Culture Magazine Monday  26/03/2007 G Issue 192
عدد خاص
الأثنين 7 ,ربيع الاول 1428   العدد  192
 

طنجة
حمد العسوس

 

 

سوف تأتي القصيدة..

لهذا المكان الذي أنتَ فيه

ستأتي القصيدة.

ستأتي على موجةٍ من وعود،

ستأتي على غيمةٍ مزقتها الرعود،

ستخرج مثل العروس

بِقُبًعةٍ طرًزتها الورود,

وسوفَ تخاصرني،

وتسافرُ بي نحو آفاقها..

-سيكتبها البحر موجاً،

ويكتبها الغيمُ ديماً،

ويكتبها الوردُ عطراً..!

وتلك النوارسُ.. سوف تُغني مقاطعَها،

وترقصُ - لي - في الليالي السعيدة.

- هذه ( طنجة) تتزينُ لي،

وتلبس هذا المشجَّر لي..؟!

هي - الآن - قيثارة من بخورْ

سترتلُ أغنيةً لعيونِ الحضورْ،

وترقص رقصةَ عشقٍ لشاعرها..,

وتقبلُ جيده.

- ( طنجة) خُلقتْ من ضباب الزمانْ..

وأنا قادم من غبار المكانْ..!

سأنفضُ بعضَ الغُبار عليها،

وتنفضُ بعضَ الضبابِ عَلَيّْ..

ونسمو - معاً - كالغيومِ البعيدة.

- ( طنجة) غابة من الشعر والأغنياتْ..

كَتَبَتْهاَ الطبيعةُ، فانبثقتْ - كالنباتْ،

لأناملها تستجيبٌ

القوافي الجديدة

- إنها من بنات القصيد الفريد،

وأنا شاعرٌ جئتُ أُسهُم في رسم أبياتها...

ولكنها كتبتني..؟!

حَولتي من البر للبحر،

من البحر للغيم

من الغيم للماء،

من الماء للعشب،

للموج.. للورد.. للطير.. للشجر المستدير..

وصرت القصيدة..

صرت القصيدة..!!

أخذتني المدينةُ بين يديها،

احتفتْ بي،

قرأتني لغاباتها..

وشواطئها..

لأشجارها.. ولأحجارها..

لأنهارها.. ولأزهارها..

والجبالِ العنيدة..!

- لدى الأغنياء تَحَولْتُ:

مطرقةً من حديد..!

لدى البُسطاء تَحَولْتٌ : ثوباً جديداً لحلمٍ جديدْ..

لدى الشعراء تحولتُ:

طيفاً يُلََوًحُ أن هنالك خلف المدى

موانئ حباً وعيشاً رغيدا

- (طنجةُُ) والليالي الملاحْ..

هي عاصمةُ العطر والانفتاح..

هي بوابةٌ للعبور..

حين تستقبلُ السائحين

تميس بألوانها،

وتغطسُ في كل أنهارها،

وتأخذُ كامل زينتها،

وتُلقى التحية للقادمين..!

تساوتْ على أرضها الكائناتْ..

وصارتْ موحدةً - كاتحادِ العقيدة..!

- أرأيتُمْ غماماً يُقًبلً أرضاً يباباً..

فتبرضُ

تورقُ

تزهرُ

تثمرُ..؟!

تكتبُ شعراً على الرمل يقرؤه السائحون..؟!

أنا الأرضُ، وهي الغمامة

تمشي - وئيدة..!

- هذه (طنجةُُ) تتزينُ لي،

وتلبَس هذا المشجرَ لي،

وتعجنُ لي:

خلطةً من رحيق الورود

وتشعلُ لي:

شمعةً من حريق الوعود

وتصنعُ - لي:

- من ثراها الغني بهذا التنوع -

سلوى أكيدة.

- ( طنجةُُ) باقةُُ من جميع الزهور..؟!

رأيتُ مزيجاً عجيباً لكل الملامح

في وجهها..؟!

رأيت ملامح من وجه أمي،

ووجه أبي،

ووجه (هِرَقْل).. !!

.. وابنُ زيدون لَوًح - لي -

من بعيد.. بوجه عشيقته..!!

سمعتُ صهيلاً لخيلٍ تردد عند المضيق..؟

.. روتْ - لي - المدينة

قصة مجدٍ نما، واختفى خلف هذا المحيط لأهلي..؟!

ففاضتْ دموع حروفي دماً،

سرت في عروق القصيدة نارٌ مؤججةُُ، واستجابتْ لحمى شديدة..!!

المغرب - مدينة طنجة


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة