الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 23rd January,2006 العدد : 137

الأثنين 23 ,ذو الحجة 1426

قراءة في « الثقافية »
الثقافة بساط يتجاذبه المثقفون الملقي والمتلقي، والمثقف يمثل الطبقة المفكرة الواعية في الأمة وهو يحمل مشعل التنوير والتبصير في دروب المعرفة.
كلمة (المثقف) تعني في أصل معناها الحسي (المقوم) الذي لا اعوجاج فيه وكانت تطلق هذه الصفة على الرمح قال عنترة بن شداد العبسي في معلقة:
ومدجج، كره الكماة نزاله
لا ممعن هرباً ولا مستسلم
جادت له كفي بعاجل طعنة
بمثقف صدق الكعوب مقوم
وفي تطور دلالي لهذه اللفظة فقد أصبحت تُطلق مجازاً على الإنسان المستقيم خلقاً الواسع الاطلاع.
ولأمر ما فقد نسي أو تنوسي المعنى الخلقي واقتصرت الدلالة على المعنى المعرفي.
في صحيفة الجزيرة الغراء في عددها الاثنين 2 من ذي الحجة 1426هـ - يناير كانون الثاني 2006 العدد 136 في المجلة الثقافية كان شاعر العدد الأستاذ إبراهيم الدامغ وهو صديق قديم زرته في بيته في عنيزة وأسمعني من شعره نماذج عليا من أمثال ما ورد في قصيدته (الطائر الجريح) حيث يستهلها بهذا المطلع:
بالأمس ذابت على حر الجو كبدي
واليوم سالت على كف الردى روحي
وهذه الرؤى شفافة تنبض بالرومانسية، يانعة تقطر حسناً ولكن كنت أتمنى على شاعرنا إبراهيم أن يصرع المطلع حتى يدخل برج الشعر من مصراعيه على حد تعبير ابن رشيق القيرواني.
وفي هذا العدد الحافل بالعطاء المفوف المبدع اطلعت على نقد الأستاذ سعد البواردي لديوان إبراهيم الدامغ (شرارة الثأر) وأسأل الناقد سعداً إلى أي مدرسة نقدية ينتمي؟ فقد أشكل عليَّ أمر قراءته في هذا الديوان ولم أستطع أن أحدد معالم تلك المدرسة التي انطلقت منها، إنني أرى خطورة تحوله من الشعر إلى النقد فلهذا التحول أكثر من دلالة فهل تنطبق عليه المقولة التي انطبقت على أرسطو؟ لقد كان أرسطو شاعراً تحول إلى ناقد فقيل: الناقد شاعر فاشل.
وحتى الشعر أرجو ألا تتسرع في نشره
أرجو أن تراجع يا سعد قصيدتك (صوت الآتي) المنشورة في مجلة
(أهلاً وسهلاً) فأنا (لا أحب تخديش وجه الصاحب)، أرجو لك التوفيق شاعراً ناقداً إذا اخترت النقد منهجاً.
أما محمد الدبيسي من المدينة المنورة فإنني وقفت على عنوانه.
(هيان بن بيان) وهو عنوان يوحي بالسخرية وقرأت مقاله النقدي عن رواية (صبايا العاصمة) وهو مقال غارق بالسخرية، والسخرية شرعاً لا تجوز.. قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوالَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ} الحجرات الآية (11). ولقد قتلت السخرية شاعرنا أبا الطيب في قصيدته:
ما أنصف القوم ضبه
وأمه الطُّرُّطُبَّهْ
مسلم ويسخر؟ ابن المدينة المنورة ويسخر؟ لو أن أديباً وقعت منه هفوة لكان على أديبنا الأستاذ محمد الدبيسي وصحبه الكرام أن يبصروا من سقطت منه هفوة وأن يوجهوه من باب النصح، إن النقد في منهجنا هو النصيحة بأسلوب مهذب رائدها التناصح، أقترح عليك أخي محمد أن تشفع مقالك الساخر بمقال تمحو فيه أثر تلك النزعة
ألا عُمْرَ ولَّى مستطاع رجوعه فيرأب ما أثأت يد الغفلات
شجع الأقلام الواعدة فهي منع العطاء.
أما الدكتور عبدالله باشراحيل والأستاذ محمد بن عبدالله الحميد فكلاهما فاضل وكلاهما غيور وكلاهما له حضوره وفاعليته، ومن تقصيري في تغطية المناطق في كتابي (الصالونات الأدبية) أن أبها لم تدخل في هذه الطبعة في كتابي وإن كنت قد وجهت رسالة أدبية إلى الأستاذ الكبير محمد الحميد أسأله عن إمكانية دخول صالون سعادة اللواء أبي ملحة في كتابي، وتهاتفت مع الرجل ولقد قدرت أن انتظاري لاستكمال الأوراق سيؤخر صدور كتابي فأرجأت أدب أبها وصالونها الأدبي إلى الطبعة الثانية إن شاء الله وطبعاً سيكون لنادي أبها الأدبي نصيب الأسد في معطيات هذا الصالون الأبهوي ورواده.
أما الدكتور باشراحيل فهو الرجل الذي قدم إليَّ أوراقه بأريحية، هو ونادي مكة الأدبي النسائي.
وللدكتور عبدالله تسعة عشر ديواناً حسب ذاتيته التي بعث بها إليَّ ولم يرسل لي أي نص شعري له وحتى القصيدة التي أعجب بها جاك شيراك رئيس فرنسا وقال: (إن قصيدة عبدالله باشراحيل تفتح باب حوار الحضارات)، أقول: وحتى هذه القصيدة لم يرسلها إليَّ إلحاقاً بأوراقه لأضمها إلى منتداه الأدبي.
ومسك الختام: إذا كان الأستاذ الكبير محمد الحميد قد فتح باب الوفاق أو المصالحة مع الدكتور عبدالله باشراحيل فأعتقد أن المشكلة قد حلت ولم يعد ما يدعو إلى الحساسية بين نادي أبها الأدبي وبين منتدى عبدالله باشراحيل .


د.أحمد الخاني

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved