صدى لون ..محمد الخربوش
(محمد سيام) أستاذ الباستيل!!
|
يظل الفن التشكيلي عالماً جمالياً واسعاً متى استطاع الفنان نفسه، وهو أحد أهم أضلاع العملية الإبداعية في هذا المجال، أن يوظِّف قدراته الفنية والتقنية التوظيف الأمثل وانعكاس هذه القدرات على منتجه، وبالتالي الوصول إلى أطروحات فنية ناضجة تؤكد عمقه الفني ونضوج التجربة لديه. وتلعب الوسائط الفنية المختلفة دورها المهم أيضاً في هذه المعادلة إذا ما وُفِّق الفنان في تطويع هذه الوسائط واستغلالها الاستغلال الواعي والمدرك جيداً لكل أسرارها وكيفية الاستفادة منها في صنع المنتج. والوسائط المختلفة متعددة، ويأتي على رأس هذه الوسائط الألوان على تعدُّد أشكالها وأنواعها وخصائصها ومميزاتها، فهذه الألوان في اعتقادي الشخصي تعتبر الوسيط الأهم كما أسلفت، وخصوصاً إذا أدرك الفنان جيداً كيفية الوصول إلى تقنية وتكنيك يجعل من هذا اللون نقطة ارتكاز في اللوحة بل عنصراً يبعث في اللوحة كل نواحي الجمال ومعطيات الجذب. وتأتي ألوان الزيت وألوان الإكريلك وألوان الباستيل والألوان المائية أهم الألوان التي يتعامل معها الشريحة الأكبر من الفنانين، وبلا شك فإن لكل نوع من هذه الألوان خاصيته وكثافته وخصائصه وأسراره ومعطياته المختلفة. وكثيرون هم الفنانون الذين يتعاملون مع هذه الوسائط اللونية بوعي وبإدراك تام، بل إن بعضاً من الفنانين يأتي متميزاً في تعامله مع اللون كما يحصل مع الفنان التشكيلي المتميز محمد سيام الذي يحق لي أن أنعته بأستاذ (الباستيل)، فهذا السيام من القلائل والقلائل جداً الذين يتعاملون مع الباستيل بحرفية واعية مدركة لكل أبعاد اللون وأسراره وكل معطياته، وبالتالي كان لديه القدرة المدهشة في التعامل مع ألوان الباستيل واستنطاقها وتوظيفها توظيفاً يعتبر الأجمل على الساحة المحلية بل والعربية.
فالمتابع لأعمال سيام، وبخاصة قبل عام 2000م، يلاحظ ثراء المنتج لديه؛ مما مكن سيام من تقديم أعمال فنية جداً ناضجة ومتميزة من خلال تأكيد قدرته على التلاعب الواعي بهذه الخامة وتطويعها وتقديمها للمتلقي بأسلوب السهل الممتنع وبأسلوب وتقنية لا يجيدها إلا سيام نفسه، وإذا تعمقنا أكثر في أعمال سيام وجدنا أنه يجنح دائماً إلى الموضوعات الثرية بالحركة كما في العرضة السعودية وحركة الطواف والرقصات الفلكلورية التي تتميز بالثراء اللوني والحركي معاً بما يمكن الفنان من اصطياد اللحظات السريعة الحركة وتوظيف اللون في تأكيد الإيقاع اللوني والحركي وبالتالي الوصول إلى إشباع عين المتلقي بالحركة اللونية والجمالية. ومن هنا أيضاً فإن مقدرة سيام وخبرته ودرايته في ألوان الباستيل مكَّنته من صياغة أعماله وفق ما يريد هو ومن خلال قدرته الشخصية في التعامل مع اللون كأحد أهم عناصر اللعبة في المنتج، وبخاصة إذا علمنا أن الألوان هي ألوان الباستيل بكل معطياتها الجمالية والتقنية الهائلة.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
