Culture Magazine Monday  26/02/2007 G Issue 188
ذاكرة
الأثنين 8 ,صفر 1428   العدد  188
 

أسرة الوشمي
محمد بن ناصر العبودي

 

 

لو لم يكن منهم إلا الشيخ سليمان بن ناصر الوشمي لكفى، لأنه رجل يعد بألف رجل، كما قال ابن دريد:

والناس ألفٌ منهم كواحد

وواحدٌ كالألف إن خَطْبٌ عرى

فقد كان ثقة صدوقاً محترماً من الجميع. لم يسمع له منتقد لأنه ليس فيه ما ينتقد عليه، بل العكس هو الصحيح، وقد كان اسمه يمثل الصدق والنزاهة؛ لذلك صار محل الرضا والقبول من الجميع.

وكان القضاة يقبلون ما يقوله إذا أرادوا معرفة أشياء ليست عندهم في بعض القضايا ثقة منهم بصدقه وسلامة حفظه للوقائع وتواريخها. وهو إلى ذلك شاعر له قصائد منها قصيدة مربوعة نظمها؛ وهو في عمَّان أولها:

يا أهل الركاب اللي عليها تشدُّون

من صوب عمَّانٍ عسى ما تعاقون

شيلوا مزاهبكم وداروا على الهون

عوجوا رقابه لين أحضِّر دواتي

واكتب كتاب فيه وصف لموصوف

رسالة خفيفةٍ وسط مظروف

وإذا حملتوها تسوون معروف

وداعةٍ معكم مع المودعات

ثم مدح عبد الله بن خليفة فيها وقال:

عطوه مكتوبي ترى فيه تسليم

وإلى عرف معناه يعطى إبراهيم

راع الصداقة والوفا، طيّب الخِيم

الله يجمع شملنا والشتات

ويريد بإبراهيم: إبراهيم العويد. ووالده ناصر بن سليمان الوشمي له قصيدة وحيدة قالها عندما كان في المدينة المنورة طلباً لتحسين المعيشة وذلك في عام 1318هـ، فأرسلت والدته إليه مكتوباً تشوقاً إليه، وترجوه أن يعود إلى بريدة فقال:

من تسمَّى بالرحمان ربه يعينه

عقب الاسم بديت بالشعر والفن

دنَّيت حِرِّ للسفر منتقينه

يرثع مع الشيهان هن عنه يجثن

إلى آخر القصيدة.. وقد توفي في عام 1337هـ، وكانت ولادته في بريدة عام 1292هـ.

أما الأديب الحصيف بل النابغة في الأدب والعلم الدكتور صالح بن سليمان الوشمي، فهو معروف لأكثر القراء المعاصرين، إذ كان ملء الأسماع والأبصار، وكان يشنف آذان المستمعين من الإذاعة، وتزدهي أعين المشاهدين من المعلومات التي يوردها في التلفاز إلى جانب ما ينشره في الصحافة الأدبية من نظم ونثر حتى توفاه الله وهو في أوج عطائه رحمه الله. ولكن العلم والأدب لم يمت في ذريته بعد موته، فخلف أبناء نجباء فيهم الأديب والشاعر، وفيهم القاضي

والمهندس.. بارك الله فيهم، قال الشاعر:

بنو الصالحين، الصالحون ومن يكن

لآباء صدق يلقهم حيث سيَّرا


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة