الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 23rd May,2005 العدد : 107

الأثنين 15 ,ربيع الثاني 1426

تلاسن خاطف!
محمد بن أحمد الشدي
بلا مناسبة.. وبلا تخطيط.. اشتبكت مع ناقد حاد ومشاكس حول الحالة الراهنة لركود الحركة الثقافية السعودية، وحول سقوط بعض رموزها كما يقول هو في الضحالة، والسطحية، والتهريج، والاجترار!. والأنانية، وتلميع الذات!.
كان ذلك بعد وقت قصير من إقلاع الطائرة بنا من الرياض إلى جدة.. حيث فوجئت بهذا الناقد يجلس إلى جانبي ويسألني بعد عبارات المجاملة المعهودة من مثل (يا هلا ويا مرحبا) هذا السؤال:
هل تشكو من الضغط أو السكري؟!
= قلت مستغرباً:
لا.. والحمد لله ولكن ما الداعي إلى سؤالك هذا؟
أجاب بابتسامة ماكرة عرفته بها منذ رأيته في سكنه في شارع (السبالة) بالرياض وهو يلف ما تبقى من وجهه الضامر!.
إن ما سيدور بيننا من حديث قد يضايقك ويرفع الضغط عندك!
= قلت:
أعوذ بالله منك، إنني غير مهيأ للمناقشة والجدل و(الهواش!!) لا ذهنياً، ولا نفسياً. كف شرك عني.!
قال:
ولكني مهيأ لكل ذلك! ما رأيك بصفتك من جهة أدبية فنية ثقافية فيما ينشر هذه الأيام من دواوين شعرية هزيلة وروايات تافهة مضحكة، وهرطقات من محفوظات زمان لبعض طواويس الأدب الصغار والكبار والمحسوبين على حركتنا الأدبية في المملكة!!
= قلت:
أنا أرى أن هناك نتاجاً جيداً لقليل منهم يستحق القراءة والدراسة والنقد والاهتمام من المتلقين بشكل عام. كما أن هناك أعمالاً لا ترقى إلى المستوى الذي تطمح إليه الحركة الأدبية في المملكة. ولكن الجهود مبذولة لإيجاد الكثير من الإنجازات الثقافية.
قال:
هكذا نحن دائما نقول كلاما عائما ومجاملاً يساعد الكثير على الاستهزاء بالقراء والتسلق نحو الشهرة على ظهورهم!. فعلى سبيل المثال. ما رأيك في صاحبك فلان.. الذي يحاول أن يكون من أصحاب الدم الخفيف، وهو بعكس ذلك بل ينطبق عليه قول تلك الشاعرة الرقيقة دمهم حجر!
= قلت:
إذا كنت تقصد فلاناً بذاته. فهو على العكس مما تقول إنه يصعد ويتألق باستمرار والقراء ينتظرون عطاءه الأدبي ويتعاملون معه على أنه عطاء متميز ويفتح له (المصيلحي) الصفحات الأولى لينثر ما في جعبته! ويسوق أفكاره المعلوكة عساه يدافع عنه يوما وعن هلوساته المغمية ويؤيد ميوله أين ما ذهبت على المفاوز والأكام غرباً وشمالاً وغيرهما وكأن الوسيلة ملكه!.. أو ملك جده.
قال:
وقد يكون صاحبك منتشرا لكن القراء الجادين لا يلتفتون إلى ما ينشره صاحبك إنني لا أنكر أنه قد كتب شيئا جميلاً ومفيدا في بداية صعوده، ولكنه قد رجع إلى سلوكه الأول الأناني ودخل في نفق اللامبالاة والغرور ومن دخل فيه لا خير فيه.
= قلت:
كفى أعقل!.. أرى أنك تجاوزت الخطوط الحمراء. فإذا كنت شجاعاً فاكتب نقداً منطقياً وموضوعياً لتلك الأعمال. إن النقد مسألة أخلاقية. أما الحجارة الملقاة بهذا الشكل العشوائي فهي لا تؤثر على العمالقة والمبدعين.
وهنا أشاح عني بوجهه، وهو يتمتم!.. ومن المؤكد أنه كان يشتمني!!.. فتعوذت بالله منه، ومن أمثاله من أصحاب القلوب العمياء الذين يخفون تحت جوانحهم قلوبا سوداء مثل نظاراتهم الشمسية!! التي يعتمرونها على تلك الأنوف المحمرة!!.
رحلات في منطقة الخليج
في قراءة الكتب متعة لا تضاهيها متعة.. واليوم.. وبشكل مختصر أعود للكتابة عن هذا الموضوع مقتنعاً بأن تاريخ منطقتنا الخليجية لا يزال أغلبه يحتاج إلى الكثير من البحث والتنقيب والمتابعة.. وما رغبت شيئا أحب لي من هذه المهمة لو ساعدتني الظروف، ولعل في عثوري على مثل هذا الكتاب بين آونة وأخرى ما يمنحني بهجة الاطلاع التي لا يحسها إلا كل شغوف بها وبالتاريخ.
واليوم هذا الكتاب يتحدث عن شريحة معينة وصفحة قاتمة من تاريخ هذه المنطقة، ولا يقدم عظماء بل أبالسة. وقد أجاد الأستاذ خالد البسام معد هذا الكتاب ومترجمه. وهو بعنوان (قوافل رحلات الإرسالية الأميركية في مدن الخليج والجزيرة العربية 1901 1906م).. إذ يقول:
قبل مائة عام وبالتحديد في 7 ديسمبر 1892م وصل منصر غربي متحمس إلى ميناء المنامة بالبحرين قادماً من البصرة بواسطة سفينة بخارية، ويومها كان مسبقاً أن الأوضاع لم تكن مشجعة كما كان هناك شك كبير في السماح له بالبقاء بعد مغادرة السفينة.
وبسبب هذه الشكوك قام (زويمر) بإيداع صندوق الكتب الذي يحوي نسخاً من الإنجيل والكراريس الأخرى إضافة إلى حقيبته الطبية عند البريد الإنجليزي في البحرين.. ويقول المترجم أيضا: حافظت قدر الإمكان على نص الرحلات نفسها فجاءت معظم الكتابات كما هي بالضبط مع بعض التعديلات الصغيرة هنا وهناك.. وبالطبع الحذف الضروري منعاً للإساءة للدين الإسلامي وفيما عدا ذلك جاءت هذه الرحلات كما كتبها روادها أنفسهم بقيادة (صموئيل زويمر) الذي تجول بخيوله المتعددة في الكثير من مناطق الخليج العربي وبقيت مع ذلك بعض المغالطات والتشويهات عن المنطقة تركتها لفطنة القارئ حتى لا تؤثر على سباق هذه الرحلات.. وهكذا يبدو أن صموئيل زويمر ومعه رفاقه الذين تجولوا في جميع أنحاء الخليج بالسفن والجمال والحمير سيجدون مكاناً في روزنامة تاريخ الخليج والجزيرة العربية المهمل لتحكي حقائبهم وأوراقهم ومشارطهم حكايات: خيل إبليس.. سندباد البحر.. والبر الجديد!!.
لقد صدر هذا الكتاب (القوافل) في البحرين عام 1993م ومادته الأصلية عبارة عن حكايات وملاحظات متناثرة في مفكرات عدد من المنصرين والأطباء الأمريكيين الذين قاموا برحلاتهم التي سماها المترجم (تبشيرية) في منطقة الخليج العربي مع بداية القرن العشرين.. وقد قام الأستاذ البسام بجهد كبير ومشكور من حيث جمع نصوص تلك الحكايات وترجمتها والملاحظات المكتوبة باللغة الإنجليزية ومن ثم صياغتها باللغة العربية بأسلوب قصصي شيق.. ونشرها في كتاب خاص بعنوان (القوافل).
يقع هذا الكتاب في (202) صفحة من القطع الصغير ومزود بصور ولقطات فوتوغرافية بالأبيض والأسود لمن كتبوا تلك النصوص من المنصرين ولعدد من المراكز الطبية والمستشفيات التي أقامتها ومولتها الإرساليات الغربية في بعض مدن الخليج والجزيرة العربية.
رسالة من جبل التوباد!!
من الأفلاج من جبل التوباد الأخ سالم يقول:
علمته فرماني. فقلت له: صدقني لم تنتصر لا على الآخرين، ولا على نفسك، ولست أول السارقين لأفكار الغير في مبتغاك والقياك.. وليس غريباً أن تطلق بعضا من سهامك على من أعطاك حربة البراع يوماً لتطعن البعض في ظهورهم من على كرسيك والنطع تحتك! لكنك لن تفلح أبداً!.
صدقت يا سالم.. رسالتك فيها السؤال والجواب عليه استمر في الكتابة.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved