الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 22nd December,2003 العدد : 40

الأثنين 28 ,شوال 1424

عولمة القهر
الولايات المتحدة والعرب والمسلمون قبل وبعد أحداث سبتمبر 2001

تأليف: جلال أمين القاهرة: دار الشروق 2002
يقول المؤلف في مقدمة كتابه: هكذا يتبين لنا وفجأة ان «العولمة» ليست هذا الشيء الرائع الذي يجب علينا أن نفتح جميع الأبواب لاستقباله، وان ننحني له كلما لاح لنا طيفه، وان نقدم له فروض الولاء والطاعة فنقبل أي شيء يصدر عنه، ونصد الناس عن التفوه بأي كلمة ضده فمن خلال الأحداث المتسارعة ابتداء من مظاهرات سياتل وانتهاء بأحداث 11 أيلول/سبتمبر 2001، وهذه لن تكون الأخيرة يتبين لنا أن العولمة أشكال وألوان، وأنها قد تأتي في صورة ماء قراح أو في صورة سم زعاف هناك وعولمة الضرب والقهر، كما ان هناك عولمة التفاهم والتسامح. هناك عولمة المعرفة ولكن هناك أيضا عولمة غسيل المخ. وفي الاقتصاد أيضاً هناك ما يحسن بنا عولمته وما يسن صدّه ومنعه والاقتصادي البريطاني الشهير جون ينارد كينز له كلمة بليغة في هذا الأمر، نادرا ماينكرها أحد في هذه الأيام، وان كان تذكرها في هذه الأيام أنسب وأوجب مما كان عندما قالها كينز منذ ستين عاماً. وكينز هذا مشهور قبل كل شيء بنظرياته الاقتصادية التي أدى تطبيقها إلى انتشال الاقتصاد الغربي في أزمة الثلاثينات ولكنه كان بالإضافة إلى هذا رجلا واسع الأفق والثقافة قادراً على النظر إلى المشاكل الاقتصادية كجزء من مشاكل اجتماعية وانسانية أوسع وأشمل.
والحقيقة أنه لولا هذه الصفة فيه ما كتب حتى نظرياته الاقتصادية والتي اشتهر أساساً بها وهذا هو أيضا ما جعله يقول هذا الكلام عن العولمة: إني أتعاطف مع هؤلاء الذين يدعون إلى تخفيض الاعتماد الاقتصادي المتبادل بين الأمم إلى حده الأدنى، أكثر مما أتعاطف مع الداعين إلى زيادته إلى حده الأقصى هناك أشياء يجب أن تكون عالمية بطبيعتها، كالأفكار والمعرفة والفنون والكرم مع الغرباء والسياحة ولكن دع السلع في داخل الوطن كلما كان هذا ممكناً من دون ارهاق وأعباء تزيد على الحد، وفوق كل شيء، فلتكن حركة الأموال في الأساس محدودة بحدود الوطن. وفصول هذا الكتاب تتعرض، لما أسماه المؤلف ب «عولمة القهر» تلك العولمة التي بدت خيوطها قبل أحداث 11 أيلول/سبتمبر 2001 وظهرت بشاعتها بعد تلك الأحداث، وما أصاب العرب والمسلمين بسببها. وقد حاول المؤلف في الفصل الأخير من هذا الكتاب النظر إلى العولمة في إطار تاريخي أوسع، أي عبر خمسة قرون كاملة، طمعاً في استشراف ما يمكن ان يسفر عليه مستقبل العالم والعرب لو حدث وتحولت عولمة القهر إلى عولمة أكثر إنسانية، يتاح فيها للعرب والمسلمين فرصة حقيقية للتعبير عن حضارتهم وثقافتهم الخاصة. يقع الكتاب في (190) صفحة من القطع العادي.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
وراقيات
مداخلات
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved