الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 23rd May,2005 العدد : 107

الأثنين 15 ,ربيع الثاني 1426

مطالعات
فاطمة الرومي في مجموعتها (عطش امرأة):
قصص فاطمة تنحاز إلى الفئة المعذبة والمسحوقة
عبدالحفيظ الشمري

إشارة:
* عطش امرأة (قصص)
* فاطمة عبدالمحسن الرومي
* النادي الأدبي بالرياض (ط1) 1426هـ.
*
كالوفاء الذي يبحث له عن هوية، ظلت القاصة فاطمة عبدالمحسن الرومي في مجموعتها الجديدة (عطش امرأة) متشبثة بمبدأ التجريب الذي قد يفيض تمرساً وعراكاً يصقل الموهبة ويطورها، لكن وفاءها للإبداع ظل محاذياً لفن الممكن الذي تسقط شرعيته إذ يظل الإبداع عُملة صعبة وأصيلة لا تتغير أو تتبدل أو يطالها التجريب الذي بات معروفاً في مشهدنا الثقافي والمعرفي.
فاطمة الرومي جاءت بنصوصها، وهي تنحاز إلى التضامن، والتعالق مع مفردات الخطاب الإنساني المأزوم، ففي كل نص من نصوص مجموعتها الجديدة نكتشف أنها تقدم حكاية معضلة، أو حيثية قضية امرأة، أو تفاصيل قسوة رجل، بمعنى أنها انشغلت في تدوين هذه المواقف التي تنتج عن مثل هذه القضايا، على حساب الرؤية الفنية التي تتطلب حضور اللغة، والحدث بشكل متناغم مع الحكاية لتصبح هذه الثلاثية التي نستدركها على الكاتبة حسب اعتقادنا هي الإطار الصحيح لبناء القصة القصيرة.
شغلت الأستاذة فاطمة بالمذهب الحكائي حتى إننا في تتبعنا للقصص الثلاثة في المجموعة (وإذا الوردة سئلت) والرابعة (عطش امرأة) وما جاء بعدهما ندرك قوة حضور الحكاية في وقت تتنامى اللغة في القصة الأولى (عيون صغيرة) والثانية (المرحول) حيث تسجل لغة السرد القصصي حضورها المميز على نحو المقاربة بين الخيال في القصة، خروج الطيور من المقبرة، أو وجود الصوت المفزع الذي ينبعث من ظلمة قصية في التاريخ الذي وسمته بقولها على لسان أحد الشخصيات (... أجدادنا قالوا: لا يتوقف المرحول عن الأنين حتى...) (المجموعة ص 13).
فاتساع الحيز الزماني في الحبكة القصصية يؤصل فكرة النص، ويجعلها أكثر إشراقاً وقبولاً لدى القارئ الذي لا يريد عادة مجرد حكاية إنما يودها على نحو ما طرحته (القاصة) في قصة (المرحول)، التي تعد بحق نقطة تحول رائع في أعمال فاطمة الرومي القصصية.
التدرج في قوة النصوص يسير من البداية فكلما نقرأ القصص من بدايتها كلما نجد أن فاطمة قد أشبعت نصها بعناصر الكمال والتميز على نحو ما ذكرنا في القصص الأولى من المجموعة.
يبقى أن نشير إلى أن القاصة عنيت بالبحث عن خصوصية نصوصها لنراها وقد دونت لغة المرأة التي تبحث عن هويتها بين تناقضات المجتمع لنراها وقد أضحت أكثر نضجاً في تتبع منعرجات السرد، حيث صاغت وعلى نحو مميز خصوصية المرأة في الكتابة، فظهر جلياً اهتمامها بالتفاصيل الأنثوية على نحو (وإذا الوردة سئلت) وكذلك قصة (ليلة فرح)، التي تعد نصاً أنثوياً خالصاً يسجل حضوره في الذات.
القاصة فاطمة الرومي تجاوزت في نصوصها الأولى من المجموعة مرحلة البدايات، إلا أن النصف الآخر من المجموعة يشفع له كونه نصوص البداية.. تلك التي تأتي على نحو متداخل في الرؤى والمفاهيم واللغة.
تقع مجموعة (عطش امرأة) في نحو (70 صفحة) من القطع المتوسط، وهو من إصدارات النادي الأدبي بالرياض، وجاءت لوحة الغلاف للفنانة هناء الشبلي، ولدى القاصة فاطمة عملان، روائي وآخر قصصي سيريان النور قريباً من دار نشر عربية.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved