Culture Magazine Monday  25/06/2007 G Issue 204
نصوص
الأثنين 10 ,جمادى الثانية 1428   العدد  204
 
قصة قصيرة
طعم آخر بفمي
منيرة الأزيمع

 

 

أين تذهبين بكل هذا الحب؟

الحب عبء كبير عليكِ, تحملين دفع تكاليفه.

ما الذي يجمعني بهن؟ وما الذي يبعدني عنهن؟! أفكار مجنونة ومنطقية جدا لكن لا أستطيع مصارحتهن بها.

الهاتف لا يتوقف عن الرنين:

- ترى بزعل منك لو ما جيتي ها المرّة

هاتف آخر:

بنت خالي بتجي معي حابة تتعرف عليك.. من كثر ما أتكلم عنك انهوست فيك هي الأخرى.. هاه عاد لا تفشلينا.

صوت ثالث وواثق مما يقول:

-لا تتأخرين وتتلككين عشان أزعل وأروح بدونك.. تراك رايحة رايحة بس اجهزي ولا تخلينا نتأخر.. عيب

كل محاولاتك للتملص مكشوفة..

تخشين عليهن من أن يعرفن أن مباهجهن سخيفة, وأن حياتهن بنظرك ليست سوى موت آخر.

لا تحبين أن يكتشفن كم هن بعيدات عنك وأنهن لن يصلن أبداً إليك.. إنما هي عبقريتك في حماية نفسك وسرعتك الضوئية بالانسحاب من أقاصي نفسك لتجتمعي بهن وأنت بكامل أناقتك وهيئتك وفرح تستعيرين لمعانه من نجمات سهرك ليتراقص بعينيك, من أجلهن أحيانا ومن أجل أن تعرفي إلى أي مدى أنت بعيد عنهن, وعن الحياة التي لا تشبه حياتِك.

وكلما سايرتهن كلما ضاقت مساحتك. لتكاد تخنقك.. تحاولين الحفاظ على هذه المسافة لكي لا تزيد جراحك ولكي لا يحبطهن الشعور باختلافِك.

تتناول مها بكثير من الفرح شالاتنا وعباءتنا.. تعلقها وترشدنا أين نجلس.. المكان مكتظ بوجوه أول مرة أراها.. قليل منهن أعرفه.. لكن هدى وحنان وإيمان وريم حضرن باكرا على غير عادة.. الشلة كاملة العدد.

دارت العاملات بصواني الشوكولا.. تناولت قطعة تركتها تذوب بفمي.. في بيت مها خدمة وضيافة لا نجدها في أغلى الفنادق والأجنحة الملكية هنا كل شيء مصنوع بحب وبنفسها.. رشفات متقطعة من فنجان القهوة..

مرارة القهوة وطعم الشوكولا.. طعمان متناقضان لذيذان جمعتهما بفمي.. تتنافس مرارة القهوة ومرارة شعورك القلق الواثق بحزنك المتفرد.. تذهبين للمرآة تتأملين نفسك.. التنورة القصيرة وإن أظهرت ساقَيكِ, إلا أنها تستطيع إخفاء حزنِك.. تبتسمين لأناقة هذا الحزن، وتعودين لتجلسي بكبرياء منتش.

لن تفسدي عليهن مناسبة اجتماعهن بأحاديثك التي تشبه نشرة الأخبار.. يتحدثن في همومهن:

(اللون الأخير للشفايف لنفس الشركة.. هذي أفضل من أي نوع آخر).

(ما شفتوا مسمر البشرة.. خيال بدون ما تتمددين أيام تحت الشمس بعد وضعه خلال عشر دقائق تصبحين برونزية)

(عدال يا الشقرا.. من يسمعك يعتقد انك قشطة)

ضحكن.. كلهن يتحدثن معا, ويستمعن لبعضهن. ورغم ضحكها وإدارتها لدفة الحديث (مها) تراقب الفنانجين الفارغة.. وتعيد ملئها.

تنظر إليهن.. كم يجدن إسعاد أنفسهن بكل شيء وهن مشغولات تماما بأشيائهن, وتفاصيلها, لماذا هذا الإصرار على حضورك.. وأنت لا تبدين كثير اهتمام بما يهمهن, وبما يتحدثن, تنقصهن مزهرية.. تبتسمين وأنتِ تحصين عدد المزهريات المبعثرة في أرجاء المكان..

تدير هدى قرص موسيقى.. وتنطلق أغان راقصة.. يا للبهجة والتنافس على الرقص.. تتساءلين بوقاحة من منا أقرب للحياة؟

تطمئنين نفسك بألا أحد يعرف الجواب.. الصوت الرومانسي الرخيم ل(فضل شاكر) أو الأكثر إحساسا (الجسمي) تستيقظين من تأملاتك على من تسألك لماذا لا ترقصين على ماذا تحبين أن ترقصي.. ابحثِي لك عن شيء معين؟

وقبل أن تجيبي.. يأتي صوت هدى الساخر: جيبي لها (مارسيل خليفة) لترقص عليه وإلا (شعبان عبدالرحيم)

تجمع هدى شعرها حول وجهها وهي تقلد حركة (مارسيل) أثناء عزفه على العود

صيحات, تأوهات أسف وضحك..

تضحكين معهن, عليكِ.. تهمسين واقفة بلا وعي: سأرقص على أي شيء ولو على محاضرة.

- الخبر


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة