الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 22nd November,2004 العدد : 84

الأثنين 9 ,شوال 1425

صدى لون
ما علَّمونا كذا !!
محمد الخربوش
كنا في فعاليات (طيب الذكر) الملتقى الأول للمثقفين السعوديين ، الذي أقامته وزارة الثقافة والإعلام في جنبات مركز الملك فهد الثقافي بالرياض خلال شهر شعبان الماضي .. وكنت حينها مكلفاً بالإشراف على المعرض التشكيلي الذي أقيم ضمن فعاليات هذا الملتقى الجميل .. وفي أحد أيام الملتقى وإذا بي ألمح مصادفة أحد الفنانين (الغنائيين) يتجول في معرض الكتاب الملاصق لمعرض الفنون التشكيلية ، اتجهت نحو هذا الفنان ورحبت به وعرفته بنفسي وطبيعة عملي في هذا الملتقى ، ثم دعوته لزيارة المعرض التشكيلي والإطلاع على النماذج الجيدة من أعمال نخبة بارزة من فناني وفنانات المملكة التشكيليين لكنه بادرني بسرعة قائلاً : (ما علمونا كذا) .. حقيقة في بادئ الأمر صدمت من هذه الإجابة العاجلة لكنني استجمعت قواي وقلت له (معك حق)..
قادني هذا الموقف إلى تأكيد الخلل الحاصل في مسألة (عشق الجمال) ، وان هذه المعضلة إن جازت التسمية هي فعلا موجودة منذ القدم ولا زالت وبكل أسف قائمة ، فمسألة تعليم الجمال وغرسه في نفوس الناشئة تبدأ من المنزل أولاً (الأسرة) وكذلك المدرسة ، فنحن لا نزال لا نعير هذا التوجه أدنى اهتمام ، والواجب أيضا ان يكون هناك توجه جاد نحو هذه المسألة من خلال تكوين لجنة مختصة من المختصين والمؤهلين والمهتمين في علم الجمال والمناهج وطرق التدريس والوسائل وخلافه ، ولا يتحقق ذلك إلا بالتعاون الجاد أيضا ما بين المنزل والمدرسة ، لأن المنزل هو بيئة الطفل الأولى ومدرسته الأهم في تعلم السلوكيات وأنماط التعامل.
إن ما قاله هذا الفنان ينطبق على شريحة كبيرة من أبناء المجتمع هنا ، فنحن وبكل أسف أيضا لا نزال بعيدين جداً عن إدراك الجمال والتعايش مع معطيات الحياة الجمالية وما أكثرها ، لأن الجمال موجود في كل شيء في التعامل والسلوكيات والمسكن والملبس والمأكل والأثاث والحي والطرقات والمظهر بشكل عام وبكافة صور الحياة وأشكالها المختلفة .. ومن هنا كان من الواجب على وزارة التربية والتعليم وهي الجهة الأكثر التصاقاً بالطفل الالتفات الجاد إلى تفعيل تعلم الجمال وإدراكه ، ولا يتم ذلك إلا من خلال المناهج الدراسية وتطبيقها قولاً وعملاً ، بالتعاون والتنسيق مع المنزل لوضع نواة لإيجاد أجيال تدرك الجمال وتعشقه .
والحديث في هذا الجانب يطول ويطول ولنا عودة أخرى للجمال وشؤونه وشجونه بإذن الله وكل عام والجميع بخير وصحة وسلام.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved