الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 23rd January,2006 العدد : 137

الأثنين 23 ,ذو الحجة 1426

المجموعات التشكيلية
بعضها خدم الساحة والبعض الآخر أساء

*إعداد: محمد المنيف
المجموعات التشكيلية عبارة عن اتفاق بين عدد من الفنانين لإيجاد سبيل لإقامة نشاط جماعي يخدم الساحة ويرتقي بالذائقة ويساند الجهات المعنية بهذا الفن ويسهل على أفراد المجموعة تكلفة إقامة معارضهم الفردية، يتم تشكيل المجموعة اعتماداً، كما قلنا سابقاً وتطرقنا لها في حلقات واقع التشكيلي السعودي التي نشرة في هذه المساحة من المجلة في أعدادها السابقة أو من خلال ما نتطرق له حول هذا الفعل التشكيلي الجديد في مجال إدارة وتنظيم هذه المجموعات أو الجماعات في كثير من المقالات والزوايا ونعني بأن اختيار المجموعة لأعضائها يتم على حالتين الأولى للعلاقة القوية السابقة بين الأعضاء كأصدقاء يرون في تشكيل المجموعة ما يوثق تلك الصلة إضافة إلى تقارب أفكارهم وتوجهاتهم وأهدافهم.
أما الحالة الثانية فهي في اقتراح فردي يطرحه أحدهم على عدد من الفنانين ممن يرى أنهم على استعداد للمشاركة ويصبح بذلك رئيسا للمجموعة يتولى شئونها ويتصرف بصلاحيات مطلقة منحت مقدما له من قبل البقية...
بداية التجربة
حينما انطلقت أول مجموعة تشكيلية خارج سرب التنظيم الرسمي كانت محل ترقب ومراقبة فالترقب من قبل بقية الفنانين على الساحة لتوقعهم أن مثل هذا التحرك الجديد قد يعرض أعضاء المجموعة للمساءلة أو العقاب كون المجموعة تتحرك في خط مواز لسير المؤسسة الرسمية، أما المراقبة من مسئولي الفن التشكيلي في الجهات الرسمية فهو في معرفة ماذا يعني مثل هذا الانفصال.. وما حجم السلبيات فيه.. وهل يخلق نوعا من المنافسة وإمالة الفنانين وتغييبهم عن المشاركات الرسمية، كل هذا الترقب والتوجس ذاب فيما برز من إيجابيات تشكيل تلك المجموعات الأولى مع من جاء بعدها وأظهرت حسن النية والسعي لدعم الجهات الرسمية وتخفيف العبء عليها، بل وصل الأمر إلى إثراء الساحة وتحريك الساكن فيها وملء الفراغ الزمني الذي يظهر بين مواعيد إقامة المعارض الرسمية.
اختلاف البنية أفسد الهدف , نعود للحديث عن المجموعات دون تحديد، فهناك مجموعات تقوم على إدارة تنطلق من مبدأ الشورى بين أعضائها وتسعى للبحث عن سبل النهوض بالفن التشكيلي عبر انتقاء مدروس غير مرتجل واضعين بين أعينهم مستقبل المجموعة وكيفية التواجد الداعم بشكل ومضمون يعانق الأهداف الكبرى التي تسعى لها الجهات المعنية في الدولة ممثلة في وزارة الثقافة والإعلام بمتابعة من وكالتها للشئون الثقافية خصوصا أنها في بداية البحث والإعداد ووضع الأطر الكفيلة بنجاح مسيرة الفن التشكيلي والمنافسة به على المستوى العالمي.
أما النوع الثاني بدأت بعشوائية في التنظيم لعدم معرفة من يديرها بمعنى تنظيم أو تشكيل مجموعة إبداعية تختلف عن مجموعات (الكشتات) فحدود معرفته بها لا يتعدى إدارتها بصلاحيات أخذها عنوة دون مشورة أو رأي من البقية فأصبح يدعي للانتساب لها أعضاء لمعرض من معارضها ثم يفتقدهم في المعارض الأخرى فلم يقدم جديد ولم يضف من خلال مجموعته أي إضافة يمكن للجمهور الواعي بالفنون التشكيلية أن يحترمها ويقدر الجهد فيها. واضعا في اعتباره مهمة جمع اللوحات أو فرض ما جمعه في سنوات سابقة وتقديمه في معارض المجموعة باعتباره عملا جديدا، متجاهلا ما يمكن أن يسببه هبوط مستوى الأعمال من إساءة للساحة وللمجموعة إضافة ألي فتح باب الانتماء للمجموعة من مختلف المستويات فأحدث تباينا واضحا بين الأعمال من هابط في التقنية والفكرة وآخر لا يمكن تحديد من قام بتنفيذه فأضاع فيهما الأعمال المتميزة بين أعمال ساذجة فطرية المرجع والاستلهام والتقنيات أما النوع الأخير فهي المجموعات التي لا تستمر وتظهر بين فترة وأخرى بأسماء جديدة تحاول قدر الإمكان تحقيق بعض الخطوات والحضور ولو مؤقت، وبين هذا وذاك يمكن التعرف أيضا على أسباب انتماء الأعضاء لمثل تلك المجموعات فمنهم من وجد ضالته في انضمامه لمجموعة صادقة ومنطلقة من أهداف بعيدة المدى واضحة المعالم يعرف موقعه ودوره فيها وما عليه من واجبات يجب القيام به تجاه مسيرة المجموعة وما له من حقوق ابتداء من المشاركة في الرأي وتقديم المقترحات وصولا إلى تقديم العمل الجديد الذي يضيف خطوة في مسيرة نجاح المجموعة، أما أعضاء المجموعات الأخرى فقد دخلوها بسلام دون أي شروط أو معرفة حقوق أو تبني مهام مقابل ما منحوا من عطف وتعاطف كونهم غير قادرين على تحقيق الذات، أما الأهم في الأمر فهو في مستوى وعي رؤساء المجموعات فمنهم من يقتنص الأسماء والقدرات الإبداعية ومنهم من لا يهمه غير الاتكاء على الكم في الأعداد دون النظر للكيفية.
الجمعية والمجموعات
والواقع أن ما أصبحنا نشاهده من مجموعات تظهر هنا وهناك بأساليب وطرق غريبة عجيبة لا يعلم غالبية المنتمين إليها إلى أي اتجاه تسير وأي الدروب تسلك عوداً إلى الثقة الممنوحة لمن دعاهم أو قام على تنظيم مجموعتهم إضافة إلى جهل من أوكلت له قيادة المجموعة وعدم وعيه بدوره وما يمكن أن يقدمه للساحة التي تتطلب الكثير من الفهم والثقافة وإدراك ما يمكن أن تحدثه معارض المجموعة من إيجابيات للساحة وللجمهور أو ما يمكن أن تحدثه من سلبيات في حال تقديم أعمال متدنية المستوى أو فنانين غير باحثين عن تطوير إبداعهم عودا إلى اطلاعهم المستمر على الجديد والأخذ بتجاربهم نحو المنافسة كما هي الجماعات أو المجموعات العربية التي سبقتنا بالتجربة في مصر والعراق والسودان وغيرها لها شخصيتها وخصوصيتها وأهدافها الكبيرة لتحقيق مكانة الفن التشكيلي والمنافسة به على المستوى العربي والعالمي على أسس علمية وخلاصة تجارب سابقة، وفي هذه الحال وحينما تصبح المجموعات أو الجماعات التشكيلية ناضجة الفكر والمضمون والإبداع يمكن لها أن تنصهر لتشكل قالبا صلبا يتمثل في تأسيس جمعية فنون تشكيلية على مستوى خريطة الوطن، كما أشار سعادة وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشئون الإعلامية الدكتور عبد الله الجاسر بقوله إن الوزارة ليست على استعداد للترخيص لمجموعات بقدر ما يوجه ويدعو إلى تأسيس جمعية للفنون التشكيلية تضم مختلف فناني المملكة تنضوي تحت مضلتها أي مجموعة السابق منها والجديد، إلى هنا تنتهي إشارة ودعوة سعادة الوكيل لنعود للقول إن في تأسيس جمعية شاملة على مستوى المملكة يمكنها من وضع الأسس الصحيحة والتنظيمات الإدارية التي تكفل إقامة مجموعات سليمة البنية والعقل عكس ما نراه ونسمع عنه من مجموعات تتشكل بعشوائية وتخل بما يجب أن تكون عليه الساحة والفن التشكيلي بعد هذه المرحلة من البناء واستعدادا لمرحلة قادمة هي الأكثر توثيقا واستعارا لمستقبل متميز لهذا الفن. ومع تفاؤلنا بالفكرة إلا أننا لا نتوقع النجاح لها عودا إلى ما تعيشه الساحة من عدم تعاون وتلاحم فكل من الفنانين أو تلك المجموعات يغني على ليلاه وكل منهم يحلق خارج السرب فتأسيس الجمعية يحتاج إلى الكثير من الفهم وكثير من الأطر قد يكون من أهمها.. إبراز القيمة المعنوية للفنان ولعمله الإبداعي باعتباره مساهم أساسي في الارتقاء بالوعي الجمالي والإنساني والحضاري.
من خلال ما يقدمه من عمل تشكيلي مستلهم من تراثه الحضاري مؤكداً به دور الفنون التشكيلية في إغناء الحياة بالقيم الجمالية في مختلف مناحيها وجعلها جسرا بين الفنان والمجتمع وتوعيته بأن الفن ضرورة في حياته اليومية مع ما يجب أن تقوم به الجمعية من المساهمة تواصل مع الجمعيات المماثلة والاتحادات توثيق إنتاج الفنانين والتعريف به بمختلف وسائل التقنيات المعاصرة.. ورعاية الفنانين التشكيليين والعمل على الارتقاء بنتاجهم الفني وإدارة شؤونهم والدفاع عن حقوقهم وحمايتها، وإبراز قيمة عمل الفنان وإتاحة حرية التعبير الفني والنقد والسعي لحل الظروف التي تمر بالفنانين ماديا وصحيا إتاحة الفرصة للمواهب الفنية الواعدة، وإيجاد سبل التواصل مع الفنانين التشكيليين في الدول العربية والدول الأخرى .


monif@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved