الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 23rd January,2006 العدد : 137

الأثنين 23 ,ذو الحجة 1426

هذا الرجل.. مدرسة نموذجية

إنني أرفض العواطف حينما تخرج عن سياقها المعقول وأنبذ المجاملات والتملق.. لكني تفاعلت مع ما كتبه الأخ الوفي عبد الله الماجد.. تحت عنوان خالد المالك صانع رؤساء التحرير.. ولهذا فقد أعطاني الحق لأطرق باباً واحداً من سمات وسجايا مدرسة الجميع - خالد بن حمد المالك مستشفاً ذلك من خلال عملي معه منذ عام 1400هـ لما كنت مديراً لمكتب جريدة الجزيرة بالأحساء.. ولما كلفني أيضاً بمسؤولية مكتب الشركة الوطنية للتوزيع.
راجياً ومستأذناً سعادته نشر ما استطعت أن استشفه وما تعلمناه من مزاياه التربوية التي تستحق أن تكون دروساً ينهل من نبعها قارىء هذه الصحيفة.. وكم كانت أمنيتي المواجهة لكن وكما نعلم أن مسؤولية التحرير لا تترك فراغاً وبخاصة مع الأستاذ خالد المالك الذي اعتاد الصمت فأفعاله براهين أقواله - رغم أن مبدأ أساليب حياته قائم على الحوار الهادف لذا يحق لي أن أتجرأ وأكتب شيئاً من تلك الإضاءات النيرة يستحق للقارىء أن يتفاعل معها.
أخي القارىء.. هذا الإنسان جميع أعماله وسلوكياته تترجم مبدأ الحوار الجاد البناء.. فماذا نستشف من رأيه في الفرق بين النقد والتشهير؟
الجواب: النقد بناء، أما التشهير فهو تشفّ وبين المفهومين مسافة أخلاقية طويلة.. ولهذا فهو دائماً يريد نقداً حقيقياً يستطيع من خلاله رؤية الأشياء كما هي مجردة من الألوان والظلال.
ما رأيك فيمن يكشف لك نقاط الضعف في شخصك؟
الجواب: إن الذي يريني نقاط الضعف يمنحني وساماً فالضعف طبيعة بشرية فمن يلفت انتباهي إلى أي تقصير في طريقتي أو في تعاملي أو سلوكي شخص مرشد وموجه والسبب في تصوري يدخل ذلك في حساب البديهيات والمسلمات التي لا تقبل الجدل وخاصة من ينبهني الى أي خطأ فإنه يجعلني أتجاوزه أو أتلافاه مستقبلاً أو على الأقل أعمل على التخفيف من حدة ظهوره - وكلنا خطاؤون.
لكن ربما يأتي ذلك من عدو حاقد هدفه التشهير؟
الجواب: كلا لا يمكن أن يأتي هذا من عدو حاقد.. لأن العدو لا يساعد على النمو والتطور من خلال التعرف على نقاط الضعف والدين النصيحة.
إن كل من يعرف خالد المالك أو يتعامل معه اعتاد أسلوب الحوار حتى جريدة الجزيرة تحمل مسؤوليته فهل هي شجاعة تواجه الحقائق؟
الجواب: نحن لدينا حساسية خاصة من النقد.. وقد نتخذ موقف الدفاع والتبرير والهروب من الواقع وتجاوز الحقيقة وعليه فمن حق أي مواطن أو أي مرؤوس في أي وظيفة المشاركة سواء بإبداء الرأي أو توجيه العتب، وعلى المسؤول أو المدير ألا يحرم من حوله حق النقد له.. ومتى ما أدرك المسؤول أن الوظيفة تكليف ومسؤولية وليست تشريفاً أو استعباداً.. فعلينا أن ندرك أن النقد ظاهرة صحية وليست تهديداً ذاتياً.. ومن واجب الصحافة وجميع وسائل الاعلام أن تتبنى بل من دورها الاعلامي أن تتولى لحظة تأمل ومسؤولية الحوار الهادف وأن تدافع عنه بالتزام عميق وبأخلاقيات دون تشويه وتضليل وتزييف.
والصحافة الواعية الملتزمة يمكن أن تصبح ضمير الزمن الواعي لمشكلات الإنسان.. وأعتقد أن الجميع يتفق معي بأن الصحافة تملك قوة الاقناع والتأثير لأن عملية التأثير هي ذاتها عملية حوار مع القارىء.. ومتى ما وجد القارىء في الصحيفة تعبيراً أميناً وصادقاً فإنه يمنحها ولاءه.. ويمكن أن تؤثر في تشكيل مواقفه ويتفاعل معها.
هذه هي شخصية خالد المالك كما عرفتها وتعلمت منها فجميع من تعامل معه هنا وهناك يعرفون عنه مع هذه الصفات الحوارية العلمية المشرقة صفات أخرى من كرم الإيثار وشدة الغيرة على الحقائق النبيلة والتغاضي عن بعض مظاهر الشذوذ النفسي لدى أناس لا يملكون أنفسهم في ساعة الغضب.. وتلك هي موضع الترجيح بين الناس لأن التفوق العلمي والمهارة الأدبية مما يسهل وجوده في عالمنا المليء بكتبه ومجلاته وصحفه ولكن التفوق الخلقي والسمو النفسي مما يندر ويصعب لأن رياضة الأخلاق في عصر يسيطر فيه جدول الضرب بأرقامه الفلكية قد صعبت على الكثيرين عدا قلة، منها أستاذنا خالد بن حمد المالك وآية ذلك أن جميع من عرفه من الناس يجمع على أنه مدرسة تحقق الطموح والتفاعل.


صالح عبدالعزيز البدر

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved