الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 23rd May,2005 العدد : 107

الأثنين 15 ,ربيع الثاني 1426

(قامة تتلعثم) للشاعر / عيد الحجيلي مساءلة للعنوان
منصور الجهني
معظم القراءات التي تناولت مجموعة الشاعر عيد الحجيلي (قامة تتلعثم) توقفت عند العنوان، هذا يؤكد أهمية العنوان باعتباره مدخلا لقراءة النص، أو باعتباره نافذة تضيء الكثير من التفاصيل، الموزعة بين ثنايا، أو ربما بين زوايا النص.. أي أن المبدع من خلال اختياره للعنوان، يدلنا على بداية الطريق، يأخذ بأيدينا كقراء؛ ليبوح لنا بعض سره المخبأ في النص. ثم يترك لنا أن نكتشف أو نتخيل أو حتى نصنع بقية النص، ونضيف إليه، وربما نحمله ما لا يحتمل، مستندين إلى ما يكتنزه من إمكانات، وما ينطوي عليه من احتمالات، وما يفتحه من شرفات قد تقود لأكثر من سبيل، وأكثر من جهة.. متجاوزين في كل ذلك ما أراده النص أو مبدعه، دون أن نلغي منهما بطبيعة الحال.
لكن المبدع ومن خلال العنوان أيضا قد يحاول تضليلنا، ثنينا عن المضي بعيدا في خبايا النص، وعن ارتياد مساحاته المعتمة، رغبة ربما في تأكيد حضور الأنا المبدعة، وتحكمها فيما هو غير قابل للارتياد أو الكشف، يتم ذلك من خلال توظيف العنوان باتجاه معاكس، بحيث يتحول إلى ما يشبه غطاء أو قناعاً للنص، وغالبا يتحقق ذلك دون قصد مباشر من المبدع، أو لنقل لاشعوريا.
هل ضلل عيد كثيرين من خلال عنوان ديوانه (قامة تتلعثم)؟
ربما.. فهذا العنوان الذي يبدو بسيطا ومباشرا للوهلة الأولى، يشبه مصيدة لاستدراج القارئ نحو تصور سطحي، لفضاءات أو لنقل نصوص الديوان، فهو يبدو للوهلة الأولى كما لو أنه اعتذار للقارئ على تواضع الحضور ممثلا بالاصدار الأول للشاعر، أو تقديم متواضع للذات المتجلية من خلال نصوصها الخجولة أو المتعلثمة، كما قرأه كثيرون.. لكن الأمر قد يكون نقيض ذلك، أو هكذا يحلو لي أن أقرأه، حتى وإن كان خلاف ما يشي به النص أو مبدعه أو ما يشير إليه المنهج أو الحقيقة، وذلك في إطار حريتي كقارئ، غير ملزم بشروط وأدوات النقد.
قامة تتلعثم.. كيف يكون ذلك.. قامة بما تشي به من اكتمال ونضج.. هل يليق بها أن تتلعثم؟ هذه الإضافة أخرجت الفعل من سياقه، ومن أطر القواميس، وصرامة أساتذة اللغة، إلى فضاء شعري لا يخضع سوى لرؤية الشاعر، لمغامراته وحتى عربدته.. تلعثم اختياري ربما رقص أو استعراض.. لا تواضع هنا كما تشير القراءة الأولية أو السطحية للعنوان، بل غرور وتعال يمارسه الشاعر في الخفاء بعد أن ضلل قراءه بهذا العنوان المصيدة.. لم يكن هناك اعتراف من الشاعر بعدم اكتمال خطوته الأولى.. أو اعتذار عن تعثر قامته في إطلالتها المبكرة على المشهد، لم يكن هناك خجل أو ارتباك، كما تصور قراؤه، أو كما أراد لهم هو أن يفعلوا.. بينما مضى في اتجاه آخر، حيث فضاءات الشعر التي لا تقبل التعثر أو التلعثم أو القيود.
ويبقى اختبار جدية تلك الرؤية من خلال النصوص بعد أن طال الوقوف على بابها بما يشبه وقوفاً جاهلياً على أطلاله.. حيث الأطلال ليست مجرد رسوم دارسة بل نافذة على حياة صاخبة تضج بأصوات ساكنيها وخفة أطيافهم العابرة عبر بوابة الزمان والمكان، وبما أن عنوان الديوان مأخوذ من إحدى قصائده، فإن ذلك قد لا يتيح المضي أبعد، فهل هناك في قصيدة قامة تتلعثم ما يمكن أن يرفد تلك الرؤية؟
وقيم التردد
ذا سمتك اليتضور عربا
يفتش في حانة الوقت عن ظله
الز ئ ب ق ي
وهذي مسوح دم آبق
في صريف الأساطير
والسافيات النوازع تغرس
في قامة الحدس
رمحا طليقا
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved