Culture Magazine Monday  25/06/2007 G Issue 204
مداخلات
الأثنين 10 ,جمادى الثانية 1428   العدد  204
 
إنهم لا يحتفون بمثقفينا!؟

 

 

يعاني المثقف السعودي في بلادنا من التجاهل الإعلامي ولا يحظى به سوى قلة قليلة من أصحاب العلاقات والنفوذ الذين يرتبطون بعلاقات مع المحررين محلياً وعربياً، أما المثقف والأديب العربي عندما يزور بلادنا أو يكون من المقيمين لدينا ونقصد المثقف والأديب غير الحقيقي الذي يتسلق على أكتاف الآخرين بحكم العلاقات حيث يطبل له من قبل صحافي يعرفه أو له علاقات ليصبح مشهوراً أو مسؤولاً في صحيفة أو مجلة حيث يحولها لمصدر رزق وعلاقات تمدح من يراهم مفيدين له ويتجاهل من لا يستفيد منهم. أما الأديب الحقيقي فإنه عندما يحل في بلاد فإن وسائل الإعلام تلاحقه أينما ذهب ولا تقصر معه في إعطائه ثقة وتجعله أكثر شهرة من شهرته في بلاده نعم هو يستحق ذلك.. السؤال: لماذا مثقفونا مغيبون في صحافتنا وفي وسائل الإعلام المحلية والعربية كما أن المثقف الحقيقي من السعوديين عندما يسافر إلى الخارج للمشاركة في عمل ثقافي أو أمسيات فإنه لا يحتفى به من قبل وسائل الإعلام في تلك البلدان كما نحتفي بمثقفيهم عندما يحلون بيننا. أعتقد أن ذلك لسببين: الأول غياب دور الملحقيات الثقافية السعودية في الخارج التي لا تسعى للاحتفاء بمثقفينا من خلال دعوة المثقفين في ذلك البلد والإعلاميين لكي يتعرفوا على المثقف ويمكن أن يعطي حقه في ذاك البلد. السبب الثاني أن نسبة كبيرة من الإعلاميين العرب في الخارج هم تجار شنطة لا يحاورون إلا من يدفع قيمة الحوار حتى لو كان في مستوى الأديب الراحل حمد الجاسر - رحمه الله - أو الأديب الكبير الفذ المتجدد عبدالله الجفري أو الشاعر والأديب المتفرد بشعره المميز عبدالرحمن رفيع أو الشاعر الأديب الأمير عيسى بن راشد.

إذاً لكي يحظى أدباؤنا ومثقفونا بحقهم محلياً وخارجياً لا بد أن تكون معاملتنا بالمثل كون الإعلام الحقيقي وضع لخدمة الجميع ولا نقصد بالمثل أن نأخذ مقابل استضافة المثقفين العرب ولكن نقصد ألا تحتفي وسائل إعلامنا بأولئك المثقفين وخصوصاً من تتجاهل بلدانهم مثقفينا. والشيء الغريب والعجيب والطريف في الوقت نفسه هو أن وسائل الإعلام في العالم العربي بالقدر الذي تتجاهل فيه المثقف السعودي فإنها تحتفي بالمثقفة السعودية أو المحسوبة على السعودية كقيمة احتفاء يفوق الخيال ما سر ذلك؟

هل لأنها تدفع بكرم وتغدق الهدايا لإثبات وجودها كعادة المرأة في التباهي؟ فالمرأة تظل هي المرأة حتى وإن كانت أديبة وهذا الشيء الأكيد لحاجة في نفس يعقوب لكي يقول هذه سعودية والسعودية لا تقبل مثل هذا (أن نشارك في أمسيات خارجية) نحب أن نؤكد أن بلادنا لم تمنع الأديبة أو المثقفة من ممارسة نشاطها الثقافي محلياً أو خارجياً شريطة الالتزام بالدين والقيم والاحتشام ثم الحرص على سمعة المملكة التي تختلف عن أي بلد في العالم لخصوصياتها التي لا بد أن تحترم من كل طبقات الشعب وخصوصاً خارجياً فليس ذلك المثقف أو المثقفة يمثل نفسه بل يمثل وطناً من خيرة الأوطان.

محمد بن عبدالعزيز اليحيا mhd1999@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة