ما بالُ شِعري لا يقرُّ قرارُهُ؟! |
خجل تلهَّب من ملامك نارُهُ |
عصفتْ به ريحُ الظنونِ فليلُهُ |
داجي الرُّؤَى وأشدُّ منه نهارُهُ |
دهمتْهُ أحرفُكَ التي أشعلْتَها |
عتبى فذابَ من الأسى مزمارُهُ |
ما زال مذهولاً يرقِّع صمتَهُ |
ومن الثقوب تناثرت أسرارُهُ |
يشكوكَ أم يشكو إليكَ؟! كلاهُما |
غُصصٌ تنوءُ بحملها أطيارُهُ! |
يا سعدُ لولا الحبُّ يعمرُهُ لَمَا |
رقَّتْ حواشيه وطابَ نجارُهُ |
هوِّنْ عليكَ فلستَ معنياً بما |
جاشتْ به من حرقةٍ أفكارُهُ |
أنا لا أرى إلا أديباً شفَّهُ |
حبُّ البناءِ وزانهُ إصرارُهُ |
إنْ أنْسَ ما أنسى يَراعَكَ حينما |
هطلتْ بما يروي الصدا أمطارُهُ* |
فاهتزَّ شِعري غبطةً وتفرَّعَتْ |
أغصانُهُ وتضوَّعتْ أزهارُهُ |
أَوَبَعْدَ هذا يستبيحُكَ جاحداً؟ |
لك عزُّهُ ولهُ ببابك عارُهُ |
يا سعدُ دعني أرسم الحبَّ الذي |
ما زال يغلي في الفؤاد أُوارُهُ |
عجباً لشِعْري كنتُ أرجو قطرةً |
فإذا بهِ تجري هوًى أنهارُهُ |
وافاكَ تلميذاً يفاخرُ إذْ رأَى |
أُستاذَهُ يحدو خُطاه فخارُهُ |
يرنو إليك فيزدهي فرحاً ومن |
عينيه في ثقة رنا إكبارُهُ |
ناديتَهُ فأتى بأبيضَ مهجَةٍ |
وعلى رحابِكَ أشرقتْ أنوارُهُ |
يَرْفُو برودَ الصفوِ من أعذارِهِ |
إن كانَ تُجْدي مثله أعذارُهُ |
يا سعدُ كم سعدٍ علا بين الورَى |
قدراً! وكم سعدٍ هوى مقدارُهُ! |
ما قيمةُ الأسماءِ لو كانتْ لظًى |
ما لم يَكُنْ فعلٌ سَمَتْ آثارُهُ؟! |