اكتفى بذكر الأدباء عرضاً
تاريخ كيبرتج للأدب العربي يهمش الإبداع السعودي
|
* الثقافية عبد الله السمطي:
يطرح تهميش كتاب «تاريخ كيمبردج للأدب العربي : الأدب العربي الحديث» الذي صدر عن النادي الأدبي الثقافي بجدة ونهض على تحريره كل من:
عبد العزيز السبيل، وأبوبكر باقادر، ومحمد الشوكاني، وقام بترجمته خمسة عشر استاذاً وباحثاً اكاديمياً سعودياً، يطرح جملة من الأسئلة يتصدرها سؤال: لماذا غاب الأدب السعودي بمختلف اجناسه عن هذا الكتاب الذي يقع في 775 صفحة ويعرض لتطور الأدب العربي الحديث في القرن العشرين؟ هل يرجع ذلك لعدم معرفة مؤلفي الكتاب وهم مجموعة من المستشرقين منهم: بيير كاكيا، وسوميخ، واوستل، وروجر ألان، وهيلاري كيلباترك، ومارلين بوث، ومنهم مجموعة اخرى من النقاد العرب هم: محمد مصطفى بدوي، وسلمى الخضراء الجيوسي، وصبري حافظ، وعلي الراعي؟ هل يرجع ذلك لعدم معرفتهم بالابداع العربي الادبي بالسعودية، وبمراحل تطوره، وبأسمائه المختلفة؟ أم ان القصور يرجع الى عدم وصول الكتاب السعودي الى الادباء والنقاد والقراء بوجه عام في الدول العربية الاخرى، وعدم ترجمة مختارات أو دواوين شعرية أو مجموعات قصصية أو روايات للغات أجنبية مختلفة مثلما يحدث للأدب في الاقطار العربية الاخرى؟
ان كتاب تاريخ كيمبردج للأدب العربي لا يذكر سوى عدة اسماء ادبية سعودية، وهو يذكرها عرضا او في بضعة سطور لا تسمن ولا تغني من جوع في حين يفرد مساحات الكتاب كلها للآداب العربية في الاقطار الاخرى، وهذا هو ما يرد بالضبط بخصوص الادب العربي السعودي في الكتاب.
في بحث صبري حافظ عن القصة القصيرة العربية الذي يحتل 74 صفحة في الكتاب ما بين صفحتي «387 : 460» يذكر حافظ عرضا بعض الاسماء الادبية السعودية التي لا يعرف انتاجها لأنه لم يقرأه، وسمع بها عرضا أيضا باعتبار ان هذه الاسماء وغيرها في الخليج واليمن والسودان والمغرب والجزائر لها مساهمتها في «اكتشاف الآفاق والتقنيات الجديدة في الادب العربي» فيذكر حافظ التالية أسماؤهم:
«... وعبد الله جمعان «ولد 1938» وخليل الغزيع «ولد 1943» ومحمد علوان «ولد 1948» وعبدالله جفري «ولد 1939»، وعبدالله باخشوين «ولد 1953» وعبده خال «ولد 1962»، وعبد الله مناع «ولد 1938» وعبد العزيز مشري «1954»، ورقية حمود الشبيب «1957» ومحمد منصور الشقحاء «1947»، وعلي محمد حسون «1951» وفاطمة حناوي «1949» وحسين علي حسين «1950» في السعودية ثم يذكر بعض الاسماء في البلاد العربية الاخرى.
وفي بحث مريم كوك: «الكاتبات العربيات» الواقع بين صفحتي «627: 654» نجد انها تخصص 15 سطرا فقط للحديث عن ابداع الكاتبة السعودية، وعبر هذه الاسطر ترد اسماء فوزية ابو خالد، وخيرية السقاف، ورقية الشبيب، وفوزية البكر، تقول الباحثة: «وكانت الشاعرة السعودية فوزية ابو خالد المولودة في عام 1955 تقاتل من اجل الوعي منذ ان نشر ديوانها «الى متى يختطفونك ليلة العرس؟» سنة 1973، ولقد عملت على ابداع لغة جديدة، تقول عنها، يجب ان تفجر هذه اللغة الحاضر. وحتى وصفها الرمزي لعملها يمكن عدَّه مشتقا من عنف الحرب الاهلية اللبنانية التي اعتبرها الكثير صورة مجسمة للعالم العربي.
وتكتب خيرية السقاف «قصة الواقع» في مجموعتها القصصية «ان تبحر نحو الابعاد» 1982 عن مدى حاجة المرأة للتعليم بهدف المساهمة الكلية في تحول المجتمع. وفي موجزاتها الحادة المحملة بروح اسلامية عميقة، نجد انها تذكر بشكل تفصيلي ضعف الرجل امام عظمة الطبيعة وجلالها، وان كان الربط بين الطبيعة والمرأة خفيفا بل يصل الى درجة التخفي، وتدعو رقية الشبيب «المولودة 1952» الى قيام مجتمع يعاد تنظيمه ليتقبل المرأة، على انها وضعت وسيلة مزدوجة للفصل: سياق تاريخي ولغة غامضة مملوءة برمزية كثيفة، وهي تتفق مع زميلتها فوزية البكر المولودة 1958 التي تقول: ان الكتابة مثل السير طويلا في مرمى النار، وهي مواجهة مع المشكلات الاجتماعية في شموليتها بهدف تغيير الثقافة.
هذه السطور والإشارات السابقة، وبعض الإشارات الى روايات عبد الرحمن منيف هي فقط ما يتضمنه هذا السفر الكبير الذي صدر بالانجليزية في العام 1992م وصدر مترجما عن نادي جدة الادبي العام الماضي.
ان فكرة «التهميش» قد لا تكون صحيحة، والأصح هو عدم وجود آليات محددة ومنظمة تقوم على توصيل الكتاب الابداعي السعودي للخارج، اما المعارض والمشاركات الخارجية فإن القائمين عليها يتبعون وزارة المعارف بشكل وظيفي بيروقراطي بحت، وربما بعد إنشاء وزارة الثقافة والاعلام يكون للكتاب شأن آخر.
ان كتاب كيمبردج لم يشر في أي من بحوثه الأخرى عن الشعر والرواية والمسرح وكتاب النثر والقصة القصيرة والشعر العامي والنقد الادبي لأي كاتب او كاتبة من السعودية، وهذا امر يحتاج الى نظر كثير من قبل القائمين على نشر الكتاب السعودي وتسويقه وأيضاً من قبل المشتغلين بالثقافة والكتابة بوجه عام.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
