| رحم الله الأيام الخوالي
|
* الثقافية ع.ش:
في البدء نشير إلى حجم ذلك التفاؤل الذي يرعى حياة المثقف والأديب رغم وجود جملة من المعوقات الإدارية والمثبطات الرسمية وقلة الدعم، وغياب الرعاية، فقد ظل الأديب المبدع وعلى مدى عقود خلت مواظباً على فأله يستحث قريحته في التواصل النبيل مع الساحة الثقافية أو المشهد المعرفي.. فكان إنتاجه لا يتوقف وحضوره لا ينقطع.
فرغم أن الآخر المتلقي ينظر إلى المبدع بعين واحدة لا تبصر إلا الخلل ولا ترصد إلا الخطل، ولا يقبل هذا المتلقي إلا على استحياء أو بهيئة (الفزعة) على بعض الأنشطة إلا أن جهود المبدع ظلت متواصلة ليسجل حضوره ليس على المستوى المحلي الذي قلنا عنه بعين واحدة وإنما على المستوى العربي الذي يعاني من ضعف في الرؤية لما نقدمه نحن أبناء الجزيرة والخليج، وليس أدل من ذلك على ما حققته الرواية السعودية من تميز وتنوع وتطور.
الأيام الخوالي جاءت بفيض التفاؤل وقدمت للأديب والمبدع قاعدة من الثقة انطلق منها.. أما اليوم فإن الحال قد تبدل، فالمثبطات لم تعد قائمة ولنقل إنها أكثر تلاشياً، لكن الأديب والمبدع قد تراجع لأسباب مجهولة حتى عن ممارسة التفاؤل، ربما أبرز الأسباب يمكن في الأديب ذاته، فالجيل الأول خدم رغم وجود المعوقات وضعف الإمكانات وما تلاه من جيل ظل متبرماً ساخطاً رغم تلاشي بعض الصعاب وتوافر الإمكانات ليحل في هذا السياق جيل يبحث عن الفتات في الفكر والثقافة والأدب.
رحم الله الأيام الخوالي.. تلك التي صنعت لنا جيلاً مبدعاً نعتز بتواصله.. ونتمنى ونتوق لقيام مجد الإبداع من خلال إنجازات تتسم بالنبل والقوة والصدق، فهاهم القصيبي والحمد ورجاء عالم وإبراهيم الحميدان والغذامي والبازعي وإسماعيل والمعيقل يبذلون جهداً فائقاً لتجسير هذه الهوة التي حدثت بين خالي أيام قريبة وأيام عاقة بجيلها الذي لا يعرف إلا ذاته ولا يمجد إلا الروح الخاصة به.. نعم هناك التفاؤل في الأيام الماضية وهنا النرجسية وحب الذات في أيام الحاضر.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
