الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 23rd May,2005 العدد : 107

الأثنين 15 ,ربيع الثاني 1426

تكوين
فوزية أبو خالد..؟
محمد الدبيسي

... فنص (مرثية الماء) كشوف متوالية لسيرة حزن.. يعاد تدوينها
بعد أن استنفدت طاقاتها النفسية.. وشتاتها الشفهي..
هذه المرثية التي تعيد تجذير (الماء) كدلالة مستها رؤية الشاعرة
بعمق ونوعت في استخدامها رمزياً وجمالياً..
** (الماء) كما كان مرتكزاً قيمياً وجمالياً لرؤية رائد الحركة
الشعرية الحداثية في السعودية (محمد العلي)؛ بما يمكن
اعتباره تأسيساً لمعنى رمزي محوري في الشعرية الحديثة في المملكة..
وتكريساً لجماليات التلقي.. وتعالياً بالذائقة الشعرية
وليس قطيعة معها..؟ وتأثيثها بالمد الجمالي المتجاوز
لكلاسيكية التصور، التي يمكن أن تحصر فيها هذه المفردة
.. دون استشعار لثرائها الرمزي والدلالي الخلاق..!
** وإذا كانت هذه المجموعة في مجمل بنائها
العضوي.. انتفاضة على الصرامة والقيد
(الشرطي) للمفهوم الجمعي للنص الشعري.. وتمكينه
من التنويع والإثراء الدلالي.. القائم (هنا) على تأبين
(الماء).. كلازم حسي ومعنوي للخصوبة والنماء
والبهجة والحياة.. وتحويل هذه الرمزية إلى
منحى التقاط فني.. بدأت إشاراته
في التشكل على (غلافي المجموعة).. اللذين
يتقدمان العلامات النصية.. كدلالات موازية.. تنضح بالتأمل
والذكرى المتوهجة.. في فضاء بصري
يوائم بين حضور المرثي النص.. وحضوره
الفوتغرافي كعنصر رئيسي في الغلاف.. وإضاءات
(التأبين) كدلالة رئيسة في العنوان..
بحيث يمكن قراءتها وفقاً للسياق العام لمقاطع
النص.. بمعنى تضافر هذه الوحدات
الدلالية لرسم خارطة النص.. اتكاءً
على مفهوم شمولي يعيد تفصيل سيرة
سردية للمرثية.. عبر كشف تفاصيل
المرثي محمد شقيق الشاعرة (الماء)
وتحقيق توالي هذه المتوازيات كمحركات مفصلية..
لاستشراف البنية الدلالية للنص.. الذي توزع
على مقاطع.. تشعرن سردية السيرة
المنحازة إلى شعريتها تلك.. بحسب انتمائها
للحقل الدلالي الذي تنوعت مقاطعه على
(ليالي) وقعت الشاعرة أحداثها بالإشارة
إلى ترتيبها (الأولى الثالثة الأربعون بعد الألف)..!
في فوضى تراتب إلزامي مقنن .. يفضي إلى نظام
رمزي.. تنتقي المخيلة الشعرية
أقرب تفاصيله، إلى نار الحس الفجائعي
وتفصل مقاطعه.. انحيازاً إلى متوالياته في الذاكرة.. في جو احتفالي يعاد ترتيب وقائعه بالوصف اللفظي والمفردات المشربة بدلالتها الاجتماعية..
وحقلها البيئي العرفي (ليلة الدخلة، ليلة التحوال،
ليلة العيد، ليلة الطهور، ليلة النزالة،).. واستيحاء النص
لطقوسها الاحتفالية كجزء من سيرة (محمد)
متوجة به باعتباره فاعلها وبطلها الحضوري..؟
قبل أن يغيب..! ويحضر (الرثاء) كعلامة استعادية لسيرته..؟
** هذه الدلالات التي تكتنف البنية الشعرية..
ترسم للحزن أبعاداً بالغة الدقة
والحسية.. لتفصيل الوعي الذاتي الخاص بالذات
الشاعرة.. والناهض بتفاقم
إحساسها بحجم اللوعة بالفقد..
وتأصيل برهانيات هذه اللوعة عبر
الومضات الشعرية المحتقنة بعبرة أسى متواصل..
.. يستغرق كل دلالات الشعور.. ويستلذ بإعادة
تشكيلها مراحلها.. لتستوفي لحظة الحزن.. وهي تدون بهذه
العفوية المتأججة المتجاوزة لإطار حضورها النصي..؟
** فهي تجأر أحياناً بنحيب مولع
باستيعاب تفاصيل ثنائية وأسرية حميمة..
تتوسل كل ملاذاتها الخاصة وزوايا ولادتها.. وحرارة تمثلها لحظة تكونها..
.. وتوهم أحياناً بالخروج إلى النطاق
الأشمل لمعنى الحزن.. ومحاولة رسم
معالمه بإحساس جماعي يعبر عن (النحن)
بحسب (العظمة).. عبر (الأنا)..ويتوحد معها..؟
وتشكل التقاطعات المفصلية لمقاطع النص بحسب عناوينها
المنصوص عليها.. وبحسب وعي الشاعرة في توزيع نسب الجمل الشعرية بينها
حقلاً للتجاذبات الدلالية.. التي تفضي إلى
إيلاء الإيقاع الشعري.. حيزاً ممكناً يستوفي
إضاءة نطاقه الشعوري النفسي.. ويهيئه للتصاعد..
والإيماء الحركي.. الذي تحفز منظومة (الأفعال)
تأثيره في إقرار البعد الدلالي الرئيسي في النص، (الرثاء)..
وبوحي استعادة التمثلات الرمزية الموازية لدلالة (لوحة الغلاف
والعنوان) لمعناه.. واستقراره كيقين اعتقادي راسخ
في الروح.. يعاد رسم تفاصيله بفلسفة مغايرة لثقافة (الرثاء)
في الذهنية النمطية.. وأدبياتها الكلاسيكية..؟
** حيث.. يتشاكل، كحالة وجد إشراقي دائم
ومستقر، بالتعاطي الجمالي لذائقة تستجمع كل قراراتها
الإدراكية.. لشحن البنية الإيقاعية بزخم
شعوري.. ينوع في تناول جانب من سيرة (المرثي)
الحقيقية والمفترضة الوجود.. كضرورة (الماء..)
وكعلامة بينة.. لا تهيم في فضاء التوجع
وأدبيات ترصيعاته المألوفة..؟
** وإنما سياق احتفالي.. ينتقض بخيلاء مجروح
كلما أوغل في سياق الذكرى واستعاد
إيماضات تفاصيلها.. ليتجلى توظيفها
في سياق يتوزع وبنسب دلالية،
الشكل الخطي والفضائي للنص..
بآليات صياغية تتوالد بوعي شعري
يجعل من امتدادها مجالاً للتداخل
والتآلف بين مستوى تمكن (الرثاء)
كمفهوم جذري للنص.. وتعالقه
على المستوى الشعري الصياغي في توليفات مجازية..
تنفذ إلى بؤرة هذا المفهوم.. وتستقصي
علاماته وتشظياته المضمرة في الذات الشاعرة..
التواقة إلى تبيئته.. وتذويب تجريديته في
إطار ذهني ذكروي.. ومن ثم تدوين تشكلاته البنائية المغايرة
للصورة النمطية له (كموضوع) يتموضع بهذه
البنية الجمالية.. النافذة إلى خبايا الذات الثكلى..
والمستظهرة لكل نوازعها في أفق
إيمائي يمنح التعبير.. قيمة كيفية وتمرسا نوعيا..
قائما على تنويعات سيريه منتقاة.. من حياة المرثي..
ومماته.. ومصاغة بشعرية قادرة على احتواء مسافة
(الحزن) كحالة موضوعية.. تحولت إلى تجربة ذاتية..
تماست عبر افضاءاتها الجمالية..
بمحفزات أحاسيس جماعية.. تؤكد معنى التوحد الشعوري
.. بكم من المقاطع الشعرية الموظفة بتقنيات
إيحائية تمنح الإيقاع الدلالي، تجلياته القيمية والتأثيرية..؟


Md1413@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved