الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 24th July,2006 العدد : 163

الأثنين 28 ,جمادى الثانية 1427

هجمة ثقافية مرتدة!
إذا اشتبهت دموع في خدود
تبين من بكى ممن تباكى
باستلام معالي الوزير إياد مدني حمل الثقافة والإعلام؛ أطلقت صفارة البداية، بعدها قام الوزير المحبوب (بتمرير) الفرصة باتجاه المثقفين، فإما أن يستغلونها بهجمات مرتدة تنتج أهدافاً وانتصارات وإلا (قطعت) عليهم تلك الفرصة واستغلتها الفرق الأخرى والمتربصين على خط التماس؛ وقتها سيجير الأدب على الاعتزال وبدون حفل تكريم!.
ما الذي ينتظره المثقفون فقد جاءهم وزير منهم بالمثقفين رحيم، كثير من المطالبات التي كانوا يحلمون بها في الماضي وجدت طريقها لأرض الواقع؛ وجاء الوقت لنعرف من اختص بالوجد ومن تباكى، حسب وصف كبيرنا المتنبي!.
وإذا أخذنا على سبيل المثال الأندية الأدبية (السيرة التي انفتحت) بعد تغيير إدارات بعض منها، ولو تأملنا الطريقة التي تمت بها التغييرات سنجد أنها مناسبة لواقعنا، فمن غير المعقول أن ننتظر الترشيح والانتخابات وبحث البرامج التي تنوي كل إدارة عملها لتحريك النادي، فالواقع يتطلب السرعة وتحريك ركود دام سنوات طويلة.
إذا أرادت الأندية الأدبية أو أي مؤسسة ثقافية أن تحقق بالفعل إنجازاً حقيقياً وفعالاً لأجيال قادمة، فعليها الخروج من (زاوية) (محاضرة، ندوة، أمسية..) إلى (فضاء) المشاريع وورش العمل، إلى تنظيم الدورات واكتشاف المواهب، فإن كان أهل الكرة يطالبون باكتشاف المواهب عبر الرياضة المدرسية فالأولى أن تخرج معاقل التعليم مواهب ثقافية ونجوما أدبية.
إلى أن تخرجت من الجامعة لم أسمع أن أديبا زار المدرسة أو العكس!، لم يحدث أن تردد على مسمعي (النادي الأدبي)، لكن قبل سنوات أربع قرأت إعلانا عن محاضرة أدبية فعدت بذاكرتي أين قرأت هذا الاسم فاكتشفت أن مقر النادي يقع على الطريق المؤدية للاستراحة التي أقضي فيها ساعات الليل بلعب الورق!.
إذا من الواجب على الجهات الثقافية مداهمة أماكن تجمع الشباب في حملات تفتيش للقبض على المواهب وإيداعهم دورات تنمي ثقافتهم، وما دعوة وزير الثقافة بإقامة الندوات الأدبية في النوادي الرياضية إلا إحدى الطرق الكثيرة لاكتشاف المواهب.
قررت أن أحضر تلك المحاضرة بعد تردد، ودخلت النادي وأنا أتوقع طلبا لإبراز بطاقة العضوية أو كرت الدعوة!
قد يقول قائل: إني أتحدث عن ناد معين، ولكن ما كنت أسجل هذه الكلمات إلا عندما اطلعت على كيفية إدارة الأندية الأدبية في مناطق وطننا الحبيب فبنظرة لأنشطة النوادي نستطيع أن نصنفها حسب فكر الإدارة، وغني عن القول: إن النادي (منبر) لثقافة الوطن وليس (مجلسا) يجتمع فيه أصدقاء وأحباء الإدارة!.
أعود لحكايتي مع الأندية الأدبية، تشجعت وأصبحت أحضر نشاطات النادي حتى حضرت - ولأول مرة - أمسية شعرية، ولأنها المرة الأولى زاد حماسي وبكل طيبة وتلقائية ذهبت أطلب تسجيلا للأمسية في اليوم التالي، فاكتشفت أني أحلم وأن الطيب مظلوم بهذا الزمن!
الأندية الأدبية تطبع الكتب الورقية في زمن تطور فيه الكتاب وأصبحت له أشكال عدة وصور أجمل وأخف حملاً وأتعجب حقا من الأسماء التي يطبع لها النادي الكتب فهي أسماء، وإن كانت لا تخرج عن محيط الشلة والأحبة! إلا أن لها شأنا في الوسط الثقافي ومع ذلك تضايق تلك الأسماء وتزاحم الشباب فمن الأولى أن تكون مطبوعات النادي أول داعم للموهوبين ولتمنع استغلال دور النشر لهم، أما أساتذتنا فهم أقدر على التعامل مع التجارة الأدبية!.
أفرد المثقفون والشيوخ المقالات وحلقات برامجهم لنقد برامج سوبر ستار وما شابهها التي تفتش عن المواهب الغنائية من خلال تسويق تجاري، ولم يفكر أحد منهم بالاستفادة من تلك التجارب، لا أدعو لإقامة برنامج أدب الواقع أو اكتشاف شيخ ستار، لكني أتمنى أن يؤخذ من خصوم الثقافة ما نستفيد منه فكما يقال الضربة التي لا تقتلك تزيدك قوة!
ما الذي يمنع تعاون الأندية الأدبية مع المكتبات ودور النشر بتخفيضات على الكتب لرواد الأندية (من الشباب).
ما الذي يمنع أهل الخير من طباعة كتب أدبية، فالعلم الذي ينتفع به ليس فقط العلم الديني!
على المثقفين تجاوز مرحلة نقد الآخر، نرحب بالمعارك الأدبية التي تنتج كتبا وفكراً وليس بنقد غير ممنهج وتبادل التصنيفات عبر مقالات تذهب مع الريح، الالتفات لثقافة الوطن ونشرها (داخلياً أولاً ثم خارجياً وليس العكس)، أمل نتطلع إليه من وزير ثقافتنا وإعلامنا ومثقفينا ومشايخنا وتعليمنا.. ومن كل عقل يتنفس برئتيه هواء هذا الوطن المعطاء.
التحدي صعب في هذا الزمن الذي يستطيع فيه أي مهتم بالثقافة أن يكوّن علاقات وصداقات مع أدباء ومثقفين بجميع المستويات من خلال الشبكة العنكبوتية فيصقل موهبته ويستفيد من التحاور والنقاش معهم.
ليس مفروضا على الأندية الأدبية أن توجه نشاطها للمهتمين والمشتغلين بالأدب فقط، فنشر فضيلة القراءة على سبيل المثال أمر يستحق التفكير ويستحق أن يكون في (خطط ومشاريع) الأندية.
ختاماً: نظام إدارة المؤسسة الثقافية يختلف تماماً عن إدارة الاستراحات الخاصة!


خالد بن أحمد الشويكان
khalidahmed@gawab.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved