الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 22nd December,2003 العدد : 40

الأثنين 28 ,شوال 1424

الإبداع الفوتوغرافي المحلي بين الواقع ولامجهول

* الثقافية أحمد الدهلاوي:
قبل أكثر من 180 عاماً ظهرت الصورة الفوتوغرافية كحدث علمي، واكتشاف تاريخي، توثق الأحداث وترصد التطورات، فأصبحت من المصادر المهمة لقراءة تاريخ الشعوب والتعرف على عاداته وتقاليده.
ظلت الصورة على هامش الحياة الاجتماعية والثقافية في وطننا العربي فلم تأخذ مكانها المناسب ولم يتبلور الوعي بقيمتها وأهميتها رغم تاريخها الطويل الذي تجاوز القرن والنصف حيث نفذت أول صورة في وطننا العربي في مصر عام 1843م وبعد أكثر من مائة عام على التقاط أول صورة في مصر وبالتحديد في عام 1947م ظهرت أول جمعية للتصوير الفوتوغرافي في الوطن العربي، وكان ذلك في مصر أيضاً، وبدأت نشاطها في عام 1948م حيث أقامت معرضها الأول وشارك فيه 31 فناناً.
أما الصورة الفوتوغرافية السعودية فلم تنطلق كحركة فنية إلا قبل زمن قليل جداً لا يتجاوز العشرين عاما،. على الرغم من وجود عدد من الفنانين الفوتوغرافيين مارسوا هذه الهواية تاريخها وما زال قصيرا، فعمرها لا يتجاوز الثلاثين عاماً ومع ذلك كانت بعيدة عن الساحة الفنية غائب عن المسابقات المحلية، لا مكان له على خارطة الأنشطة المجدولة على الرغم من أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب قد قدمته مع بداية الثمانينيات الميلادية بوصفه هواية من الهوايات العلمية فجهزت له المعامل، وأحضرت المختصين لتدريب المهتمين، اضافة إلى طباعة كتيب تعليمي جاء في مقدمته «ومنذ بدأ تدريب الشباب عند إنشاء مركز الهوايات العلمية على الوسائل والاستخدامات الفنية في مجال التصوير والمعمل الفوتوغرافي ظهرت منذ البداية الحاجة الماسة إلى الكتاب العلمي المبسط الذي يضع للشباب الهاوي الركائز النظرية والأسس المهمة التي يعتمد عليها في استعمال آلات التصوير. فضلاً عن الغرفة المظلمة.. فقد أصدر هذا الكتاب كي يقدم فكرة مبسطة عن التصوير بالأبيض والأسود على أن يتبعه إن شاء الله كتب أخرى تشكل سلسلة متصلة تتحدث عن التصوير الملون والسينمائي..» إلا أن هذا التوجه لم يستمر طويلاً حيث تقلصت تلك الدورات بشكل تدريجي حتى توقفت نهائياً. أما الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون وخاصة المركز الرئيس بالرياض التي أنشأت لخدمة الفن بشكل عام فقد أقامت نادياً للتصوير الفوتوغرافي، وكلفت أحد المختصين لتأليف كتاب عن هذا الفن وذلك عام 1416 هـ، إلا أن النشاط الفوتوغرافي لم يكن على المستوى المأمول فلم تقدم دورات للمبتدئين أما الدورات المتخصصة..، كما إن المعارض والمسابقات ظلت غائبة.
ومع بداية الثمانينيات الميلادية بدأ يبرز عدد من الفنانين وخاصة في مدينة جدة أمثال الفنان خالد خضر الفنان حامد مصطفى شلبي الذي يعد أول فنان سعودي يؤلف كتاباً في هذا الفن حيث صدر كتابه «التصوير الفوتوغرافي علم وفن» عام 1404هـ، وكتب مقدمته الدكتور عبدالحليم رضوي وقال فيها «واليوم يخرج علينا الفنان السعودي الطموح» حامد شلبي «بكتاب يعد مرجعاً مهماً في فن وعلم التصوير الضوئي.. مؤلفه أحد الأعضاء البارزين في الجمعية.. وله اسهامات جيدة منها الدورة التدريبية المتخصصة في فن التصوير.. التي انضم إليها أربعون دارساً أتموا الدورة بنجاح تام». كذلك لم يقتصر وجود التصوير في رعاية الشباب فقط، بل نجد عدداً من الجهات الحكومية اهتمت بالتصوير الفوتوغرافي كوزارة المعارف سابقاً حيث كان يقدم لطلاب معهد التربية الفنية، اضافة إلى بعض الجامعات كجامعة الملك سعود مثلاً التي أقامت مركزاً للهوايات منذ عام 1405هـ وقدم دورات كثيرة على أيدي عدد من المتخصصين أمثال الفنان الفوتوغرافي المغربي محمد مختاري الذي قدم الكثير من الدورات في الفن الفوتوغرافي، ولكن الاهتمام بهذا الفن بدأ يتقلص ويتلاشى وذلك لعدم وجود المدربين المؤهلين الذين يقومون بهذا العمل، كما لا ننسى المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني التي انشأت قسماً يقدم دورة كل سنة يتلقي فيها المتدربون المحاضرات والدروس في هذا المجال كمهنة من المهن ليس إلا.
لم يترك الهواة والمحترفون في جدة التي احتضنت أول دورة في هذا الفن عشقهم للتصوير وحبهم لفنهم، بل استطاعوا أن يؤسسوا لجنة في فرع الجمعية تهتم بهذا الفن هي لجنة التصوير الفوتوغرافي وذلك عام 1413هـ وتولى رئاستها الفنان حامد شلبي الذي يعد أول رئيس لها، وبدأت نشاطاتها واستمرت في إقامة الدورات بمختلف مستوياتها، والمشاركة في المناسبات الوطنية، والمسابقات الدولية حتى أصبحت عضوا في الاتحاد الدولي للتصوير الفوتوغرافي.
ومع نهاية الثمانينيات الميلادية ولد ناد للتصوير في الساحل الشرقي وتحديداً بنادي النور بسنابس وبدأ يقدم دوراته بمختلف مستوياتها، كما قدم النادي محاضرات شهرية في مختلف مجالات التصوير ألقاها الفنان المحترف علي المبارك إلا ان نشاطه أخذ في التراجع شيئاً فشيئاً حتى توقف إلا أن أعضاءه عادوا أكثر قوة وأفضل تنظيماً وأسسوا نادي التصوير الضوئي بالقطيف الذي يضم عدداً كبيراً من المحترفين.
أما الجنوب فكانت مدينة أبها التي تحتضن هي الأخرى عدداً من الفنانين المبدعين الذين استطاعوا أن يكونوا جماعة المفتاحة للتصوير الضوئي وأخذت تعمل على إبراز النواحي الجمالية الطبيعية للمنطقة فشاركت في المهرجانات السياحية التي تقام كل عام غيرها من المناسبات.
الحديث عن تاريخ الحركة الفوتوغرافية في المملكة ليس بالأمر السهل لعدم وجود كتاب يرصد ويتحدث عن ذلك وأظن أن الوقت قد حان ليكون للتصوير الفوتوغرافي المكانة التي تليق به وبفنانيه خاصة بعد أن أنشأت وزارة الثقافة الإعلام التي يقع على عاتقها الشيء الكثير، فهؤلاء الفنانون حققوا العديد من الجوائز العالمية.
وسيكون لنا إن شاء الله وقفات مع هؤلاء الفنانين وهذه الجمعيات التي تعمل على نشر الثقافة الفوتوغرافية.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
وراقيات
مداخلات
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved