الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 26th January,2004 العدد : 45

الأثنين 4 ,ذو الحجة 1424

رداً على الزهراني:
الحكم على المحاضرة غيابياً يكشف عقد الانسان
فائز بن موسى الحربي

اطلعت على ما كتبه د. معجب الزهراني في جريدة الرياض يوم الخميس 4 رمضان 1424هـ حول المحاضرة التي أقامها نادي أبها الأدبي قبل عدة أسابيع بعنوان «التأليف في الأنساب: المعايير والمحاذير» وقد كشف لنا الكاتب عن مفهومه لعلم الأنساب وموقفه من الدعوة إلى إنشاء رابطة للنسابين، ومعارضته لإلقاء محاضرة في علم الأنساب.. ومما يؤسف له أن الكاتب اندفع في الهجوم والسخرية من تلك المحاضرة علماً أنه لم يحضرها، ولم يطلع على حيثياتها، ولا على المبررات والأهداف التي كانت تقوم عليها الدعوة إلى الحد من المؤلفات في علم الأنساب والحاجة إلى إيجاد معايير وضوابط علمية للكتابة في الأنساب. ليس هذا فقط، بل إن مداخلة الكاتب كشفت لنا نموذجاً واضحاً لشريحة كبيرة من مجتمعنا تحمل تصوراً خاطئاً ونظرة غير ودية لعلم الأنساب.
لقد أكد ما كتبه د. معجب الزهراني أنه لا يعرف من الأنساب إلا الصورة السلبية التي يكرسها كتَّاب غير مؤهلين في الأنساب، فضلاً عن انها أوضحت لنا أن الزهراني المبهور بالثقافة الغربية في جانبها الحداثي هو في علم الأنساب أجهل مني في أدب الحداثة، فلا غرابة في هجومه على ذلك العلم، كما قيل: «الناس أعداء ما جهلوا» .. أما ما نسبه إلى ابن خلدون وأنه قال: إن علم الأنساب علم لا ينفع والجهل به لا يضر، فيدل على جهل د. معجب الزهراني بهذا العلم، لان ابن خلدون لم يقل تلك العبارة، وإنما أوردها ابن حزم قبله بقرون ورد عليها بقوة مبيناً فضل علم النسب ومشروعيته، ولهذا فقد وقع أخي الزهراني في هذا المطب، لأن من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب.
ولو أنه حضر تلك المحاضرة أو اطلع على ورقتها لعرف أنها تتفق مع كثير مما طالب به، وهو محاربة الأنساب المبنية على المرويات الشفهية والأساطير العامية..
والذي أود أن أقوله هنا له ولأمثاله إن السعي لإيجاد رابطة للنسابين، وإلقاء محاضرة في الأنساب هو نظرة للأمام وليس للوراء، لأن الهدف من ذلك كما تضمنته المحاضرة يتمثل فيما يلي:
1 الحد من كثرة المؤلفات في الأنساب وخاصة تلك المؤلفات التي تثير النعرات والعصبيات والتي هي السبب في تشويه سمعة علم الأنساب لدى كثير من المثقفين ومنهم أخونا د. معجب الزهراني وأضرابه..
2 محاولة إيجاد ضوابط علمية للكتابة في الأنساب، يكون من أهمها إيجاد تراخيص تأهيلية لمن يريد أن يكتب في هذا الموضوع الشائك الذي لا يمكن أن نتجاهله ونحن نرى هذا الكم الهائل من مؤلفات الأنساب في الداخل والخارج.
3 العمل على مساعدة الجهات ذات العلاقة في الفصل في القضايا المتعلقة بالأنساب، ويبدو أن الكاتب وكثيرين غيره، لا يدركون حجم المشاكل والمسائل التي تعرض على الجهات ذات العلاقة، كوزارة الداخلية، وإدارات الأحوال المدنية، ووزارة الثقافة والإعلام فيما يتعلق بقضايا طلبات إثبات الانتساب وما يتعلق به، والتي يصعب البت فيها لعدم وجود متخصصين في هذا المجال.
4 العمل على تطوير النظرة إلى الأنساب، للحاق بالدول المتقدمة التي لا تنظر إلى الأنساب من جانبها السيئ، بل من جوانبها التي تخدم الأمة وتقوّي صلاتها ولا تقوي طبقيتها..
وكنت أتمنى لو أن د. الزهراني حضر تلك المحاضرة الأخرى التي ألقيت في كلية الآداب بجامعة الملك سعود يوم الأربعاء 5/8/1424هـ، وسمع تعليق المتخصصين بما فيهم الأطباء على أهمية دراسة الأنساب في النواحي الجغرافية والسكانية والطبية، وما توصل إليه الغرب من شبكة الجينات الوراثية، وما تسعى إليه إسرائيل من اختراع القنبلة العرقية، في الوقت الذي لا يعرف الكثيرون في مجتمعنا من علم الأنساب إلاّ أنه علم التخلف والعصبية الجاهلية..
وأخيراً، فإن التقاعس عن دراسة علم الأنساب دراسة علمية أكاديمية هو الذي يعيدنا إلى الوراء، لأننا سنترك الكتابة فيها لغير المؤهلين وسنعطي الفرصة لدول الغرب المتقدم لكتابة أنسابنا ورسم مشجراتنا، كما فعل بوركهارت، وزامباور، ولوريمر، وديكسون، وغيرهم..
وختاماً، فأذكِّر الكاتب الكريم ومن يرى رأيه أن تجاهل المشكلة لا يحلها بل يزيدها تغلغلاً وتعقيداً، والله من وراء القصد..


ص.ب 92829 الرياض (11663)

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
المنتدى
مداخلات
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved