الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 23rd January,2006 العدد : 137

الأثنين 23 ,ذو الحجة 1426

حوار باشراحيل يمتد حوارات
الأدب هو الذّهب يا أُستاذ محمد

في العدد الماضي نشرنا مداخلة للأستاذ محمد الحميد على الحوار الذي أجرته «الثقافية» مع الدكتور عبدالله باشراحيل، وفي هذا العدد ننشر تعقيب الشاعر باشراحيل، ومداخلة أخرى للأستاذ عبد الفتاح أبو مدين «ص6».
على رسلك أيها الأستاذ الكبير محمد الحميد.. فوالله لك في نفسي تقدير وحب ما تمنيت أن تبخسه حقه وخصوصاً وأنه نابع من أريحية فطرية حين استضافنا نادي أبها الأدبي مع ثلة كريمة من زملاء الشعر والأدب قبل حوالي أكثر من عشرين عاماً تقريباً بدعوة كريمة من رئيسه الوقور الأستاذ محمد الحميد.. هو فضل قابلناه بالتقدير والحب والشكر ولعله حين ذكرنا بذلك الفضل جرح يد الشكر والعرفان كما قال المتنبي-رحمه الله:
وتغضبون على من نال رفدكم
حتى يعاقبه التنغيص والمنن
هذا جانب والجانب الآخر ما أشار إليه أستاذنا الكبير من أنني أستعدي وزير الثقافة ضد الأندية الأدبية.. أقول إن وزير الثقافة والإعلام على قدرٍ كبيرٍ من الوعي والثقافة فهو يعرف أنّ ساحة الأدب والفكر عرضة للتقاذف الأخلاقي حتى ينشأ واقع يحتفي ويشجع.. ويقدم الإبداعات وحتى تتصارع الأفكار لتحقيق أهداف الحياة وإظهار مواطن الإبداع ونفائسه وحتى نشارك في التواصل العلمي والأدبي الإنساني.
أمّا التعريض بمنتدانا الثقافي الخاص فإنني أعيذ أستاذنا الحبيب من القصد وأكبره عن الزلل فما هذا المنتدى إلا امتداد لهذه الأندية الأدبية التي كان ماضيها أفضل من حاضرها وهذا ليس رأيي فقط وإنما هو رأي الكثرة من أدباء الوطن.
أمّا جهود الأستاذ محمد الحميد والدكتور راشد الراجح والأستاذ علي العبادي وغيرهم فإن نشاطهم مشهود وملموس نشكرهم عليه ونتمنى عليهم دراسة واقع جديد يساهم أكثر وأكثر في اجتذاب هؤلاء الشباب الذين تتقاذفهم الأهواء وتضل بهم السبل وتضيق بهم الأسباب لكي تكون هذه الأندية قلاعاً حصينة ضد أي فكرٍ هدام يسعى إلى خلق ثقافة الضياع والاستجابة لإغراءات الأوهام والعبث بقيمة الحياة والناس.
ولا بأس أن يظل رؤساء الأندية في أماكنهم رموزاً وطنية وأن يمنحوا القدرات الأدبية الشابة الفرصة لصياغة واقع مدروس لمرحلة مهمة في تاريخ حياتنا وان يخضع ذلك كله إلى استنطاق الرؤى التي تسدُّ الفجوة فيما بين المركزية وبين توزيع الأدوار وهو أمر محمود إن شاء الله حتى تولد الثقة في جيل الشباب ليرتاد الأندية ويمارس كل هواياته الأدبية ويحتك مع أقرانه من الشباب ويستفيد من تجارب من سبقوه ويأخذ بما يحقق تنامي لغة الأدب في عقول أبنائنا وفي نفس الوقت يكون النادي نقطة انطلاق له بما يقدمه من علم وثقافة ليشارك بالرؤى التي تحقق قدراً من بناء العقول في عصرٍ يكاد أن يسقط أخلاقياً.
وما قلته عن الأندية أصر عليه فهو واقع ضيق مأزوم من حاضرٍ مأزوم على كل الأصعدة مما أدى بالكثير إلى هجر الأندية لأنهم لم يجدوا المناخ المهيأ للاهتمام بآرائهم والتشكّل في أسرة واحدة بين أعضاء النادي الواحد. أما التواضع الذي ذكره الأستاذ فهو لغة العلماء والأدباء والأذكياء ولا يساورني شك في أنني أحد دعاة التواضع ورسله وشعري خير شاهد على صدق ما اقول إضافة إلى أن ما طبع به شعري طبع به فعلي ولله الحمد.. ويكفيني حب الناس الذين يعرفون عبدالله باشراحيل ودواخله فالحمدلله أن للحبِّ لديّ حقولاً وأقماراً لا زالت تزهر وتضيء بما أحمله من صدق في الهدف والنية.
ومن عرف أن التواضع ارتقاء وارتفاع إلى مصاف الحكماء لا يقبل بالتدني، فمن (يستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير)؟ وقد قيل (من تواضع لله رفعه). وما شأن المال الذي هو فضل الله يؤتيه لمن يشاء في الهمز واللمز ومن أنا يا أخي بالنسبة لمن يتفوقون بالأموال عليَّ ومثلي لا يذكر بالنسبة لهم.. والحمد لله أن المال الذي ائتمنني ربي عليه لم استعمله في معصية بل لم أبخل به على السائل والمحروم كما أراد ربي سبحانه.
ولم يستطع المال أن يسيطر على عبدالله باشراحيل بل سيطر عبدالله باشراحيل على المال فأخضعه لإدخال الفرحة والبهجة على من يستحقه ومن عرف النهاية (أيها العزيز) صغرت في عينيه الدنيا وملذاتها وإغراءاتها فاستهواه البر والبذل غير هيّاب من الفقر طالما أن الله عنده خزائن السماوات والأرض وهو وحده الجواد الكريم المعطي الوهاب وطمعي في رحمة الله أمل العبد الذي ينظر إلى الباقيات الصالحات وارتفاع الذكر إن شاء الله في الدنيا والآخرة.
أمّا صندوق الأديب ففكرته لدى الكثير تختلف كثيراً في إنشائه وطريقة أدائه وكنت أذكِّر به لكي يتم العمل من جديد على خلق هذا الصندوق وتشكيل هيئة خاصة به تلتزم بضوابط مدروسة لتحقيق رسالته وتوسيع دوائره واهتماماته ليشمل علماء ومفكري وأدباء وكتاب وصحافيي الوطن..
أيها الأستاذ، لم يبق لنا إلا الحب والتقدير فأرجو أن نحافظ عليهما فيما بيننا وإلا على الدنيا السلام وان نظل برغم اختلافاتنا أوفياء لبعضنا البعض ولقيمنا وأخلاقياتنا ورباطنا الإسلامي والإنساني فلا تجعل لتفسير مضامين كلامي إلا تفسيراً واحداً وهو الإصلاح حتى وإن تغاضبنا قليلاً سنعود إلى القناعات التي تؤكد نزاهة القصد ونبل الأهداف فأنا لا أشك أنك طوال عمرك المديد وأنت تقدم من خلال هذا النادي ما تستطيع ولكن التطور لا يقوم إلا بالمجموع ومع المجموع ولا يتحقق الرضا بالبلوغ إلا بالمجاهدة.. تلك سيرة الحياة المشتعلة بالنّبض الإنساني للبناء والتنمية وإيجاد القدرات المتعاقبة على الدرس والتحصيل لعبور آفاق المستقبل.
لذلك علينا أن نكون القدوة الطيبة لهؤلاء الشباب وأن نقدّم لهم ما يشعرهم بالسعادة والألفة حتى يجعلوا من الفكر والعلم عطاء غير ممنوع ولا مقموع.
أرجو أن نعمل معاً في جعل هذه الأندية صروحاً تعج بطلاب العلم وسلوى لعشاق الأدب وإلا فما هي الحياة إن لم تكن حديث الأعمار وذكرى الأخيار.
لذلك أرجو ألا تفسر حديثي المنشور أنت وبقية الإخوة الأكارم إلا بإشعال قبس أضيفه إلى أضواء الآخرين لنرى مسيرة أعمارنا ونحن نكتبها بمداد التواصل والعطاء.. وكم تكون في الكلمات قسوة.. ولكن للمعاني قلوب مسكونة بالعطف والرحمة والبذل والعطاء..
أتمنى أن نسعد بك في منتدى الشيخ محمد صالح باشراحيل-رحمه الله-أنت وبقية أساتذتنا الكبار من رؤساء الأندية الأدبية لنختلف حتى نتفق على الاختلاف الذي يكون من الظواهر الصحية للفكر الخلاق في حياة الأمم ونظل حافظين لثوابتنا وقيمنا. سلمت أيها العزيز ولك حبي وتقديري.

عبدالله محمد باشراحيل

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved