Culture Magazine Monday  26/02/2007 G Issue 188
مراجعات
الأثنين 8 ,صفر 1428   العدد  188
 

استراحة داخل صومعة الفكر
سعد البواردي

 

 

النبع الحزين

أحمد بن سليمان اللهيب

62 صفحة من القطع المتوسط

آه من الحزن.. كم قتلنا وجعاً وأنات.. وكم قتلناه شعراً، وكلمات.. الحزن لا نملك الفكاك من أسره.. ولا التمرد على أمره.. إنه جزء من حياتنا يتأوه، ويصرخ.. ويحتج.. وأحيانا بتمرد على مجرى الآهات.. وسيل الدموع الساخنة بضحكة ساخرة ترى المشهد الحياتي مجرد مشهد درامي شر بليته ما يضحك..

شاعر اللهيب.. لحزنه لهيب.. هذا ما استنتجه قبل أن أقرأ خطابه الشعري.. إنه مجرد تخمين قد يرى التوفيق.. وقد يرى الإخفاق.. الاحتكام إلى شاعرنا الذي اختار النبع الحزين عنواناً لأبياته الشعرية:

بدايةً أهدى نبعه الحزين إلى امرأة.. دون أن يحدد مَنْ تكون.. وماذا تعني بالنسبة له:

غزلت من دمع عيني نرجسا

ساحر الألوان تاجيَّ العقود

قزحياً يتراءى ساجيا

رفعت روحي لأسرار الخلود

في خيال سابح خلف الغيوم

وجمال شفقي كالورود

آه.. يا قلبي أهذا حُلُم؟

نسجتهُ عبرة فوق الخدود

إلى هنا والصراع قائم بين حلمه.. وعلمه.. تارة يأخذه جناح ربيعه إلى ما فوق السحاب.. وأخرى تأخذه عاصفة شك إلى ما دون الشعاب لا يدري أين تقف قدماه.. ولا إلى أين يشخص بصره.. أَإلى فوق حيث الألوان القزحية أم إلى تحت حيث الآلام الحسية؟.. يبدو أنه يتراجع عن نرجسه لصالح بؤسه:

فتت الحزن فؤادي فغدا

تفأ للحزن تذروها الرياح

بعثرتها فاستظلت أدمعي

واستقت من دمها رغم الجراح

ملاحظتان عابرتان (تفأ للحزن) لم أفهمها جيداً.. حبذا لو أبدلها بأخرى أكثر وضوحاً كأن يقول (مخزناً) أو (مَجْمعاً)، أما الشطر الأخير الذي هو (واستقت من دمها رغم الجراح) لماذا رغم؟ الموقف موقف معاناة.. دم.. ودموع حسناً لو كان (واستقت من دمها طعم الجراح).. أو (مُرَّ العذاب)..

(كل شيء كان حلماً) تلك هي المحطة التالية من الراحلة

ليت شعري هل يقيد اليوم جرحي، وعذابي؟

الجرح.. والعذاب، وابتهالات القلب.. وصبابات الليل جميعها أدوات تعبير عن حالات نفسية تكابدها.. معاناتها رغم قسوتها صوت ضراعة، وشكوى.. وإيقاظ حين يكون للجرح علاج.. وطبيب يداوي.. وحكيم يرحم.. وإلا فإن الوجع يؤدي الوجع وإلى ما هو أقسى منه.

واجما أمسي يتيما

يرقب النجم ويبكي

لأن شيئاً غريباً تراءى له أشبه بالشبح الخرافي نزع عن دواخله استشعاره بالأمن.. واطفأ الأنوار من قلبه.. بحثت بين ثنايا قصيدته عن ذلك الشيء الغريب الذي أوجعه.. وأقضَّ مضجعه لم أجد شيئاً يرسم لنا صورته المخيفة لعله الوهم الذي يستغرقنا لحظة خوف.. إذا كان وهماً فإننا نملك إرادة التحدي كي نطارده ونطرده من هواجسنا لا أن ندع له فرصة النيل من ثباتنا.. أقول لشاعرنا الحبيب.. الشعر صورة لواقع.. أو لخيال يرسم الواقع ويجسده.. يقول اللهيب:

شمعة فيها معاني أغنيات

ذات أنغام لصداح مُعنَّى

ذات ألفاظ.. ولكن دون معنى

إذا لم يكن للشمعة.. ولا للأنغام التي نصدح أي معنى.. فأي معنى أبقيناه على درب الأمل والعمل.. شمعة رمز نهار.. والأنغام الجميلة صوت فرحة.. لنكن متفائلين.. وفاعلين..

في مقطوعته أبيات موحية رغم رماديتها:

يا ذكاء خبرني أنني

قد رأيت البدر يثوي

بين هاتيك الغيوم

مقعداً لم يستطع فيها حراكا

عاجزاً أعيته أحداث السنين

مثقلاً فيها بألوان الهرم

الغيوم هي التي تتحرك.. والبدر أيضاً يتحرك.. والأرض أيضاً تتحرك... الغيوم هي التي تنقشع وتبقي للضوء صورته الجميلة التي نشهدها ونشاهدها.. لأنها رمز إيحاء جميل لكوكبنا في ليل معتم.. حتى الشمس التي قال عنها إنها امّحت.. إنها أقوى بوهجها.. اعترف شاعرنا أنه يحلم.. ولكن ما هكذا تبدو الأحلام سوداوية.. لنحلم معاً بالجمال رغم دمامة القبح.. كن جميلاً ترى الوجود جميلاً..

(عيناكِ والحب.. نقطة توقف جديد يعمره الفأل بعيداً عن ركلة التشاؤم ورحلته..

عيناك، والحب، والأحلام، والقلم

قد هيّجت خاطري إذ خاطري شبم

وأوقدت حرقاً ما تنطفي أبدا..

تساق في ألم، يستاقه ألم

كل هذه الأشياء الجميلة يا عزيزي لم تطفئ الحرق في نفسك.. هل أنها في حاجة إلى سيارة إطفاء.. حين نحب ونمتطي مطية لا نقبل سريعاً التراجع ولا التوجع.. لقد علقت فتاة حلمه درراً على وجنتك أضاءت لك الطريق، وابتسم لحبرك الليل، وسامرتك الأنغام.. وإذا بآهاتك تقتحم كل هذه الحصون والقلاع وتستولي عليها.. لا أدري لماذا؟! هل أنها أقوى من جبهة حبك؟ طال بك التوصيف الجميل لها ثم انطرحت كما تقول:

ثم انطرحت، ونجم الصبح قد هتكت

أستاره، وشعاع الشمس يضطرم

ما زلت أبحث عن دنيا أعيش بها

حتى تلازم عندي الحزن والندم

ها قد قضيتُ وفي الأنفاس لحن صدى

عيناكِ والحب، وأحلام، والقلم

القصيدة في بنائها الشعري جميلة، ينقصها أن نعرف معك، وبك أسباب هذا النوح، والبوح، الجارح لمشاعرك.. أعطِ لها دوراً يدلنا على أسباب النهاية المحزنة كي تكتمل الصورة.. أنتَ وحدك الجانب الظاهر فيها.. أما هي فمستترة لا دور لها بارز في وجعك.

أتجاوز مقطوعة يا قلب فهي بدورها تقطع القلب شكوى.. وأحط تحت ظلال فلسفة الحياة (الرغبة التاجية)..

دنياي مالكِ ما سئمت عناني

وتوجدي في حالك الظلماء

أبصرت فيَّ لذاذة فطعمتها

حتى أطلت في الوجود بقائي

ملاحظتان صغيرتان.. البيت الأول تساؤل يحتاج إلى علامتي استفهام(؟).. والشطر الأخير أفضل إبدال كلمة (في) ب(على)

في ظل فلسفة الحياة وما بها

من لوعة السراء والضراء

ما زلت أبحث عن ضياء مدامعي

حتى رجعت وما وجدت ضيائي

السراء ليس لها لوعة.. وإنما فرحة يحسن إبدال اللوعة بكلمة (حالة).. والمدامع يا شاعرنا لا تعبر عن ضياء وإنما عن بكاء الأنسب أن يحل محلها (حقيقتي) و(فرحتي) أو أية مفردة تتفق وروح الأمل والسعادة.. بهذا القدر من قصيدته أكتفي فأي جادة لا تستوعبها كل محطاته.. ماذا قال عن (اباء عاشق)؟

قطع الحزن نشيدي فاقطعي

صلتي.. لا تذكر لي مدمعي

أسفت عيناي إذ قد نزفت

من دمائي ما هو من أضلعي

البيت الثاني بمجمله يحتاج إلى صياغة جديدة.. فالعينان مثنى ونزفت مفردة.. ثم إن العينين لا تنزفان دماً بل دموعاً.. ليكن هكذا:

أسفت عيناي أن قد نزفا

من دموعي ما شكته أضلعي

ويستطرد في أبياته:

كانت الأحلام تثرى رونقا

فسهاد الليل يهوى مضجعي

الأحلام الجميلة يا شاعرنا يمزقها سهاد الليل أَلا رفقت بها وقلت مثلاً: (كانت الأحلام وهم ضارب).. أو (ظل هارب).. ومن اباء عاشق إلى ترانيم على زخات المطر لعلها تأتي ربيعية كما أتمنى:

أيها الشعر يا نديم فؤادي

وأنيسي في يقظتي ورقادي

إنما أنت ملبس قد توارت

تحته لوعتي، وطل سهادي

والربى ألبست من الغيم ثوبا

لؤلؤي الجمال بين الوهاد

تتوالى الغيوم اثر غيوم

وتسير كأنها في تهادي

أبيات معبرة عن المطر وزخاته وأجوائه الربيعية لولا الشطر الأخير الذي يحتاج إلى تغيير.. أحسبه هكذا (ممطرات تبل لوعة صادي)

أمام الليلة المجنونة تسارعت الخطوات بحثاً عن ليلة عاقلة نسامرها وتسامرنا معاً.. فقد أرهقنا.. وأزهقنا جنون عالم صاخب من حولنا لا يرحم ولا يعترف بخطاب العقل لغة له.. وإنما خطاب القوة المفتولة العضلات.. نبحث سوياً مع شاعرنا عن محطة أكثر أماناً وراحةً.. أَليست بالنسبة للمسافرين استراحة؟! وجدتها كما قال أرخميدس إنها (فتاة في حلم)..

قد تراءت لكن الأحلام تثرى في سكون

لست أدري مَنْ هي لكنها تلك الفتون..

البيت الثاني يعاني من عرج يمكن تقويمه لو جاء على النحو التالي (لست أدري مَنْ تكون.. إنها تلك الفتون)

أتراها تلك من أحببت؟ أم تلك الحنون..؟

أَم تراها تلك من عانقت في ليل هتون؟

لقد تكاثرت النساء في عيني شاعرنا فما يدري مَنْ يصيد! ولحسن حظه أن لا خلاف عليهن واحدة أحبها، وثانية اعترف بتحنانها.. وثالثة عانقها في ليلة هتون.. أي ممطرة.. إلا أنه أمام هذا المشهد الثلاثي الزوايا والأبعاد تراجع.. واستدرك:

أم هي الأحلام ضرب من أحاديث الجنون

من قال هذا يا عزيزي.. الأحلام ليست أحاديث جنون.. بل صوت استشراف لأمل نتمناه.. ونسعى لتحقيقه.. حسناً إن جددت أملك بقولك:

يا فؤادي ما علينا أن تكن مرت سنون

فرحة الحب تهادت بين أحلام الجفون

إلا أنها فرحة لم تتم.. ليته أسقط بيته الأخير من حسابه إذ لكان أسعد لنا وله..

تلك أيام تولت يا فؤادي كالظنون.

حفنة رمل حرصت أن ألامسها بأصبعي التقط منها بعض الذرات:

يا رمل أي خطى للعز لم تثب

وأي نشوة فجر في صدى أدبي

إنك تسأل.. لكل سؤال علامة استفهام لازمة(؟)

وقفت فوق ثراك العطر أسأل عن

صحائف كُتبت في طرس كل أبي

عن البطولات من أمجاد أمتنا

بين العوالم.. عن أبطالنا النجب

أسئلة جميلة.. ومبررة.. أعادت إلى أذهاننا بدر، وحطين، والفتح الإسلامي بكل شموخه وعزته.. هل أجاب الرمل؟!

آه أيا رمل هل في وقفتي أمل؟

أم أنا صرخة في صدر مُكتئب

أخشى أن تكون صرخة.. الرمل لا يجيب لأنه جماد.. والجماد لا نعرف لغته.. نحن نعرف.. ولكننا لا نريد أن نعرف كي نقول..

متاهات اليأس.. ومضارب البؤس في فضاءات شاعرنا كثيرة انتزعها من أعماق نبعه الحزين.. أتجاوز بكم البعض منها: (الوقوف على متاهات اليأس) فهي واقفة بائسة.. و(القلب والشعر) الخادع المخدوع).. و(همسات قلبين) تتمتمان حول موقد حارق.. و(ترسيمات على وجه عراقي) المجللة بالوجع والفجيعة، ونقف معاً أمام (النبع الحزين) وكل ما حوله حزين منذ البداية..

نبع من التحنان يلمع في مآقي مقلتيكْ

ويساير الحزن الدفين وقد تهادى في يديك

الحزن الدفين يا شاعرنا لا يتهادى وإنما يتمادى، حسناً لو أبدلتها:

أوقفت نفسي في رباك محبة ورضى عليك

ذا مدمعي وسدته ليل الصبابة ساعديك

حطت رحال الشوق وهي إليكِ منكِ بشاطئيك

قلبي الأسير فحركيه مما أردتِ براحتيك

أبيات رغم أن حبها مستسلم فهي موحية بصدق وجماليات الخطاب الشعري لعلها الأجمل من بين ما قرأت.. (غريب هذا الرحيل) محطة جديدة من محطاته الكثر

ولقد مررت على الديار يلفني الصمت الرهيب

فتجاوبت حيطانها: مَنْ يا تُرى هذا الغريب؟

المستفيض دموعه حزنا على عهد طروب

الواقف النظرات ترفل بالأسى لا تستجيب

حبذا لو أبدل (الواقف النظرات) ب(الزائغ النظرات) الحيطان أنطقها شاعرنا.. وراح يحاورها ويداورها في سرد جميل

ما في بقايا الكأس من أمل يعاوده الفؤاد

نضب الرحيق وخاطري ظمآن يبحث عن مداد

عن بسمة عن نظرة عن فرحة بين الوهاد

عن حبه كيف استحال وعاد كالحلم المعاد

مَنْ يا تُرى هذا الغريب؟

إنه لسان الحيطان التي تسأل.. تستمع إلى شكوى شاعرنا اللهيب دون أن تطفئ أوار لهيب يأسه وبؤسه.. هكذا أراد لحيطانه طرح الأسئلة فقط..

(قصائد قصيرة إلى عينيها) واحدة من أجمل محطات السفر توصيفاً وتوظيفاً لمفرداتها الشاعرية أحسب شاعرنا فيها خرج من دائرة حزنه مستشرفاً ضوء النهار.. وابتسامة الفجر دون تأوه.. ولا تراجع:

عيناكِ يا حبيبتي كحبتي زيتون

عميقتان جداً.. وسوداوان جداً

أردت أن أبحر في المساء

لكنني أرى بصفحة القمر عينيك كيف تسبحان

المزيد من خياله الرومانسي:

أود يا حبيبتي إذا البحار تزفر

إذا النجوم تسهر..

إذا الشموس تصهر..

وفي الصباح والمساء.. والصيف.. والخريف والشتاء

بأن أرى عينيكِ كيف تزهر

ودائماً كزهرة الربيع ليست تذبل

جميل هذا الوصف الذي أبدعه شعراً دون مناحة..

العالم الكبير يا حبيبتي يراقب النجوم

ويرقب الكواكب الصغار، والأجرام

ويرصد المذنبات.. وما أزال يا حبيبتي مراقباً عينيك

ومن نبع حبه الفرح لا الحزين يأخذنا في جولة بين القبور حيث يسكن الموتى.. في لغة تساؤل:

مَنْ هؤلاء الواقفون.. البائسون؟

الواقفون على ضريحكِ ينظرون؟

المنغضون إليك مِن ألمٍ رؤوساً حاسرات؟

الدمع ينخر في محاجرهم يجاذبها السهاد!

والحزن يرفل في الجوانح كالسراب يتهامسون..

يستغرق في تساؤله.. يتطلع إلى ملامح وجوههم الحزينة.. أقدامهم.. الشمس التي تصهر رؤوسهم العارية.. إنه يتأمل.. يتألم فأمام عينيه مشهد مثوى جدته التي غادرت دنياها.. وأمام ذاكرته حديث خاله قبل أن يرحل..

وأرى جموع الناس ترفل بالأسى

وأظل أنصت للعذاب بداخلي

كالقبر ينصت للسنين..

(ترفل) مفردة لا تتناسب والأسى.. أنسب منها كلمة (تشعر بالأسى).. مشهد طغت عليه المباشرة وكثافة الوصف يفتقر إلى رسوم الصورة الموحية بمضامينها.. هي أشبه بالقبر الذي ينصت للسنين.. نسافر معاً إلى نقطة النهاية بعد تجاوزنا لعدة محطات وددت لو توقفت عندها.. إلا أن مدة الرحلة وساعتها أزفت على النهاية.. ولأن السفر مع شاعرنا أحمد اللهيب ممتع رغم نبعه الحزين المتدفق اخترت مقطوعة (مسافر) فكلنا على سفر:

أواه لو تبصرين اليوم ما يجد

مسافر هذه التحنان والكمد

يعيش بالأمل الباقي ويطرده

حزن من البعد ما يفنى له مدد

غفى على مركب الترحال يصحبه

سر إلى منهج العلياء يَطّرد

(غفى) صحتها (يغفو) ونحن جميعاً معك في رحلتك عيوننا ما برحت ساهرة.. وسائرة نحو نهاية المطاف.

من حوله مهرجان العيد ما نزحته

عنه الديار وغنى حوله غرد

لدمع الحب ميعاد يمزقه

لكل ما لاح برق هدَّه برد

معذب في هواك كلما خطرت

له خواطر من ذاكراكِ يبتعد

رسم الصورة الوجدانية جيد.. أُذكِّر صديقي أنه لا برد دون برق.. ولا حب دون تضحية.. ولا حياة دون أمل.. ولا هدف دون مغامرة توصل إليه.. ولقد وصلنا معك إلى نقطة آنستنا بالرفعة.. وأنستنا متاعب الرحلة.. ذقنا فيها طعم عذوبة.. وعلقم عذاب.. هكذا الشعر بوح.. وجرح.

***

لإبداء الرأي حول هذه المراجعة، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب «5621» ثم أرسلها إلى الكود 82244

الرياض: ص.ب 231185 الرمز : 11321 فاكس : 2053338


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة