الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 24th May,2004 العدد : 60

الأثنين 5 ,ربيع الثاني 1425

نقش السوار
صالح العمري (القانص) عضو نادي تبوك الأدبي
من أين جئت
كيف أغوى كوكبي هذا المدار
قد كان في أقصى النهار
الشمس تجري باحتلام النور من ذات اليمين
تسوقني للكهف من ذات اليسار
أغلقت وجهي في وجوه العابرين
وقطعت كفي من أكف الآخرين
ومنحت صوتي للبحار
من أين جئتِ
كيف ينثال البياضُ الثر من سقف الشعور
هذا هدير الحب من خلف الصخور
هذا هبوب الروح في سفح العطور
قلب الطبيعة كم يثور
وأنا وحيد في المدار
قلبي أناشيد الصغار
جاء القدر
فرأيت في عينيكِ
أحلى جنة منسية تحت القمر
يا لوحة مجهولة التوقيع أدهشت البشر
وهناك في ذات احتضار
فتشت في نقش السوار
وبدأت أشعر بالدوار
وبدأت أنزع جلد أحزاني
ووجهٌ جاء يطرق باب حرماني
فأضحك حقل رماني
وكلل وجه قافيتي حياءً واحمرار
ها قد توالد بعض بعضي بين أمشاج الضياء
ها قد تلاشى بعض بعضي كاحتضار الأولياء
يا ريشة الكلمات
حين تلوذ بالنسماتِ ترشف ما تريد
يا بلبل النغماتِ
هذا الحبر مجنون الوريد
يا متحف القسماتِ
كيف دفنت في البحر البعيد
هيا هلمَّ هلمَّ
إني عاشق للغيم للترنيم للمطر السعيد
إني أقدم سر أهرامي إلى النقش الجديد
مري بروحي من متاهات الجليد
فأنا وحيد في غابة الفكر الشريد
لا الطير يفهمني
ولا التيار يفهمني
ولا الأرواح تفهمني
ولا أشباح قريتنا الحفاة
فظللت كالنساك في كهفي الموشى بالنشيد
أمشي على الأفق البعيد
فأنا وحيد في غابة الفكر الشريد
من أين جئتِ
كان قلبي من وراء الحلم يسكن في الجوار
قد كنت أفتح باب قلبي
كل صبح
عل غصن النور يغريه الحوار
يأتي المغيب ولا مزار
فأعود أُوْصده
وأعجن خبز وقتي في انتظار..؟
وهناك في درب الهواء
كان اللقاء
غنَّت لدهشتها السماء
ذابت قصائدها على وجه المساء
هذا التقاء الماء بالثغر الموشى بالثمار
هذا التقاء النيزك المجنون بالأرض البوار
وبدأت أصرخ في سكون
وبدأت أنسى من أكون
بالله قولي من تكوني كي أكون
إنا نرى الأشياء من نفس المكان
إنا نخيط الوقت من نفس الزمان
الريح نشربها سويا فوق أجنحة الخيال
والحرف نأكله سويا فوق مائدة الجمال
جئتِ انتصار
فصلبت ظلي في الجدار..
وكأنك العيد الذي صحى ورود الجلنار
يا ضحكة الأطفال في عيدي
ويا معنى أغاريدي
غداةَ تطير بي عينيك من حقل الظلام إلى النهار
ويخيطني الثغر المشهى بالكلام
فتكسر اللغة الحصار
جاء المساء بنوره
فغفوت لا أدري متى
وصحوت لا أدري متى
وأتيت لا أدري متى
كنت أمامي فجأة
تأتين من جرح الزمان كلحظة في اللا زمان
تبنين من سحر المكان قصيدة في اللا مكان
غني أيا وتر الكمان
السلم الملحون في شفتيك أصعده لغصن السنديان
أأنا هنا بين الجنان؟
أم أنني في العالم المفقود
صادفني.. أصادفه
كهلوسةٍ على ثغر الحنان
رباه..كيف أعود من جدر الزمان..؟
رباه كيف أنام
كيف أفيق
كيف أرتب الأفكارَ
والأفكار تشربني كفنجان على شفتيك يرتشف الحوار
وجلست فوق الشرشف المبهوت
والأسرار في الأركان كالكهنوت
في هذا المساء المستثار
فنبذته ونسجت من كلماتك السكرى الدثار
ثغري الذي ألِفَ الشتاء
قد نام يوما في العراء
فأفاق في ثلج البكاء
رباه قد ماتت ثمار الكستناء
ها قد أتيت الليل طفلاً
يستميح الدفء عذراً
يستميح الحظ عذراً
يستميح الليل عذراً
إذ نناغي لحظة الميلاد في الجمل القصار
أأنا هنا أم أنني في الخاتم المسحور
يا جنية عبرت على جسر تعلق بين عقلي والشعور
مازلت أجهل
كيف جاء النهر يغتصب السهول
ما زلت أجهل كيف تجتاز الفراشات الحقول
ما زلت أجهلُ
كيف باركك المحال
ما زلت أجلس فوق غيمات الخيال
فأنا وحيد
في غابة الفكر الشريد
فلربما أصحو.. فأمحو
كل ذلك بالكتابة عن خيال
هب في فصل الخيال


saleh696@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
المنتدى
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved