الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 24th July,2006 العدد : 163

الأثنين 28 ,جمادى الثانية 1427

جمرة الأسئلة
شعر: عبدالله علي عيسى
على باب ذاتي.. تدق الخفايا
ومن رمش عيني.. تَنِزُّ الحكايا
فيجنحُ وجهي بين شحوب النهار
وبين ذهول المرايا
ويركض ما بين حدّي وحدّي.. طريق
قريب الضفاف.. بألف مضيق
وتبكي مواسم فيها يُعجلُ قطفُ الشروق
وفيها يُجفَّفُ عشب النوايا
****
يطول نحيب انشداهي
وتَضيَقُّ فِيَّ رئات المسافة
توقفني الخطوة الموصلة
بدرب إلى المرتجى موحلة
فيُشْطَرُ فيَّ خشوع اليقين
وتحرقني.. جمرة الأسئلة..
لماذا تعج مطاراتنا بالذباب
ونملأ أفواه آفاقنا بالسراب
وينساب حبر التلاشي إذا ما كتبنا..؟
لماذا نُفضِّلُ ذلا على قَدِّنا..
ثم نُنَصِّبُ وجه الصقيع
ونجعله قبلة الاحتفاء
ويجعلنا القبلة المؤسفة؟
وكيف سيورق فينا احتمال النهار
ونحن نُزيِّنُ بالملح حلوى التفاؤل..؟
نوغل في كل ما لا يليق
فنلبس ثوب التقوس والانكسار
ونطفئ ضوء القناديل بين الخلايا؟
إلام سنأكل في الشوارع والأرصفة...
ونشرب نخب السدى والهباء؟
إلام تُوَجِّهنا ساريات التردي
وتركلنا الألسن الواصفة..؟
فلم يبق قاموس ذل معرى...
إلا لنا فيه ألف صفة
إلام يدفِّئنا برد عكا
ونقصم ظهر النقاء الجليل بحيفا
ونوهم بغداد أنَّا ركبنا إليها الخيول؟
وحتى متى سنمني حمام المآذن في رئتينا
بأنا سنُشْرِبُه من مياه الفرات
ونفلق صوانة المستحيل؟
وحتى متى نتدلى ببئر التوهم
تسفكنا فوهات العويل
وتحضننا سيدات الخطايا؟
متى يا شقاي أرد الجميل
لحزن تلبسني في صباي
أضاء بيوت الحقيقة
ما بين رمشي.. ورمشي
وخَضّر في بؤبؤ القلب سهل المواجع
أراني وجوه القرى كيف كانت
أراني بيوت الضياء المذاب
وأطلق فِيَّ احتفاء الشعور
وعلمني كيف أرفض
سطو الخريف على مورقاتي
وكيف أعيد سمات الهطول
لكي تتوطن قي قسماتي
وكيف أُعوِّدُ نهر انعتاقي
أن يتدفق من حسراتي
وجددني حين شَمسَ
فوق جبيني.. فصول الحياة
وأوقف فِيَّ تقدم سني
فثبتني في مدار النشوء
وأوردني مورد الممكنات
وعلمني كيف أني
أُعَدِّلُ في كبريائي انحناء الصهيل
وكيف أرد على من أناخوا
على عتبات الوريد عصور التشظي
ثم تجنوا على السيف
حين أقالوه من منصبه
فصارت رماح التوقد سرب شظايا..
***
أيا مفردات الضياء أفيضي
عليَّ بشمس.. بشهقة يوم
ليبقى المدى مشرعاً في دمي
أريني الذي لا أراه لعلي
أُخَصِّبُ في اللحظات الرحيق
أريني انبعاثي كيف يكون
وكيف أُعَوِّذُ أخشاب كوخي
ضد الحرائق
أعبر في مركب الفأل
بين المضائق
أريني جميع الشروط لأَحْيَا
فليس يموت كثيراً.. سوايا
***
أصيبت معادلتي بالدوار
صعدت على سلم المقت
كيما أزاول فن الفرار
فأرهقني النأي عن واقعي
ورحت أُصَحِّي بقايا الشذا
في ترابي
وأوقظ في هدأة الصدر
ظن الوصول
فنبضي تبدد بين سفوح القوافي
وبين هجير الأفول
وحتى تحين تراتيل حزني
سَأُرقِدُ في ردهة النبل
صمت البقايا...
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved