| الرشد الثقافي يعيد لـ(عقل) جوهره
|
* الثقافية - عبد الحفيظ الشمري:
(سعيد عقل) لا يتنبأ خيراً فيما ستؤول إليه طروحاتنا العربية، ولا سيما الفكري منها والثقافي، إلا أنه ظل متشبثاً بالشعر ليرى أن العالم سيكون أكثر رشداً إذا التفت إلى الشعر وأجلَّ تقديره، واحترم وجوده.
الشاعر سعيد عقل على رغم (زلات التنظير) كما يقال لا يزال هو الشاعر الوحيد بعد رحيل نزار قباني الذي يتبسط في الشعر لكن لا يمتهنه، ويهبط به إلى ذوق العامة ولا يجعله في وضع مهين، بل هو ما ينافح عن قضايا الأمة، إلا أنه يكشف عيوبها ومثالبها، بل يحدد طبيعة موتها، وألم أهلها عليها.
(سعيد عقل) والشعر هما تلازم ممكن في بناء علاقة الإنسان بوعيه وبحياته، إلا أنه فوق هذا وذاك شاهد على العصر حتى وإن أخطأ في وجهة نظر ما. ف(زلات التنظير) التي يتهم فيها سعيد عقل لم تكن ناتجة عن مفكر أو مؤرخ إنما هي من شاعر يعيد للعقل رؤيته الأولى، فعلينا أن نقبل (عقل) شاعراً وشاهداً على عصرنا الذي بدأت تغرغر في فيه المقولات المرة على رغم محاولات البعض مد جسور التواصل، حتى الشعر يحسبه الشاعر (سعيد) عوناً وسنداً للأمة التي تبحث عن وجودها وجوهر بقائها؛ فالأم والوطن هما حالة الحب الباقي للإنسان الذي أخذت تغزوه إشكالات التصنُّع، فهو يرى أن تصنُّع الحب هو من قبيل إطلاق المقولات في الفكر والثقافة.. تلك التي لا تضيف للإنسان البسيط شيئاً.. بل على العكس - حسب سعيد عقل - هي حالة من مراهقة مزمنة لا يُرجى من أهلها أي رشد ثقافي أو نضج معرفي.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
