الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 22nd December,2003 العدد : 40

الأثنين 28 ,شوال 1424

المتن والهامش
مقدمة في صفة الشعر ( 6/2)
محمد العُمري

وإذن هل الشعر شكل؟؟ هل هو هيكل لغوي وحسب؟؟ وكيف نعي تَنَزُّلَ الصِّفة في المثال؟؟ هذه أسئلة تضعنا في مواجهة مع فكرة الموسيقى وانتظام التجاور اللغوي ومع فكرة المسوِّغ الجمالي.. وهل هو ذهني أو انه بمعزل عن الذِّهن؟؟ أي انه هل هو صوتي لغوي وحسب أو هو ذهني فرد ثم هو صوتي لغوي بعد ذلك؟؟ ربما نحن بحاجة إلى التذكير بأن فكرة التجريب تجريب إطلاق الصِّياغة اللغويّة هو الذي يفضي إلى الإيهام بكون المسوِّغ الجمالي شرطاً وهميًّا حال انتفاء السند الجمالي للعقل الذي يجرِّب أو يزعم التجريب..
على أي حال.. الآن.. هل ينتفي الشِّعر بمسوِّغ أو بسبب ذي صلة بالشكل أو الهيكل؟؟ نحن ألمحنا من قبل إلى كون الشكل أو الصورة من شرط كون المفهوم مفهوماً.. وحين تكون بإزاء ما نسمّيه شعراً فإن من المحبّذ القول بأن ذلك الشرط الذي هو شرط الشكل والصّورة إنما هو باعتبار الأيلولة أو المآل الذي يتحول فيه المتن الذهني الشعري إلى متن لغوي معرفي شعري.. وإذن ليست المسألة أن يكون الشكل شرطاً جوهرياً لشعرية الشعر بهذا الاعتبار..
وينبني على ذلك أننا لا نقول بكون الشكل أو الهيكل سنداً جمالياً أو مسوِّغاً جمالياً.. نحن نقول بتراتب الهيكل على مثول السّند الجمالي الذي أعدُّه إمكاناً عقلياً في المقام الأول.. وربما هو أمثل أن أقف عند هذا الملمح فيما بعد..، أعني «فكرة السّند الجمالي».. إنها فكرة يتأتّى عنها كل ما نعدّه متناً جمالياً لغوياً.. وهذا يعني أن النموذج الذي كنا نقول إنه نسيج وحده، أعني النموذج الجمالي.. أنه يحيل إلى ما يمكن تسميته بالشرط المجزوء من الشرط الكُلِّي لطبيعة المسوِّغ أو السّند الجمالي..، وهذا يعني أيضا أن الصورة الشعريّة مثلاً لا تعدو أن تكون انفكاكاً لغوياً فرداً من المتن الذهني الذي نقول انه شعري، وبهذا الاعتبار فإن: «الصورة الشعريّة انفكاك الهيكل اللغوي الفرد عن متنه الذهني الشعري الفرد، وذلك نسج ذهني في المقام الأول بشرط السّند الجمالي إلاّ أنها لا تكون صورة إلا بالتحوّل أو الانفكاك إلى صورة البناء اللغوي الفرد».
ولذلك فإنّ حدّ الصورة لا يتحدّد..، بمعنى أنّ كل صورة شعرية شرط تلازم بين النظام اللغوي المُدوَّن بما هو الحدّ اللغوي أو الهيكل وبين حبلها السُّري الذي يصلها بمتنها الذهني الشعري الفرد..، لأن الصورة ليست هي الحدّ اللغوي غير أنها حين لا تكون في حال التلازم هذا تؤول إلى المطلق الذهني الجمالي.. إنها تكون عند ذلك متْناً جمالياً منقطعاً لا يبلغ المنزلة المعرفيّة لحيِّز المفهوم، وإذن هي صفة أو طبيعة أو انفكاك جمالي محبوس أو منقطع المدى، ومن هذه الفكرة على وجه التحديد ينبغي أن أنظر في فكرة الهيئة...، هيئة النموذج .. لأننا كنا نقول: إنّ هيئة النموذج الجمالي هي التي أفضت إلى الثنائية الشهيرة.. ثنائية الشعر والنثر..، على أنّ الذي أظنه أنّ هناك فرقاً بين حدّ المفهوم باعتبار متنه المعرفي وبين شرط الشكل أو الهيئة..، وانظروا إذن في المتوالية التالية:
«اللغة.. حال انتفاء البناء الصوتي، تنتفي صورتها المكتوبة، فتمثل لغة الإشارة فتكون المعاني عابرة غير مجازية..، ثم انقطاع معرفي، ثم انتفاء للمتن المعرفي..، ثم غياب المفهوم».


وللحديث صلة إن شاء الله

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
وراقيات
مداخلات
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved