الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 23rd May,2005 العدد : 107

الأثنين 15 ,ربيع الثاني 1426

صدى لون
لا.. لفوقية كبار التشكيليين!!
محمد الخربوش
كل عطاء له روّاده ومبدعوه أياً كان هذا العطاء سواء كان ثقافياً أو اجتماعياً أو اقتصادياً أو رياضياً أو غير ذلك من مجالات الإبداع، وبالتالي فإن هذا الإبداع له روّاده وله أساتذته البارزون فيه والذين دائماً إذا ذُكر مجال إبداعهم تشرئب الأعناق نحوهم ونحو عطاءاتهم المتميِّزة وكل ساحة إبداع لها رموزها ولها روادها وأساتذتها الكبار الذين فرضوا حضورهم وتوهجهم من خلال الإبداع نفسه.
ومن هنا فإن هذه النخبة أو الفئة المتميِّزة دائماً ما تكون القدوة أو مصدر إعجاب لمن سار في المسار نفسه من الواعدين والناشئين والشباب وبالتالي فإنه من واجب هؤلاء الرواد أن يكونوا خير معين ومرشد وموجه لفئة الصغار واحتوائهم وتقديم النصح والمشورة لهم لأنهم ما زالوا في بداية الطريق وهم فعلاً بحاجة ماسة إلى التوجيه ممن يملكون الخبرة والريادة. لذا تجد أن الغالبية منهم يكون متعطشاً لأن يسمع كلمة إشادة أو توجيه من أحد هؤلاء الكبار.. والساحة التشكيلية هي بلا شك ساحة عطاء وإبداع وهي أيضاً كغيرها من ساحات العطاء فيها من المبدعين الكبار والمتميزين وأصحاب الخبرة وهم فعلاً حاضرون بأعمالهم وحضورهم ومشاركاتهم المحلية والدولية ولا يزالون.. إلا أن بعضاً من هؤلاء المبدعين لا يجيد التعامل مع فئة الواعدين، بل إن بعضاً منهم يتعامل معهم بفوقية غير مقبولة إطلاقاً من إنسان مبدع ومثال يحتذى به. وبالتالي فإن هذه (النرجسية) التي يتصف بها البعض من الكبار دائماً ما تكون هي الحاجز القوي الذي يحول بين هؤلاء وبين معجبيهم من الناشئة الذين يأملون أن يستفيدوا من خبرات وتجارب ونصائح هؤلاء الكبار.
حدثني بعض من هؤلاء الناشئين قائلاً إن من أهم الأهداف التي يسعى من خلالها إلى زيارة المعارض التشكيلية هي فرصة الالتقاء بكبار الفنانين والاستفادة من خبراتهم وتوجيهاتهم في هذا المجال، إلا أنني عندما أبدأ الحديث مع أحدهم والكلام لمحدثي أجده يستعجل إنهاء الحديث ويتعامل معي بفوقية غريبة مما يحرجني جداً ويحطِّم كل حماسي واندفاعي لأبادر بالانسحاب رغماً عني دون أي فائدة تُذكر.. مثل هذه المواقف في التعامل تقتل حماس وطموح الواعدين والناشئة، بل إنها تصيبهم بالإحباط والتراخي، وكان من الواجب على الفئة البارزة أو الكبيرة أن تكون هي السند وهي الوقود المحرِّك لكل الواعدين والناشئين ومن هم في بداية المشوار؛ لأن عنصر التشجيع والتوجيه والدعم المعنوي كفيل بأن يغذي كل المعطيات البشرية ويساهم في تناميها وازدهارها.
إنها دعوة للبعض وأقول البعض لمعرفتي أن الساحة مليئة بالمبدعين الكبار الذين يتعاملون مع الكل بكل أريحية وتواضع بعيداً عن الفوقية والتعالي، أقول يجب أن نكون جميعاً مع الواعدين فنانين أو نقاداً أو مختصين أو مسؤولين وخلافه؛ لأنهم هم الأمل القادم، وهم الذين سيحملون لواء الإبداع نفسه في مستقبل الأيام بإذن الله.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved