكورة آنفًا تجعل من الخطاب التحليلي (حاجة علاجية وتنويرية للفكر العربي، أشبه بعصر الأنوار الأوروبي).
في مقدمة د. عادل عقل حول مفهوم النفس أن لكلِّ حقبة من وجود الإنسانية مفاهيم حول النفس، تتقارب حينًا وتتباعد آخر.
وصراع المفاهيم متواصل، وتقلبات الفكر تتبدل وتتنافر من حقبة إلى أخرى. وفي عصرنا الحاضر تأتي المقاربةُ التحليلية النفسية لتطرح موضوع الرغبة لدى الإنسان، معتبراً أن هذه الرغبة تميِّز الإنسان وتحفِّز صراعاته وقناعاته. وقد توقف عند التقدم الملموس في اكتشافات علوم الأعصاب والمساعدات التي قدَّمتْها في حقل العذابات النفسية ومعالجات العديد من (الأمراض الذهنية) المقلقة.
ومن أبرز العناوين العريضة التي تمَّت معالجتُها: (النفس في الرؤية الإسلامية والرؤية الفلسفية)، هل ثمة ذاتية في الثقافة الإسلامية السلفية؟ النفس في التراث العربي بين بصائر السلف وإبداع الخلف وتعثُّر المعاصرين)، (بزوغ الأنا وعلوم الأعصاب)، (تداعيات عيِّنة من الشباب حول الذات والآخر)، الاختصاصي النفساني العيادي بين التكوين الأكاديمي والممارسة الميدانية (تجربة الجزائر)، (التحليل النفسي لواقع المجتمع العربي وأزمة الديموقراطية)، (الكتابة المقدسة والعبودية المختارة).
د.عبد الله العسكر لفت إلى تأسيس مشروع العقل العربي الذي كان تأسَّس على العبودية والخوف من الحرية، وإلى استعانة العرب بالغربيين وبالدساتير القديمة، وعدم خروج العلوم الإنسانية من موقعها الأكاديمي، ووجود (صورة أنوية)، ركيزتها النرجسيةُ والرموز الخيالية البالية، متوقفاً عند الدين كضرورة نفسية، لا سياسية.
كما عالج د. منير شمعون غوغائية المزج بين الديني والسياسي في العالم العربي: حالة التقهقر العربي، فكريّاً وعلميّاً، أثارها د.حسين عبد القادر قائلاً: ما أكثر ما يمكن أن نستشهد به من آراء لمستشرقين ومشتغلين بتاريخ العلم في الغرب عن فضل الحضارة العربية وإسهامات علمائها في مناحي العلوم المختلفة، ومنها النفس؛ لكن ما أبعد ذلك الأمر عن أهدافنا.
إذ إني مشغول بالأكثر عن نكوص واقعنا -في ما يتصل بدراسة النفس- وتعثُّر خطونا، وما وراء هذه الهوة التي سقطنا في بئرها، حتى بتنا في القاع بين قمة أمس ولَّى، لم نتعمق في دراسته، وبين قمة معاصرة علينا أن نصل إليها، فلا نحن تعلَّمنا من الماضي، ولا نحن واكبنا الحاضر وأفَدْنا أمَّتنا استشرافًا لغدٍ نأمله لها.
المحلِّل النفسي يمثل أحياناً الرجل المثالي، ويمسي أحياناً أخرى في موضع الديكتاتور المغتصب إذا لم يدرك أن المريض ليس ملكاً له، وفق د.عدنان حب الله، الذي شدد على أن المطلوب أن يشعر المريض بأن المحلِّل إنسان عادي بعد إتمام إعادة بنائه. وهو يتطرق إلى منظوماتنا الثيولوجية، حيث تتقاطع مداخلات كثيرة عند أزمة الديموقراطية في المجتمعات العربية.
فيقول أدونيس: إن السلطة لدى العرب سلطةُ اغتصاب، بشكل أو بآخر؛ وهي غير نابعة من إرادة شعبية. فيما يشير د. جورج قرم إلى أنه يُفترَض أن تكون الديموقراطية بمنزلة المثال، وأن التحليل النفسي أداة أساسية لتطوير حرية الفرد. إن مجتمعاتنا اليوم عبارة عن نيولِبرالية تمخَّضت عن مجتمع استهلاكي ساذج. وإذ يلفت إلى وجود مشكلات هوية في الشرق، يرى أن التحليل النفسي قد يكون عاملاً مساعداً، مؤكداً على العجز عن الاستعانة بالحس النقدي، كما في الغرب.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved