يذهب إلى اللوعة عبر الطبيعة الذهنية للامبالاة
محمد المزروعي ينامُ وحيداً مع الموتى في "أرق النموذج"
|
* الثقافية عبدالله السمطي:
في 99 نصاً قصيراً يوغل الشاعر محمد المزروعي في استقصاء ذاته عبر ديوانه الجديد "أرق النموذج" الذي ينفتح فيه وبشكل تتداعى فيه الصور والكلمات،
ينفتح على الطبيعة الذهنية اللامبالاة فيما يقول ويصدر ديوانه بعبارة للشاعر المكسيكي "اوكتافيوباث" تقول: إن الاتزان الذي تفتخر به، ليس إلا قناعاً
معرضاً دائماً لخطر ان ينزع عبر انفجار مفاجئ لخصوصيتنا". هنا تنفجر خصوصية الشاعر الاماراتي المزروعي، ويسقط قناع اتزانه ليتحدث داخلياً، وذاته
بحالتها وتجاربها وهمومها على صفحة الكتابة، من دون افتراضات مسبقة.
ويمارس كتابة الوعي الذي ينفتح بشكل آلي تتداعى فيه الأفكار في سرياليتها وتداعيها الحر المتفلت الرواغ:
أكان للفاكهة شيء
مثلما كان لنا
نضع البيض تحت الطائر الوحيد
مُعاداً الى موته في النموّ
ألن يكون لنا زئبق خاص
يتبعنا
وكفانا كل الأساطير الضعيفة
كفانا انها مهدت الطريق. "ص 9".
المزروعي يتجه كمعظم شعراء قصيدة النثر الى معايشة الحالة او التجربة التي يتمرق بها الذات بغض الطرف عن ما هية البناء الشعري، فالشكل هنا يمنح
بحرية شديدة افقه، من هنا تنهمر العلاقات الجديدة.
والعبارات التي تقع في دائرة النثر، وغيرها مما يقع في دائرة الشعر، وما بينهما امشاج عدة من الأساليب، ميزة هذا النوع انه يعطي مساحة كبيرة للقول دون
قيود فنية، سوى قيد الإبداع بمعنى ان كل نص له حالته وله صورته الفنية التي يخرج عليها، من هنا نلحظ تعبيرات مثل: "مختبئاً في احشائي كذئب يقرب
المسافات، اجر حصاني منهكاً من رومانسيته، ببغاء ميت في القفص، كل حسباتي في حية عنب" وغيرها من التعبيرات التي لا تهتم كثيراً بجمال الشعر أو
جلاله، ولكن بوصف الحالة الذات، وتسميتها عبر "القبح الجمالي" في النص.
في "أرق النموذج" عالم داخلي، وذات تتكسر في لوعتها ووحشتها، وهناك بحث عن الحالم، ولغة الوعي الدفين الذي يتجاوز سطوح الأشياء انها شعرية
خاصة، لكن جماليات هذا الأداء الشعري تحتاج لوعي آخر وتأمل يستطيع ان يتعايش ويحس ويسائل.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
