الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 22nd December,2003 العدد : 40

الأثنين 28 ,شوال 1424

الغربال
أ. د. عبدالله بن محمد أبوداهش

قال القاسم بن علي بن هتيمل «القرن السابع الهجري في ممدوحه القاسم بن علي الذروي:
أشرفُ الناس رتبةً وأعزُّ الناس
والأرض قاسم والجروب
ساحة لا يزال فيها رئيس مس
تجير وسائل لا يخيب
إن أقل امرؤ وأخبت ف
الذروي للوفود مكثر ومطيب
أنا أشكو إليك قوماً تمالوا
في عقوقي بعيدُهم والقريب
جهلوني وضَيَّعوني وهل ي
عرف حق الأديب إلاَّ الأديب «1»
هكذا أنشد ابن هتيمل، وهكذا امتدح، والسؤال الذي يطرح نفسه: ما الذي يشغل خاطر الشاعر، وهو بليغ زمانه، وشاعر عصره دون منازع، وكدا ممدوحه الأمير الذروي: أمير زمانه، وفتاه الحلاحل:
إذا العرب العرباء رازت نفوسها
فأنت فتاها والأمير الحلاحل
نعم! فالذرويُّ شاعر أيضاً، وهو ذو محتد رفيع، ومقام كريم، تلك الجروب بمساحتها الزراعية الواسعة، وهذه رحاب إمارته، وتلك مكارمه وأخلاقه، هو قمين بهذه الشكوى لا ريب، ولكن بيت القصيد في قول ابن هتيمل:
أنا أشكو إليك قوماً تمالوا
في عقوقي بعيدهم والقريب
جهلوني وضيّعوني هل ي
عرف حق الأديب إلاّ الأديب
فما الذي حدث؟ ومن الذين تمالوا في عقوق ابن هتيمل، ولماذا جَهَّلوه، وأضاعوه؟ ومن الأديب الذي يعرف حقوق الناس وينصفهم؟
كل ذلك يشير الى واقع اجتماعي معهود، واقع ابن هتيمل نفسه، الواقع الذي يعيشه ويعلمه، وهو ما دعاه للشكوى لممدوحه، ولربما انطبق هذا الواقع على غير مجتمع الشاعر في كل زمان ومكان، وهل يعرف حق الأديب إلاّ الأديب».


«1» انظر «بائية الذروي في ميزان النقد» تحقيق عبدالله أبو داهش.
* أستاذ، ورئيس تحرير مجلة جامعة الملك خالد أبها

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
وراقيات
مداخلات
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved