الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 23rd January,2006 العدد : 137

الأثنين 23 ,ذو الحجة 1426

كيف أثق في أمة..؟!

أزعم أننا لم نعد نملك مقومات خير أمة أخرجت للناس، وأنا أكتب هذا المقال الثقافي، وبعين مثقف مستقل طرحت أمام من كان يناقشني العديد والعديد من صور ومواقف، هذه الأمة. فأقول للمتلقي ومحاوري: إن الإسلام ليس دين دروشة، بل إنه عقيدة راسخة صلحت وصالحة لكل زمان ومكان، إن الإسلام قيم ومبادئ وأخلاق تحتاج دائما إلى صيانتها ومحاسبتها ومراجعتها حتى لا تتآكل، وحين أقول لمحاوري إن أمتنا ليست خير أمة، أريد أن أضع أمامه هذه الحقائق الدامغة والتي منها:
- كيف تريدني أن أثق في أمة وفيها شاعر عظيم اسمه عمرو بن كلثوم التغلبي، وصل به الغرور والتعالي والغطرسة والكبر والتكبر على الآخر لدرجة خطيرة حين قال:
ونشرب إن وردنا الماء صفوا
ويشرب غيرنا كدرا وطينا
لقد شرب غيرنا الماء صفوا، وشربنا الماء كدرا وطينا!.
- كيف تريدني أن أثق في أمة وفيها شاعر عظيم اسمه أبو فراس الحمداني، قال قصيدة يدعي فيها أنه إما أن يتربع في صدر الأمة وإما أن يعيش داخل القبر قال:
ونحن أناس، لا توسط عندنا
لنا الصدر دون العالمين أو القبر
- كيف تريدني أن أثق في أمة وشاعرها الأعظم والأفضل على الإطلاق يقول
وما الدهر إلا من رواة قصائدي
إذا قلت شعرا أصبح الدهر منشدا
فكيف لا تريدون من أبناء هذه الأمة أن لا يتعالوا على الشعوب الأخرى، التي أنجزت واخترعت وطورت وأبدعت ولم يقل شعراؤهم العظام إنهم إذا قالوا شعرا أصبحت كل الدنيا من أبيات شعرهم.
- كيف تريدني أن أثق في أمة تشتعل حرب وتتحارب من أجل ناقة لمدة أربعين سنة أو أكثر، وهي حرب البسوس.
- كيف تريدني أن أثق في أمة ظلت تخوض حربا تسمى حرب داحس والغبراء من أجل خيل تقدمت على الأخرى في سباق الخيول؟
- كيف تريدني أن أثق في أمة تصنم رجالها، وهذا الشاعر السوري العظيم عمر أبو ريشة قال أبياتاً رائعة في هؤلاء الحكام والرجال قال:
أمتي! كم صنم مجدته
لم يكن يحمل طهر الصنم!
لا يلام الذئب في عدوانه
إن يك الراعي عدو الغنم!
فاحبسي الشكوى فلولاك لما
كان في الحكم عبيد الدرهم!
أيها الجندي يا كبش الفدى
يا شعاع الأمل المبتسم!
ما عرفت البخل بالروح إذا
طلبتها غصص المجد الظمى!
بورك الجرح الذي تحمله
شرفا تحت ظلال العلم!
- كيف تريدني أن أثق في أمة يقول شاعرها:
لولاك ما سقط المطر
لولاك ما ولد البشر
لولاك ما عرفت الدواب طريقها
كيف تريدني أن أثق في أمة يبكي شارعها ويصرخ عند موت فنان ولا يبكي عندما يموت أحد علمائها الأفذاذ.
يا أمان الخائفين!
فهل تتفقون معي في كوني فقدت.. (الثقة).. في أمتي. ساعدوني على البحث عن أمة أستطيع أن أثق فيها.
والله يسترنا فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض، وساعة العرض وأثناء العرض.


د. زهير محمد جميل كتبي
مكة المكرمة

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved