Culture Magazine Monday  25/06/2007 G Issue 204
مداخلات
الأثنين 10 ,جمادى الثانية 1428   العدد  204
 
مبدأُ )التّعيين) في الأندية الأدبيّة خطأ

 

 

أمير القوافي قد أتيت مبايعا

وهذي وفود الشرق قد بايعت معي

قالها حافظ إبراهيم مخاطبا أحمد شوقي

وفيه - أي شوقي - قال الرصافي:

هو الشاعر الفحل الذي راح شعره

بإنشاده في البر والبحر سائرا

ألا أن شوقي شاعر جدُّ شاعر

يفوق الأوالي بل يبز الأواخرا

تملك حر الشعر فهو رقيقه

وقام عليه بالذي شاء آمرا

إذا رام جزلاً منه أنشد زاخراً

وإن رام سهلا منه أنشد ساحرا

فلا عجب من أهل مصر وغيرهم

إذا عقدوا منهم عليه الخناصرا

بنى لهم فجرا رفيعا بشعره

لذا جعلوا حسن الثناء وكائرا

وقد ذكرتني هذه الأبيات بأبيات قالها الشيخ عبد الله بن إدريس في الشيخ حمد الجاسر - رحمه الله - حينما انتخب في مجمع اللغة العربية بالقاهرة.. ومنها:

إن يكرمومك فهم قد أكرموا الأدبا

أو قدروك فللتاريخ ما وجبا

أو قلدوك وشاحا من عواطفهم

فالمجمع اللغوي قد واكب العربا

لا أدري لماذا تداعت هذه المعاني إلى خاطري وأنا اقرأ أخبار نادي أبها الأدبي والاستقالات الجماعية التي حصلت فيه في الأيام الماضية ومطالبة رئيسه بالاستقالة ورفضه لها!!

أقول: الريادة الأدبية ليست تشريفا يحرص عليه عشاق البروز والظهور، وليست قيادة مادية أو سياسية يعشقها الباحثون عن المكاسب المادية والسياسية.. ولكنها ريادة فكر وقيادة أدب وتفوق ثقافة وتجارب وخبرات ينالها المؤهلون ويفوز بها الحاذقون ويشرف بها المبدعون ويستحقها السابقون.. إنها إمارة ذكاء وعلامة دهاء، ودليل عقل واسع وشهادة على فكر واسع عميق وعلم غزير.

ولذلك فمن الخطأ أن يقدم فيها من لا يستحقها أو يرشح لها من ليس كفؤا لها، ومن الخطأ أن يدخل الرأي والمزاج والشهرة الوظيفية والمادية في الترشيح لها. إذا علم ذلك أدركنا خطأ فكرة التعيين لمجالس إدارات الأندية الأدبية وعرفنا ان الأسلم من ذلك هو ترك التعيين لأهله وفتح الميدان لفرسانه والانتخابات الحرة خير طريق يوصل الى ذلك.. وحينما توجد الجمعيات العمومية التي لا ينظم لها إلا أدباء ومفكرون في كل منطقة وكل واحد منهم يتمتع بقدر كبير من:

الثقافة الأدبية الأصيلة والخبرة الواسعة الطويلة والحماس للعمل والإبداع ونفع الآخرين المبني على رغبة قوية واستعداد نفسي ووقتي من اولئك يتم اختيار (مجلس إدارة النادي).

أما ان تأتي وزارة الثقافة والإعلام (مشكورة) فتختار من تشاء ليكون مجلس إدارة لناد أدبي ربما لا يعرف رواده وجمهوره بعض اسماء من اختيروا فهذا من العجائب!! وأجزم ان هذا هو السبب الرئيس فيما حصل في نادي أبها الأدبي ولا يستبعد ان يحصل في أندية أدبية أخرى.. ولكن لا يلزم أن يكون بالصورة نفسها (استقالات جماعية وفجوة بين من عُيّن رئيسا للنادي وبين من معه في المجلس).

وما نسمع عنه من ابتعاد بعض أعضاء المجالس في أندية أدبية أخرى وسلبيتهم مع أنديتهم كان نتيجة لرغبة الوزارة في (تكريمهم) بالعضوية وعدم استعدادهم للعمل، أو لأنهم فوجئوا بالعمل مع من لا يعرفونه أو لا يرغبون العمل معه!!

ولا أظن أن العلاج لما حصل في نادي أبها يمكن أن يتم بترشيح بدائل للمستقبلين ويكون الترشيح من قبل الوزارة الموقرة.. فالنتيجة واحدة وخير من ذلك أن يتم وسريعا تفعيل الجمعيات العمومية والانتخابات.. وعندها سنرى أن مجرد وجود الدكتوراه في الأدب ومجرد كتابة مقالات أدبية ومجرد تأليف رواية أو روايتين لن يكون ذلك وحده كافيا ليصبح الفرد عضوا في مجلس إدارة ناد أدبي.. ولنا في الماضين أسوة ومنهم الأسماء التي وردت في الأبيات أعلاه: أحمد شوقي وحافظ إبراهيم ومحمد الجاسر وعبد الله بن إدريس فقد مكن لأولئك قدرات وملكات كبيرة استحقوا بها الريادة الأدبية والثقافية وغيرهم كثير.

عبد العزيز بن صالح العسكر - الدلم


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة