الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 23rd May,2005 العدد : 107

الأثنين 15 ,ربيع الثاني 1426

في صالون طه حسين بالجيزة
أمين العالِم يدافع عن تناقضات عميد الأدب العربي الحزبية
* القاهرة طه محمد:
في موسمه الثقافي الأول هذا العام أحيا متحف طه حسين بالجيزة لقاء الأربعاء الشهير لعميد الأدب العربي وكانت بدايته ساخنة من المشاركين في مناقشاته التي دارت حول (طه حسين متجددا)، والذي شارك فيه المفكر المعروف محمود أمين العالِم والدكتورة منى طلبة استاذة اللغة العربية بالجامعة الأمريكية في القاهرة.
ودعا حضور الصالون الذي تنوع بين مفكرين وأدباء وأصدقاء للصالون إلى ضرورة احياء فكر عميد الأدب العربي وأن يظل فكرا متوهجا في دراسات الباحثين والدارسين.
مؤكدين أن طه حسين هو أول من وضع الأسس المنهجية وجمع بين المنهج العربي القديم والمنهج الغربي كما كان أول من اقترح أفكارا في البحث والتراجم.
وخلال الصالون دافع محمود أمين العالم عن العميد، مؤكدا أنه لم يكن نفعيا وأنه لم يكن متناقضا في انتماءاته الحزبية وأن تعدد عضويته في الأحزاب لم يكن يؤثر على انتمائه بشكل متفتح.
راصدا لمجرياته برؤية نقدية وتاريخية تأثر بها كثيرون من المحدثين والقدماء علىالسواء. معارك ثقافية وحول أكثر ما كتبه اثارة للجدل والنقاش.
تعرض أمين العالم إلى كتاب طه حسين (الشعر الجاهلي) الصادر في العام 1924 .
والذي اعتبره العالم كتابا في المنهج لم يقف عند الحدود الدينية أو الشعوبية فقط ولكنه دخل إلى بنية النص في ذاته حتى جمع بين الاقرار العقلي للايدلوجية وصرامة الوقائع التاريخية ونتيجة لذلك أن ارتفعت عنده الدلالة التاريخية على الحسية.
وفى نفيه عن طه حسين بأنه كان مفكرا نظريا وتجريديافقط، أكد العالم أن عميد الأدب العربي كان مفكرا عمليا، وأن العقل عنده كان تنويريا وأنه حرص في كتاباته على تجنب الرؤية الأصولية وأن ما يثبت ذلك هو اعداده لكتبه عن (أبو العلاء المعري) وحكاياته عنه والتي كتبها في كتبه الثلاثة عنه.
وتناول العالم موضوع الرسالة التي حصل عليها طه حسين على درجة الدكتوراة وهي (ابو العلاء المعرى) حي تأكد أن حسين كان حريصا على تفريغ الشحنة الجبرية التي كانت تقيده في هذه الرسالة، وكان له توجهه المنهجي دون التخلى عن عقليتة وصرامته كما أنه حريص على الغوص في الحياة الفكرية والسياسية لأبي العلاء وربطه بالواقع والنسيج المتشابك الذي يخضع الذات بالمعنوي والخاص بالعام.
ويؤكد أن كتابات طه حسين كانت أكثر توهجا في فترة الأربعينات والتي كانت أكثر تعبيرا عن عقلانية أبرزها في كتابه الشهير (مستقبل الثقافة في مصر) والذى لم يكن حسب قوله كتابا تعليميا وفقط ولكنه كان كتابا تاريخيا. كاشفا لرؤية مستقبلية للثقافة بتخطيط يكشف عقليته التاريخية والعملية.
ويقول العالم: انه في هذه الفترة ظهرت معارك فكرية وثقافية تبين منها أن أفكاره كانت تحريضية ضد الواقع السائد آنذاك وهو ما يظهر في مطالبته بالعدل الاجتماعى عبر كتاباته (المعذبون في الأرض، الوعد الحق، مرآة الضمير)، ودعوته في هذه الاسهامات للأداة السياسية والتي كشفت عن حبه لحرية الرأى وليس للديمقراطية المحافظة أو الاشتراكية الفاترة، حسب وصفه.
ويضيف العالم أن كتابات طه حسين كانت تعكس في هذه الفترة من الواقع المصرى في بداية الخمسينات والدفاع عن قيم الحرية والعدل حتى أن دراساته الأدبية كان يربطها بواقعه المجتمعي حيث لم تكن رؤيته للتاريخ ذات عقلية جامدة ولكنها كانت رؤية شاملة ديناميكية تنقد الحاضر نقدا تاريخيا.
مستندا إلى قراءة عقلية عقلية في التراث الإسلامي للوصول إلى مستوى حضاري عصري.
وحول تنقله بين الأحزاب وانتقاد البعض له بالنفعية يدافع محمود أمين العالم عن عدم نفعية طه حسين ويقول لم تكن لديه رؤية نفعية في التنقل بين الأحزاب والانتقال من حزب إلى آخر ولذلك لم يكن حسب قوله يجمع بين براجماتية أو انتهازية.
ويؤكد ان طه حسين لم يكن متناقضا وأن تطوره الفكرى كان متوافقا مع الواقع المصري نفسه وظل كذلك حتى وفاته في عام 1973 .
ويقول: ان انتقاله بين الأحزاب لم يكن ذلك اقرارا منه بأفكارها وأن ارتباطه بها كان محدودا وليس ارتباطا عضويا أو فكريا وأن البعد السياسي كان واضحا في سلوكه متطلعا إلى واقع عربي متفتح رافضا للهيمنة وقوي العدوان والاحتلال في الوقت الذي تأثر فيه برؤيته النقدية والتاريخية كثيرون أمثال جابر عصفور، جابر الأنصاري، لطيفة الزيات، عماد الدين خليل وغيرهم من شباب الدارسين والباحثين في مصر والعالم العربي تواصل الأجيال ومن جانبها قالت الدكتورة منى طلبة عميد الأدب العربي: انه رغم النقد الموجه إلى (أبو العلاء المعري) الا أن طه حسين حاول شده إلى مجال أوسع في أثناء الحديث عنه لكي يصل إلى االفكر الانساني ولفت الانتباه إلى صياغة العرب في الفكر الانساني فضلا عن أنه تعرض لدراسته كصديق ورآه حيا معاصرا فحرره من قيود الفكر اليونانى الفلسفى واستطاع وضع لبنات منهج التأويل واحداث التواصل بينه (أبو العلاء) وبين شباب عصره (طه حسين).
واعتبرت الدكتورة منى طلبة فكر طه حسين متطورا ومطورا لنفسه في الوقت ذاته ومجددا لها فضلا عن أنه وضع العديد من الخطط للبحث والتأليف فهو أول من وضع خطة للبحث وليس بطريقة الاستطراد كما كان في النقد القديم بتوالى الموضوعات بشكل تقليدي.
كما أنه وحسب رأيها أول من وضع الأسس الأولى للمنهج والجمع بين المنهج العربي القديم والمنهج الغربى حتى أنه جمع بين المنهجين واستطاع اعادة النظر في تاريخ الأدب العربي واقتراحه لأفكار في البحث والترجم واعتماده في الأخيرة على الحكايات على نحو ما كان يفعل مع (أبو العلاء المعري) عندما كتب حياته فاستند فيها إلى حكايات من أقوال ابن كثير وناصر خسرو وغيرهما وذلك بأسلوب الحكي حتى كان ذلك أشبه بالحوليات.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved