الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 25th October,2004 العدد : 82

الأثنين 11 ,رمضان 1425

مطالعات
علي المنكوتة يصف (نزف اليراع) شعراً:
في القصائد تسجيل لبعض المواقف الإنسانية
عبدالحفيظ الشمري

إشارة:
* نزف اليراع (ديوان شعري)
* علي عطية المنكوتة
* جدة (ط1) 1425هـ 2004م
****
للشاعر علي المنكوتة رأي شعري خاص تمثل في ديوانه الجديد الذي جاء بعنوان (نزف اليراع) وفحوى هذا الرأي هو الولع الكبير بالحياة حيث سكن تضاعيف كل قصيدة وردت في ثنايا هذا الديوان.
ليكن الولع هو مدخلنا الأول على ديوان (المنكوتة) فقد قدم
الديوان للقارئ ببعد نفسي واضح جاء على هيئة حب عارم، وعاطفة جياشة للحياة حول الشاعر، فالمقدمة للأستاذ عبد الله الهويمل جاءت على هيئة تحدٍ واضح لفن الرواية والقصة حيث شعر المقدم أن ديوان (نزف اليراع) سيحاول التعريف بالشعر في ظل ما تزخر به الساحة الأدبية.
فاتحة القصائد قصيدة (عيناك.. يا نكهة الباحة).. تلك التي صاغ فيها الشاعر موقفه الإنساني المعبر من الحياة في تضاريس الوطن صحراء نجد قفار الجنوب، السراة, وتهامة:
(كنت كاللاهث يجري خلف تيار الرياح
خلف صيحات الرعود
كي أصيد العشق في قلب الصباح
هل أبالي عاصفات الليل
لما تقتل العشق المباح..؟!)
(الديوان ص 12)
فالشاعر علي المنكوتة يصور علاقته بمن حوله من حياة بطريقة رائعة تعكس حبه للأرض ممثلة في الجنوب وللانسان ممثلاً بحبه للمرأة التي رمز إليها ببلقيس فيما سجل قاموس الجمال ليصبح أكثر تفاؤلاً من أي شاعر آخر.. وهي حقيقة تحتاج منا إلى وقفة متأملة لأن ما نلمسه حقيقة هو الحزن والنواح في العديد من الدواويين الشعرية التي صدرت ولا زالت تصدر.
لم يفت الشاعر أن يصور العديد من المواقف الإنسانية في قصائد الديوان جميعها فتارة نراه
يصور البحر وأخرى يفصِّل في شرح رحلته مع الأحلام.. ولا يتوانى عن تصوير لقاء العشق بشكل آسر.. فيما تأتي الرسائل الانسانية الصادقة هل هيئة بوح لاعج:
( يا نجم هلا لهذا الخط توصله
فأنت عالٍ سريعاً ما ستحمله
إلى حبيب نأى عن ناظري وطنا
وغاب دهراً أبطن الأرض منزله)

(الديوان ص 4041)
فالديوان حقيقة يستحق القراءة لأسباب ثلاثة أولها قصر القصائد ورشقاتها، وثاني الأسباب لغتها المتمكنة والثالث الأهم أن الشاعر تناسى الحزن مما جعل الديوان أكثر تفاؤلاً وأقل يأساً.. فلله در الشاعر علي المنكوتة حينما ألقم فم الحزن حجارة كبيرة.. فكان دافعه الحب، ووجهته الأمل لنراه وقد أزهر بهذه الاضمامة الجميلة من الشعر الفاتن.
جاءت القصيدة موائمة بين الإنسان وعالمه وسطر الشاعر وعبر هذا الديوان سمة هذه العلاقة فجعل للباحة قصيدة واحدة وللمرأة أضعاف أضعافها شعراً محلقاً من (أم يزيد) إلى (بلقيس) إلى العالم الذي يراه الشاعر بفأل حسن.

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
منابر
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved