الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 24th October,2005 العدد : 128

الأثنين 21 ,رمضان 1426

العرب والإعلام الفضائي

تأليف عدد من الباحثين
بيروت: مركز دراسات
الوحدة العربية 2004
****
يحاول هذا الكتاب عبر مجموعة من الدراسات والحلقات النقاشية مطالعة الثورة الإعلامية والاتصالاتية التي يشهدها العالم وتلقي بتأثيرات وتداعيات عميقة وجوهرية على المجتمعات والدول والسياسات، ومن أهمها كسر الاحتكار الإعلامي، وإحداث خروق في نسيج القيم، وتغيرات محسوسة في المعايير والأذواق، وتعميق الفجوة المعلوماتية بين المجتمعات والثقافات.
من أبرز المحاور التي تناولها الكتاب.
العرب وتقنيات الاتصال العالمية:
يناقش عبد الرحمن العزي، وعصم سليمان الموسى، ومي عبد الله سنو، تطبيقات علم اجتماع المعرفية على قضايا تكنولوجيا الاتصال، وانعكاسات ثورة الاتصالات على مراحل تطور الإعلام العربي القومي.
لقد أقبلت الدول النامية ومن بينها الدول العربية على استخدام التقنيات الجديدة للإذاعة و التلفزة والسينما أو تقوية ما كان متوافرا لديها منها بحماس كبير، ولكن التنمية المرجوة لم تتحقق، ولم تقدر هذه الدول على اللحاق بدول العالم المتقدم.
وتدل نتائج الأبحاث على زيادة تلك الفجوة وعمقها واتساعها الهائل، وثمة فجوة واسعة بين أفراد وفئات المجتمعات النامية نفسها.
ورغم ذلك لا يتوانى منظرو العصر عن تقديم النصح باستخدام تقانة أكثر تطورا كالأقمار الصناعية والتلفزيون السلكي وأنظمة التفاعل ذات المسربين، باعتبارها ستقود إلى التنمية المأمولة ولكونها مظهرا لازما من مظاهر العصر الحديث.
إن ما يميز هذا العصر بالفعل هو سيادة الثقافة الاستهلاكية في كل مجالات الحياة، وقد تم تقديمها باسم تجاوز الثقافة النخبوية وزيادة الاهتمام بالبعد الثقافي للطبقات الشعبية.
وبسبب غياب علم المستقبل عن الوعي الفكري في الوطن العربي وعدم الانتفاع من وظيفة العلم التي تتنبأ بالمستقبل، لم يتهيأ استخلاص حقائق علمية عن عالم الغد، ولم يتسن وضع ما يحتمل أن يقع لاحقا في الحسبان.
الإعلام الغربي والإرهاب
هذا نص رسالة بالبريد الإلكتروني استلمها صاحب مقال في هذا الكتاب وهو نبيل دجاني نصها كالتالي: (هاجم كلب شرس طفلا في حديقة بمدينة نيويورك، ورأى أحد المارة ما حدث فهرع للمساعدة وانقض على الكلب الشرس وقتله).
صحافي في إحدى الصحف المحلية من نيويورك شاهد ما حصل، وأخذ بعض صور الحادثة ليضعها في الصفحة الأولى من الجريدة التي يعمل بها.
اقترب الصحافي من الرجل وقال له: شجاعتك بطولية، وسوف تنشر في عدد يوم غد تحت عنوان (شجاع من نيويورك ينقذ ولدا) فأجابه الرجل أنه ليس من نيويورك، فقال الصحفي: في هذه الحالة سوف يكون المقال تحت عنوان شجاع أمريكي أنقذ ولدا من كلب شرس، أجاب الرجل أنه ليس أمريكيا كذلك وأنه من باكستان.
في اليوم التالي صدرت الصحيفة وكان عنوان الخبر في الصفحة الأولى (مسلم متطرف ينقض على كلب في حديقة نيويورك ويودي بحياته). هذا وغيره يبرر تساؤل الأمريكيين الدائم، لماذا يكره المسلمون الأمريكيين؟ لماذا يهدد الإسلام أمريكا والغرب؟ السبب الأول هو الإعلام، ونأخذ مثلا التشديد على استعمال تعبير 11 سبتمبر/ أيلول بدلا من الهجوم على مركز التجارة العالمي والبنتاغون، فهو نوع من اللعب بالصورة أو الوصف الذي تتقنه الولايات المتحدة الأمريكية.
إن القول بأننا نسير نحو قرية عالمية فيه الكثير من عدم الواقعية؛ لأن كل دول العالم مستمرة في التعامل من خلال نموذجها الخاص مع الأحداث، وهذا النموذج يحدد الأهمية التي تعطيها وسائلها الإعلامية للأحداث، كما يحدد الموضوعات التي تتعرض لها وتركز عليها هذه الوسائل.
ومن هنا نرى عدم التوازن في تغطية المآسي التي تواجه الأبرياء في العالم، خاصة تلك التي تواجه أبرياء العالم الثالث، فحياة أبرياء العالم الثالث لا تعطى أهمية حياة أبرياء أمريكا وإسرائيل.
احتكار الإعلام
وعلى ما يبدو فإن التجربة الأمريكية في توظيف الإعلام قد عادت إلى نقطة البداية وربما أبعد من ذلك، وهي اليوم تكرر أسلوب الإعلام الرسمي الموجه الذي اعتمدته الدول الشمولية والاتحاد السوفياتي السابق على وجه الدقة مع فارق نوعي هو اعتمادها على خطاب مباشر إيديولوجي مكان نوع آخر.
وإذا كان الهدف الأمريكي من تأسيس قناة (الحرة) الفضائية وإطلاق راديو (سوا) ومجلة (هاي) هو تجميل صورة الولايات المتحدة الأمريكية في الوطن العربي فإنها بذلك قد خسرت نصف المعركة مقدما. وغير هذا وذاك فإن التعددية الفضائية ستكون أوسع كثيرا من فكرة ممارسة الهيمنة بالإعلام على الآخر.. وإن المتلقي في الوطن العربي حين يتجول بين الفضائيات العربية سوف يلغي اختيار التوقف لمشاهدة الحرة، لأنها أضحت في قناعته (حرة) التعبير عن الرأي الأمريكي فقط، ذلك الرأي الذي يعرفه مسبقا، ولا يرغب في متابعته أو التعاطف معه.
الفضائيات العربية وتغطية الحرب
يعرض الحبيب الغريبي من قناة أبو ظبي، وفادي إسماعيل من قناة العربية، وفيصل القاسم من قناة الجزيرة تجربة القنوات العربية في تغطية الحرب، خاصة حرب العراق التي لم تكن حربا عسكرية بقدر ما كانت حربا إعلامية فضائية.
فقد اتسمت التغطية الإعلامية لهذه الحرب بكثافة غير معتادة وتدفق غير مسبوق للأخبار والتقارير والتعليقات والصور، وظهرت تكنولوجيا متطورة جعلت منها حدثا بصريا وتكنولوجيا استثنائيا.
وظهر في هذه الحرب للمرة الأولى تميز إعلامي فضائي عربي مستقل عن التغطية الأمريكية، وأعطت الفضائيات العربية منظورا مختلفا، وظهرت الفضائيات الأمريكية وقد غرقت في العسكرة وخضوعها للمؤسسة السياسية.
ما الأسباب التي أدت إلى حدوث هذه القفزة النوعية في الأداء الإعلامي الفضائي العربي؟ هناك عدد من العوامل التي أسهمت في ارتقاء الإعلام العربي، من أهمها انفتاح الاتصال بين الدول والمناطق في ظل العولمة والتطورات التقنية، بما في ذلك الأطباق الفضائية ما وسع قاعدة الإعلام المرئي وجعله في متناول أكبر عدد من المشاهدين، وبالتالي جعله أكثر تأثيرا.
يضاف إلى ذلك تحكم وكالات الأنباء العالمية الكبرى في مجال انسياب الأخبار وفي تقديم تفسير متحيز للأحداث التي تقع في منطقة الشرق الأوسط، والحضور المهيمن لشبكات الإعلام الغربية والأمريكية خاصة، وتوفير تقنيات متطورة للتواصل مع المراسلين مثل الهواتف المحمولة التي تعمل بواسطة الأقمار الصناعية.
ومما أسهم في ارتقاء الإعلام العربي زيادة الطلب على الأخبار لدى المشاهد العربي، والحاجة العربية الملحة لتغطية إعلامية عربية لحرب تدور رحاها في دولة عربية من منظور عربي، والإمكانيات المالية والتقنية التي أتيحت للفضائيات العربية الخليجية، وترسيخ تقاليد إعلامية عربية جديدة، والشعور العربي المتنامي بعدائية الفضائيات الغربية، ما جعل الفضائيات العربية إعلاما بديلا.
لمزيد من القراءة حول الكتاب:
http://www.arabgate.ws/ more_sections/ more_article.php?sdd=682
http://www.alwihdah.com/ view.asp?cat=6&id=97
http://mostakbaliat.com/ policyara.htm
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved