Culture Magazine Monday  26/02/2007 G Issue 188
ذاكرة
الأثنين 8 ,صفر 1428   العدد  188
 

أيام في الذاكرة
عبد الفتاح أبو مدين*

 

 

الصحافة كانت مفتاح العلاقة مع إخوة أعزاء في الوطن العزيز الكريم عبر أرجائه الممتدة البعيدة، وكانت تلك العلاقات مكاسبي، ذلك أنني ممن لا يعد المكاسب عبر المال والثراء، وإنما معرفة الرجال كنز كما قيل، أما المال فغاد ورائح، وأما وسائل الأخوة الصادقة الناجحة، فهي الباقية المتنامية، ذلك تعاون على البر والتقوى..

عبر تلك الوسيلة وعشاقها، كانت علاقتي بنماذج عزيزة غالية في وطني الغالي المملكة العربية السعودية، ومن النماذج التي أعتز بها، أخ في الله الأستاذ صالح السليمان الوشمي من بريدة في القصيم، الذي مد وشائج التواصل عبر كتابات ناضجة متوهجة بناءة.. أكبر الظن أنها بدأت منذ شهر ربيع الآخر 1380هـ، حيث نشر له في الرائد أول مقال كما أقدر، عنوانه: (أين الأدب العربي الجديد؟)، نشر بالعدد (33) الصادر في 18-4- 1380هـ، يعقب فيه على مقال للأستاذ - محمد علي قطب -، نشر في الرائد، وكان التعقب على ما كتب الأستاذ قطب، بعنوان: (الأدب العربي الجديد)، وما كتبه الأستاذ صالح الوشمي يومئذ يرتكز على الأدب العربي القديم كقيمة، وأن الأدب الجديد لا يمكن أن يحل محل الأدب القديم ولا يلغيه.. والمقال كان قيمة، لأن كاتبه قيمة وختمه ببيت شعر لشاعر العراق الفيلسوف جميل صدقي الزهاوي:

إذا الشعر لم يهزك عند سماعه

فليس حرياً أن يقال له شعر

ووقفت على ما أفاض به قلم الدكتور صالح، لا سيما حين أشارك بكلمة عابرة في كتاب شارك فيه إخوة أوفياء لرجل ذي وفاء وإيثار ومروءة، وأدب نفس وأدب درس.. وقد شغلت التمهيد لهذه الكلمة أكثر مساحة منها، غير أن الذي ينبغي أن يذكر ويعلن أن الرجال السماح الخلق والمسلك لا يموتون ولا ينسون، وأن أصدقاءهم باقون أوفياء لهم، يذكرونهم بخير ويترحمون عليهم، ويشيدون بجهودهم وما قدموا من فكر في ساحة البناء لوطن غال، مهما تحدث وعمل المواطن المخلص لهذا الوطن، لا يستطيع أن يفيه حقه عليه.. وإني لسعيد حين أردد قول أمير الشعراء رحمه الله.

وطني لو شغلت بالخلد عنه

نازعتني إليه في الخلد نفسي

*رئيس نادي جدة الثقافي سابقاً


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة