الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 26th April,2004 العدد : 56

الأثنين 7 ,ربيع الاول 1425

الغربال
أ. د. عبدالله أبوداهش
قال الشاعر:
فحيِّ ذوي الأضغان تسْبِ قلوبَهم
تحيتك الأدنى فقد يرفع النفل
وإن دحسوا بالودّ فادحسْ بمثلِهِ
وإن خنسوا عنك الحديثَ فلا تسل
فإن الذي يؤذيك منه سماعُهُ
وإن الذي قالوا وراءك لم يقل
قلت: هذه نظرة حكيم، وقول مجرب، أدرك في خضم حياته وشؤونها تفاوت أخلاق الناس واختلافها، مما دعاه إلى بسط تجربته بهذه الصورة الواضحة الجلية، انظر إلى بيته الأول تجد محصلة حكيمة بينة، هؤلاء ذوو الأحقاد بقلوبهم المريضة، ونظرتهم العليلة، لا يطرحون ضغنهم إلا بتعامل من غيرهم يسمو عن طبعهم، ويتعالى عن مستواهم، ويتحقق ذلك في نظر هذا الحكيم بتحيتهم، وحسن التعامل معهم شأن التعامل مع الوضيع الحاقد الذي قد ينفع في شأنه الميسور من التحية والمتاع.
ويزيد هذا الشاعر في بيته الثاني ما يكمل معادلته الاجتماعية، حيث ودّ تحقيق الفضل وزيادته بمثل ما يصدر عن ذوي الأضغان، وينهي عندئذ عن إظهار الفضول وتحقيقه، فمنع السؤال بإشباع الطن عند صمت هذه الفئة وسكوتها، وبخاصة في حديثهم وتعاملهم، ويرجح من بعد أن ما قد يظن بوقوعه من المكر لن يقع لضعف كيد هؤلاء القوم، وعدم ضرهم، نعم!
فإن الذي يؤذيك منه سماعه
وإن الذي قالوا وراءك لم يُقل

* أبهاكلية اللغة العربيةجامعة الملك خالد

الصفحة الرئيسة
فضاءات
نصوص
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved