Culture Magazine Monday  26/03/2007 G Issue 192
عدد خاص
الأثنين 7 ,ربيع الاول 1428   العدد  192
 

السيف
عبدالله الصيخان

 

 

لم أقل أيكما السيف..؟ فأنا أعرف من أنت وما السيف.. وما بينكما من شبه واضح في العدل وفي أمر همام..

سيفك في مقبضه التأمت شعوب الأرض إذ أبدأها الله في محكم آياته بالقول فقال:

(وجعلناكم شعوباً وقبائل)..

صدق الحق السلام

سيفك.. في مقبضه اجتمعت يعرب عن آخرها..

وأظلت راية التوحيد عدنان.. وقحطان.. ويام

سيفك في مقبضه تحتمي يثرب والبيت الحرام..

بوركت يمناك من عام لعام

سيفك لا في حده الحد كما قال أبو تمام يوماً.. ولكن حدّه الدين الذي لولاه ما حلَّ على الأرض السلام..

سيفك لم يبك على بنت شهيد

لا ولم تدمع له عينان في بيت يتام

ولكن أنت..

لم تغمض لك الجفنان إلا فيهما الناس وأحلام الكرام..

بوركت يمناك من عام لعام..

* * *

عندما يعرض (عبدالله) يندى الحزم من لفتته.. وُيشاد الحزم من هزعته.. ويشال البيت من خطوته.. وُيساوى الصفُّ من إيقاع رجليه على الأرض.. ويحدو للمجاهيم بما فال إذا سولف في البر.. وفي الأرض ربيع وعلى البيد غمام..

وترى للناس في طلته ابتسامات وبشر وكلام..

بوركت يمناه من عام لعام..

* * *

عندما يعرض عبدالله تختال نخيل بين تيماء وخيبر

وينادي النخل في بيشة أو

نجران والأحساء نخل الأرض.. إن مال عقال..

ويشيل النخل في أرض القصيم العرضة النشوى بتوحيد القلوب..

عندما تعرض تصطف قلوب الناس في الساحة بل يصطفون في قلبك..

عندما تعرض تنداح بلاد

برجال وسواحل

ورمال وقوافل

وجبال وجدائل

تلتقي سلمى أجا في حضن حائل..

وينادي جبل السودة رايس في أقصى الشمال..

ويغني الساحل الغربي للشرقي صوتاً ينبعاوي الهوى والليل طال..

وتغني دانة في الساحل الشرقي من يامالها يامال..

بوركت يمناك من حال لحال

* * *

ترفع السيف فتعلو في فضاء القيم السمحة قامات الرجال..

فارس في الساح لا يشتق من مبناه أو معناه إلا عدله أو حزمه أو عطفه في كل حال..

ويد ما اعتصمت إلا بحبل الله.. ما أعطت سوى مال حلال

ولا مدت إلى الجيران خبز الفرقة المر.. ولا آوت سوى المظلوم أو جار يُضام

بوركت يمناه من عام لعام..

* * *

يا أبي حين أنادي من خوال أو عمام..

كلما أظلمت في عيني الدنيا تذكرتك فانزاح الظلام

يا طويل العمر

في كل رجال صافحوا يمناك.. صافحت رجال..

عندما جاؤوك نابوا عن قلوب الناس في هذا الزحام..

جاؤوا ليقولوا

والذي أعطاك ما في العدل من عمر وما في الحزم من أمر وما في البيد من عطر الثمام..

والذي ولاك أمر الناس.. ما نامت قلوب في بلادي.. إلا رفعت كفاً إلى المولى بأن يبقيك ذخراً لليتامى والمساكين وأبناء الحلال..

* * *

هكذا أطلق طير الشعر من ماكر روحي

حام طير الشعر حام

هكذا أعلي من شأو قصيدي الحر في تفعيلة يعجب منها ناظمو القول ووزَّان الكلام..

هكذا أختطب اللغة الشاهقة الإيقاع من معصمها.. والقوافي من نواصيها ومن ميم ولام..

ثم كاف كللت حرفاً فكنت (الملك) المرجو يا عالي المقام..

بوركت يمناك من عام لعام

* * *

هكذا يعرض قلبي عندما يحلو أن ألعب في ساح قصيدي عرضة ما جمعت إلا بلادي..

ها هنا في القلب.. بل أكتب ما علمتنا إياه فتيانا.. رسمناك نهار العيد في أحداقنا سيفاً يرد القدس والجولان والماء المقابل

ويعيد الأمن كي يشرق في أسواق بابل

ويعود الدوح مخضرّاً إلى حضن البلابل


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة