Culture Magazine Monday  25/06/2007 G Issue 204
تشكيل
الأثنين 10 ,جمادى الثانية 1428   العدد  204
 

وميض
معوقات في ساحة التشكيل
عبد الرحمن السليمان

 

 

الإشكالات التي تواجه الفنان التشكيلي الموظف حكوميا أو أهليا كثيرة، وقد كان لكثير من المعوقات التي واجهت العديد من الفنانين الأثر في تقوقعهم على الداخل وأحيانا ابتعادهم عن التواجد أو المشاركة في الفعاليات الخارجية أو حتى الداخلية. بعض الفنانين يهمهم كثيرا ويضعون حسابا لتواجدهم في المناسبة التي قد يشاركون فيها، وهم في الواقع معهم الحق أن يكون لهم حضور يقابل مشاركتهم. الفنان عبدالحميد البقشي ويعمل معلما للتربية الفنية، وعلى مدى قرابة خمسة وثلاثين عاما كان بعيدا عن المعارض، بل ويوهمنا أحيانا بعدم ممارسته الرسم أو الفن عامة لأسباب كثيرة؛ أولها المشاغل العائلية وليس آخرها الالتزامات التي تترتب على عمله الوظيفي، فهو مثل كثيرين يهتمون بعملهم ويأخذ منهم الكثير من الجهد، الواقع هو جهد بدني ونفسي، فالفنان لا يمكنه ممارسة فنه متعبا أو مرهقا جسديا وحتى ذهنيا فالفن يحتاج إلى شيء من الصفاء الذهني.

كنت دائم السؤال عن الفنان البقشي وهو معروف في المنطقة الشرقية ويعرفه أبناء جيله أو من بعده من أبناء المملكة وحتى دول الخليج العربي هذا الفنان متوقف عن التواجد والمشاركات منذ أواخر السبعينات الميلادية، إلا ببعض المرور السريع، ولأنه فنان حقيقي فقد تركت أعماله القليلة أثرا ولم تزل في ذاكرة كثيرين شاهدوها. سألته عن نهاية هذا الصمت فقال بعد التقاعد يصير خير، ويوضح أنني سأكون أكثر وأفضل حالا عندما أتفرغ لفني ولا يشغلني شيء سواه، وإن كانت الأسرة ستأخذ منه أيضا. ربما البعض يتغلب على هذه الإشكالات وربما البقشي يبحث عن أعذار لتبرير غيابه لكن الارتباطات العملية غالبا ما تؤثر على الفنان لكن ليس إلى تلك الدرجة من التوقف، هل هو إشكال عدم التفرغ، تفرغ الفنان لفنه وثقافته، لا شك أن هذا هو المقصود ولعل التجربة الكويتية في التفرغ تركت أثرها على الساحة الكويتية برمتها من خلال أسماء هامة تم تفريغها مبكرا في المرسم الحر. ربما تكون الحالة أكثر وضوحا عند تحرك الفنان إلى الخارج عندما يتم ترشيحه إلى بعض المناسبات أو الأنشطة السعودية الخارجية، فقد تضع بعض الجهات تصعيبات تقف حائلا أمام مشاركة الفنان أو استفادته من تواجد خارجي يسهم في دعمه واحتكاكه وتعرفه على جديد في عالم اهتماماته.

أرى أنه لمشاركة الفنان التشكيلي السعودي وحضوره المحافل والمناسبات ان تكون هناك صراحة ومباشرة في تسهيل وتيسير مشاركته وأن لا توضع أمام المرشح لتمثيل خارجي أية معوقات؛ لأن هناك في الأصل صراحة في المشاركات الرياضية والثقافية.

من الإشكالات التي قد يواجهها الفنانون على مستوى مشاركاتهم الخارجية بعض الإجراءات المتعلقة بأعمالهم الفنية وخروجها ومع أهمية أن يكون تمثيل البلاد بالمستوى اللائق إلا أن الأنشطة الشخصية تمثل أصحابها غالبا وبالتالي فالفنان أو الفنانة من حقهما أن يأخذ كل منهما فرصة للتواجد أو المشاركة الخارجية.

وحضور الفنانة التشكيلية مطلوب إذا كان هدف التواجد الاستفادة ومشاهدة المتاحف ودور العرض والنتاجات الفنية الحديثة في الدول المضيفة، ومع ما يمكن أن يواجه الفنانة من إشكالات المحارم إلا انه أيضا يفترض أن توضع هذه في الحسبان من اجل صالح عام هو تثقيف الفنانة ووضعها في إطار النتاج الفني الخارجي، وقد التقيت بعض الأزواج أو الآباء يرافقون زوجاتهم أو بناتهم في مناسبات داخلية وأحيانا خارجية، بعضها على حسابهم الخاص، فلماذا لا تكون مثل هذه الاهتمامات توضع كمكافأة وحافز من قبل جهة التنظيم.

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7177» ثم أرسلها إلى الكود 82244

aalsoliman@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة