Culture Magazine Monday  25/06/2007 G Issue 204
فضاءات
الأثنين 10 ,جمادى الثانية 1428   العدد  204
 

حكايات
الكاتب والناس!
محمد بن أحمد الشدي

 

 

الكتابة مهنة مفتوحة للجميع وتلقى النقد دائماً بلا تحفظ، وقصة الكاتب مع الكتابة تذكرني بجحا وابنه.

جحا الحقيقة أو الخرافة.. لا أدري! هو في كل أقواله وأفعاله وتصرفاته، أعقل الحمقى وفيلسوف النبلاء، وإن استهزأ به الناس وضحكوا منه عليه، وإن تندَّروا به وجعلوه أضحوكة وهم أولى بذلك في واقع الأمر..!!

ومن قصص جحا المعروفة المشهورة أنه مرَّ يوماً بالسوق راكباً دابته وتاركاً ابنه ماشياً خلفه، فقال الناس: انظروا إلى جحا كم هو ظالم وقاسي القلب، يركب الدابة ويترك ابنه ماشياً تدمى قدماه من الشوك والحجارة والزجاج، فما كان من جحا إلا أن نزل وطلب من ابنه أن يركب بدلاً منه وسار هو على قدميه خلف الدابة، وعندما مرَّ جحا وابنه على جماعة أخرى من الناس صاحوا مستنكرين مستهجنين وناعتين الابن بالعقوق، إذ ليس من البر والإحسان أن يركب الابن القوي الدابة تاركاً أباه الشيخ الضعيف يلهث ماشياً وراءه، وهنا أمر جحا ابنه بالنزول عن البغلة.. ومشى هو وابنه وراء الدابة، فإذا بالناس يضحكون ويعجبون من غفلة الأب والابن اللذين يكابدان التعب وأشواك الطريق. وهكذا جحا وابنه لم يسلما من كلام الناس وتطفلهم حتى بعد أن تركا الدابة تسير أمامهما على راحتها.

أردت فقط بهذه القصة المستعارة أن أقول: إن قصة جحا وابنه مع الناس ليست أغرب من قصة الكاتب الصحفي مع القراء، إن كتب قالوا عنه إنه ثرثار متسلق يطمح إلى الشهرة والانتشار، وحاربوه وقاطعوه، وحاولوا اقتلاعه من عشقه ومهنته التي عرف بها في مجتمعه، يفعلون ذلك معه حتى وإن كان قد أسدى أكبر الخدمات لمجتمعه، وإن توقف وسكت عن الكلام قالوا: أفلس ومات، ولا يعودون يذكرونه أبداً لا وهو حي، ولا وهو ميت.. كيف يخرج الكاتب من هذه الورطة في زمن تساوى فيه الخرس والكلام.. وتساوى فيه البوح والسكوت! واختلطت المفاهيم وعمت الفوضى في المجتمعات؟!

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5064» ثم أرسلها إلى الكود 82244

- الرياض


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة