الهجر والقرى ومصادر المعلومات
عبدالله الزازان
|
يندر أن تجد مرجعاً هاماً عن الهجر والقرى غير تلك المؤلفات التي أصدرتها إدارة الشئون الثقافية بالرئاسة العامة لرعاية الشباب، وهي عبارة عن كتيبات مبسطة تتناول تاريخ القرية القريب وبعض المعالم الأثرية، وشيئاً عن الحياة الاجتماعية، والسكانية، والعادات والأعراف، وبرغم أن تلك الكتيبات مفيدة الا انها لا تعد مصدراً رئيسياً للباحث، وإذا استثنينا تلك المؤلفات فإن الهجر والقرى تظل امام الدارسين قليلة المعلومات. في عام 1993م كتبت دراسة مقارنة بين القرية عندنا والقرية الصينية، تعرضت في تلك الدراسة الى أوجه الشبه والاختلاف بين القرى السعودية والصينية.
ولقد كشفت لي تلك الدراسة ضآلة المعلومات المتوفرة عن القرية السعودية باللغة العربية، في حين انني فوجئت بمصادر المعلومات التي كتبت باللغة الانجليزية.
ففي المراجع الأجنبية تتنوع مصادر المعلومات عن القرية السعودية الى ثلاثة أنواع:
النوع الأول: الكتيبات الإعلامية، وهي عبارة عن كتيبات ترافق المعارض والمهرجانات الدولية، وقد كتبت بطريقة انتقائية وراعت موضوعاتها الأسئلة المتوقعة من القارئ الغربي، وقد تناولت تلك الكتيبات الجانب الوصفي لحياة القرية.
النوع الثاني: الكتب التي ظهرت على أيدي الرحالة الأجانب، وبرغم أن تلك الكتب ركزت على حركة توطين البدو، الا انها تناولت القرى والهجر تناولاً وصفياً كجزء من التناول العام للصحراء، ولا يتعدى وصفهم انها موارد ماء، وبيوت طينية غير منتظمة ومسجد وبعض من أشجار النخيل ومعلم يدرس القرآن الكريم و بازار.
النوع الثالث: كتب المستشرقين التي تناولت الإسلام والعرب والصحراء والبترول، وجاءت على ذكر القرية وخصوصاً التقاليد والاعراف والعادات والنظام الاجتماعي. ولذلك فصورة ونمط الهجر والقرى السعودية لم يتغير بيوت طينية مبعثرة حول آبار المياه.
برغم أن التغيير الحقيقي لنمو القرية بدأ مع اوائل عام 1973م حين بدأت الدولة تستفيد من عائدات البترول في تطوير المدن والقرى والهجر، وحين دخلت القرية في أولويات خطط الدولة التنموية.
وإذا كانت مظاهر القرية تغيرت عن السابق ومالت إلى التحديث أفليس من الإنصاف ان تطور تلك المعلومات القديمة سواء بالكتابة عن الهجرة والقرية أو بدعوة الكتاب الأجانب لرؤية الصورة الحديثة للهجرة وللقرية.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
