الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 25th October,2004 العدد : 82

الأثنين 11 ,رمضان 1425

خواطر العواد التنويرية
* جدة صالح عبد الله الخزمري:
على الرغم من غياب أعضاء فاعلين في جماعة حوار إلا أن هذه الجماعة اتخذت لنفسها طريقا في عالم الإبداع، والنجاح يولد النجاح، نعم نجاح الجماعة في العام المنصرم مهّد الطريق للنجاح في محور هذا الموسم (التنوير).
سحمي الهاجري أحد مؤسسي جماعة حوار كانت ورقته رائعة وهو أعدها كقراءة لكتاب خواطر مصرّحة لمحمد حسن عواد أحد أبرز التنويريين، عنوان الورقة (المروة والصفا) وهو عنوان يتجه نحو الفضاء الأصلي للغة في تعاملها مع الطبيعة البكر على اعتبار أن اللغة تعني دائماً أكثر مما تقول، وأنها ذلك النداء الأصيل الذي تتكلم الأشياء من خلاله، وهي نبض الأشياء ووجودها الحي الناطق.
(التنوير يعني لنا الكثير) هكذا بدأ سحمي ورقته فنحن جزء من هذا العالم، ومعركتنا مع المشروع الصهيوني، ولا يستبعد أن يكون اليهود قد دسوا في التراث بعض الخزعبلات.
العواد في كتابه خواطر مصرحة أكد أن جوهر دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ينتمي الى الدين الصحيح وما عداها تخلف.
هذا الكتاب كما يرى الهاجري حظي بشهرة مدوية، وربما هو الكتاب الذي قلما قرأه المثقفون باستثناء من عاصروه، أما من حكم على الكتاب واستعجل في حكمه فربما بنظرتهم إلى ترتيب المواضيع، وقال عنه البعض: ما هو إلا مجموعة مقالات، والكتاب تنويري في المقام الأول؛ ولذلك أدرج ضمن جماعة حوار.
صدر الكتاب في فترة الأخدود السياسي بين عهدين في تلك الفترة التي كان الناس فيها قد سئموا من الشعارات الكبيرة التي ليس لها ما يقابل بريقها في واقع الناس.
أما الروافد التي أسهمت في تكوين ثقافة العواد فهي: تحصيله العلمي، وقراءاته ومطالعاته، وأفكار قاسم زينل. ويمكن إجمال مجموعة من الأبعاد التي تشكل محاور المشروع التنويري لدى العواد والمجموعة المحيطة به في ذلك الوقت، وهي في أغلبها لا تخرج عن مفهومه العام للتنوير:
الحياة لأجل الحياة وليس من أجل الموت.
تصحيح المفاهيم.
أهمية الأدب في التنوير.
إطلاق حرية التعبير.
اعتبار ما قاموا به ثورة تنويرية.
وبعد القراءة الواعية من الأستاذ سحمي الهاجري كانت هناك مشاركات ومداخلات بحجم الموضوع والكتاب المطروح.
* ريادة العواد وتكثيف الدراسات النقدية حوله مثار تعجب لدى الأستاذ أمل القثامي.
* العلاقة بين السلطة السياسية والمثقفين وكون السلطة السياسية كانت داعمة للعواد مداخلة الأستاذ أحمد إخوان، ويتساءل: هل مرحلة الوئام الآن أكثر من ذي قبل؟
* تعثر مشروع العواد التنويري تتساءل عنه د. أميرة كشغري وترى أن هناك ثلاثة أطراف تؤثر في أي مشروع تنويري وتشاركها حليمة مظفر في تعثر هذا المشروع : السلطة السياسية، والسلطة الاجتماعية، وسلطة المثقف.
فكيف تقاطعت هذه الثلاثة في مشروع العواد؟ وتساءلت: ما الأثر الذي تركه مشروع العواد؟
* الأستاذة سهام القحطاني تتساءل: ماذا قصد العواد من كتابه؟ وهل كان مصلحا دينياً أم تنويرياً؟ وهل هو ثوري؟ مع العلم بأن المشروع التنويري يسبق المشروع الثوري. وترى سهام أن العواد أراد أن يكون تنويرياً فوجد نفسه ثورياً، وتساءلت عن كون الأفكار التي طرحها العواد أفكاراً تنويرية مع أن الأفكار مطروحة في الطريق.
* مكانة الكتاب:
الأستاذة سعاد عثمان ترى أن الكتاب حمل بين طياته العلم والحكمة والفلسفة والتفكير في مستقبل الطفل، والمرأة وأنه تحدث كثيراً عن الثقافة والبحث عنها، وكان ينشد الكمال والكتاب مليء بالعبارات والمواقف الطريفة والتعليقات الساخرة.
سعاد حلواني ابنة صديق الأستاذ محمد حسن عواد قالت إنه لا ينبغي التقليل من شأن الكتاب الذي كتبه في ظروف صعبة وهو في سن العشرين.
الأستاذ علي المالكي يرى أن الكتاب جمع بين الريادة التاريخية والريادة الفكرية، ويمكن اعتبار الثورة على الجامد جزءاً من شخصية العواد.
* هل ما زلنا في المرحلة الأولى من التنوير؟ سؤال يطرحه الأستاذ حمد الشدوي بحكم ما طرحه سحمي الهاجري من أننا لا نزال في زمن العواد الذي نتحدث عنه بأنه شرارة التنوير الأولى. ويؤكد الشدوي أن التنوير المستنسخ لا يستمر، وإنما يستمر التنوير الأصيل وضرب مثلاً بألمانيا واليابان.
* سحمي دافع عن الكتاب، وقال إن له فضلاً كبيراً، وقيمة الكتاب تكمن في حادثة الاصطدام بغض النظر عمّا كتب فيه.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
منابر
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved